فازت جنوب إفريقيا بإجادة التنظيم حتي الآن, لكنها خسرت في المستطيل الأخضر وحازت لقب الأسوأ ممثلا في كونها أول منتخب منظم للبطولة يودع المنافسات من الدور الأول منذ انطلاق كأس العالم لأول مرة في أوروجواي عام1930 والي النسخة الماضية في ألمانيا عام2006 نجحت جنوب إفريقيا كدولة حتي الآن في استضافة الحدث العالمي لكنها لم تنجح كمنتخب في العبور من الدور الأول وهو مايعد اخفاقا لا يمكن تجاهله خاصة أنه يحدث لأول مرة في تاريخ المونديال والسقوط الكروي لجنوب افريقيا جاء بعد حصولها علي المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الأولي برصيد4 نقاط بفارق الأهداف عن المكسيك لكنه في نفس الوقت أمر خادع في ظل ارتباط الفوز الوحيد لجنوب افريقيا الذي جاء علي حساب منتخب فرنسا بعد أن سيطر التمرد علي الديوك الزرقاء وضاعت أسهمه المونديالية في الاستمرار لما هو أبعد من الدور الأول. ومن يتابع مسيرة جنوب إفريقيا في البطولة وما قبلها خلال فترة الاعداد يجد أن الخروج منطقي في ظل عدد كبير من الأخطاء ارتكبها مديرها الفني البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا خلال ادارته لاستعداد الأولاد للمونديال. ومن أهم هذه الأخطاء قيامه بحرمان منتخب جنوب افريقيا من جهود هداف مخضرم هو بيندكت مكارثي مهاجم وست هام الانجليزي الذي جري استبعاده من من القائمة النهائية بداعي زيادة الوزن وهو أمر يحسب علي المدرب البرازيلي الذي فشل في تجهيز أفضل لاعبي جنوب افريقيا المحترف في أوروبا طيلة الأعوام ال12 الماضية.. وخروج مكارثي من قائمة الأولاد كان له مردود سلبي علي المنتخب فنيا في ظل غياب البديل الهداف لمكارثي علي مدار4 أعوام كان الابتعاد فيها اجباريا للمهاجم المخضرم لخلافات مع العديد من مدربي منتخب جنوب إفريقيا. وظهر الاحتياج الفني لجهود مكارثي نفسه في لقاءات جنوب افريقيا خلال المونديال التي شهدت اهدار كم كبير من الفرص التهديفية خاصة في لقاءي المكسيكوفرنسا لوجوب احراز هدفين فقط منها لتأهل الأولاد الي دور الستة عشر. وبعيدا عن استبعاد أفضل لاعب محترف في أوروبا لم يكن كارلوس ألبرتو باريرا علي مستوي الحدث من خلال فترة الاعداد.. فقد تجنب خوض لقاءات ودية قوية خاصة مع المدرسة اللاتينية التي ينتمي اليها علي مدار عام كامل.. وظهر ضعف خبرات لاعبي جنوب إفريقيا عند ملاقاة أوروجواي تحديدا ولا تحمل رحلة اعداد جنوب افريقيا لقاءات ودية مع منتخبات الصفوة في أمريكا الجنوبية تحديدا الثلاثي البرازيلي والارجنتيني والتشيلي وهو عنصر سلبي تعمد باريرا الاقدام عليه خوفا من هزائم ثقيلة.. بل وخاض مواجهات ودية هزيلة مع منتخبات غير مشاركة في المونديال قبل بدء البطولة. وننتقل الي السقوط نفسه ممثلا في رحلة الأولاد.. حيث تعد الخسارة من أوروجواي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء هي كلمة السر الأولي في سقوط جنوب إفريقيا.. وأخطأ باريرا في إدارة اللقاء خاصة بعد أدائه لقاء هجوميا ضد أوروجواي رغم فارق المهارات بين لاعبيه ونجوم أوروجواي.. وعندما اهتزت شباك جنوب إفريقيا لم يحاول المدرب البرازيلي غلق المساحات الدفاعية والخروج بهزيمة بفارق هدف علي الأقل خاصة أنها كانت تمنحه بطاقة التأهل الي دور الستة عشر.. وظهرت أخطاء أخري للمدرب البرازيلي أبرزها ماحدث في لقاء المكسيك الافتتاحي الذي شهد عجز الأولاد عن الحفاظ علي تفوقهم بهدف مقابل لا شيء.. واستقبلت الشباك هدفا في الدقائق الأخيرة بسبب عدم التنظيم الجيد من جانب كارلوس ألبرتو باريرا لأدائه التكتيكي الهجومي.. وأهمل المدرب البرازيلي خطأ اخر تكرر في دفاعه وهو الاختراق من العمق في ظل تردي مستوي أرون ماكوينا قلب الدفاع وقائد المنتخب.. ومن يتابع الأهداف ال5 التي سكنت شباك الأولاد في الدور الأول يجد أن الاختراق للمنافس كان أسهل طريق لغزو شباك منتخب جنوب إفريقيا. ويحسب ضد الأولاد أيضا أن كبار النجوم لديه ممن يلعبون في أوروبا ويملكون الكم الأكبر من الخبرات لم يكونوا علي مستوي الحدث المونديالي وشكلوا نقطة ضعف واضحة مثل أرون ماكوينا قائد المنتخب المحترف في بورتسموث الانجليزي الذي يتحمل مسئولية4 أهداف مباشرة هزت شباك منتخبه أمام المكسيك وأوروجواي.. كما كان ستيفن بينار صانع الألعاب والمحترف في ايفرتون الانجليزي خارج الخدمة ولم يكن له أدني تأثير ايجابي مع الأولاد بعكس تشابالالا لاعب كايزر تشيفز المحلي الذي خطف الانظار من بينار.. حيث كان أفضل لاعبي الوسط لمنتخب جنوب افريقيا. وتضافرت هذه الاخطاء لتمنح الأولاد أسوأ لقب وهو أول منتخب مضيف يودع البطولة من الدور الأول.