انتشرت خلال الأعوام العشرة الماضية برامج اكتشاف المواهب بأشكال واسماء مختلفة مثل ستار ميكر, واستوديو الفن, وستار اكاديمي, وزي النجوم, ومودرن ستار, الذي يتم الاعلان عنه حاليا واكتشتف هذه البرامج العديد من المواهب, كان من بينهم شاهيناز وأساف ومحمد عطية وديانا كرازون وجوزيف عطية وشادي شامل, بالإضافة إلي عدد من المواهب في شتي الدول العربية, ودخلت هذه الأسماء في نطاق ودائرة من علامات الاستفهام خاصة انهم لم يحققوا النجاح المطلوب بعد ذلك ولم تعد اسماؤهم في الاذهان باستثناء المطربة ديانا كرازون التي ظهرت من خلال برنامج استوديو الفن واستطاعت ان تستمر بعد ذلك, في الوقت الذي سطعت فيه اسماء لم تحصل علي لقب في هذه البرامج باستثناء مشاركتهم فقط, لكن أين ذهب هؤلاء ولماذا لم تدعمهم شركات الانتاج أو البرامج التي اكتشفتهم, واين اختفت هذه البرامج. يقول هاني حسين أحد المشاركين في برنامج ستارأكاديمي والحاصل علي المركز الثاني ان المجال والوسط الفني مختلف تماما عن الدخول في مسابقة وتحقيق شهرة بها, ومن السهل الظهور في اي عمل لمجرد انه عرض علي, ولكن التأني في اختياري للدور او العمل, بالرغم من انني في هذه المرحلة احتاج للانتشار, الا أن الجمهور يتذكر كل ما هو سييء للفنان في بداياته وبالتالي يستمر الفنان بهذا الشكل إلي ماشاء الله, بالإضافة إلي ان هناك نسبة حظوظ كبيرة يجب ان يتحلي بها المشارك بعد خروجه خصوصا في مصر حيث أنها مليئة بالنجوم, مشيرا إلي الفجوة الكبيرة بين البرنامج وبين الوسط الفني الواقعي الذي يصدم به خارج البرنامج, وهو الذي يجعل اغلب خريجي البرنامج غيرموجودين في الساحة, حيث أن هذه البرامج تعطي للمتسابق الشهرة, ثم تتخلي عنه وتقوم بعمل عقد بين المتسابق وشركة في لبنان لها الحق بأن تأخذ نصف الأجر في اي عمل يشارك به وتغالي في طلباتها بالنسبة لمبتدئ, مما يضطر العديد من شركات الإنتاج لعدم الاستعانة بهم في اي عمل حيث انهم لا يريدون وسيطا بينهم وبين الفنان. مؤكدا بان هناك العديد من الأعمال المميزة لم يستطع المشاركة فيها بسبب شروطهم التعجيزية, بالإضافة إلي أنهم لا يقومون بدور مدير الأعمال الذي يبحث لي عن عمل ويأخذ النصف, حتي تمكنت بعد ثلاث سنوات من فسخ العقد معهم ثم بدء الطريق من جديد. مضيف بان النقاد الذين يتهمون متسابقي البرامج بأنهم ليست لديهم مواهب بدليل عدم استمرار هم السبب في ذلك ليس في الموهبة بقدر تلك الأسباب وشروط الاحتكار التي تبعد العديد من المواهب عن الساحة الفنية وعدم القدرة علي الاستمرارية. بالإضافة إلي ان البرامج التي تقام في لبنان يقفوا بجوار اللبنانيين, دون عن اي دولة عربية أخري, بالرغم من ان المصريين كانوا أكثر موهبة من اي متسابق في جميع مواسم البرنامج, الا أنهم ايضا لهم اهدافس سياسية من خلال هذا البرنامج وارضاء جميع الدول العربية. مؤكدا فضل هذا البرنامج في تعريف الجمهور عليه واكتسابه الشهرة في الوقت الذي كان يعمل فيه موديل في مصر ولايعرفه أحد, وتعلم الكثير من هذه التجربة ولا يوجد احد وصل في هذه المهنة دون ان يواجه صعوبات, مشيرا إلي انها كانت فرصة وعليه الاستمرار بعد ذلك لتحقيق ذاته سواء بالموهبة او العلاقات او الشكل والمظهر ما إلي ذلك, حيث ان الفن لا يخضع الآن للموهبة فقط, وانقلبت الأمور وأصبحت الموهبة تجد صعوبة في الظهور إلي النور, بدليل امتلاء الساحة الفنية بفنانات انصاف مواهب, والوجود الذكوري قليل جدا. مشيرا إلي أن هذه المهنة تعتمد علي شخص لديه جاذبية وهو مقياس النجاح, حتي ولو كان متعدد المواهب بدون جاذبية وحب الجمهور فلن يستمر. اما ميرهان حسين التي كانت احدي المشاركات في برنامج ستار اكاديمي فأكدت متابعتها لبرنامج ستار اكاديمي في نسخته السابعة, مؤكدة وجود عدد من المواهب التي تظهر من خلال هذا البرنامج, وأشارت إلي أنها تعتبر نفسها محظوظة في ظهورها في أعمال خلال الفترة الماضية بالرغم من عدم حصولها علي اللقب بعكس العديد من الذين حصلوا علي الألقاب ولم يسمع الجمهور عنهم شيئا بعد ذلك, بالإضافة إلي انه عرض عليها الاشتراك في أكثر من عمل بعد خروجها من البرنامج بعكس الكثيرين, ومنهم فيلم عمر وسلمي وبرنامج عليLBC ومسلسل ماما في القسم. مشيرة إلي أن الفجوة الكبيرة بين البرنامج وبين الوسط الفني الواقعي الذي يصدم به خارج البرنامج, هي التي تجعل أغلب خريجي البرنامج غير موجودين في الساحة, حيث أن البرنامج يأخذ مجموعة هواة ويضع عليهم الضوء لمدة أربعة شهور, فيحصلون علي الشهرة وعدد من الفرص خلال عرض البرنامج, اما الوسط الفني فهو مليء بالفنانين النجوم من شتي الأجناس, بالإضافة إلي انه لا يخضع للموهبة فقط بل يتطلب اشياء أخري قد تكون ضد مباديء اي شخص, وهذا الفارق هوالذي يجعل العديد من المواهب لا تستطيع الاستمرار بعد ذلك. مضيفة أن هذه البرامج لها هدف ربحي في المقام الأول بالتأكيد, ولكن من جانب اخر فهي تعطي فرصا للعديد من المواهب في الظهور للجمهور اثناء عرض البرنامج, ولكن علي المتسابقين ايضا ان يستمروا بعد ذلك وليس التوقف عن المحاولة, حيث ان هذه البرامج تقصر مشوار الشهرة بشكل كبير, في الوقت الذي يوجد فيه العديد من الفنانين في الوسط ولا يعرفهم الجمهور,