إن الحكومات الصالحة ليست فقط- هي التي تبني فحسب ولكنها التي تسارع في البناء مع الاتقان والقوة والأمانة.... إن الحكومة التي نتمناها هي التي تحرص علي مصالح الشعب علي السواء فتبني الأفراد بناء يصمد أمام أنواء الحياة وبما يحيط بنا نحن في مصر الهرم والنيل من دسائس وأحقاد خاصة من الداخل.. فنحن لسنا ضد الاحتفالات بالمناسبات القومية أو الثورية فذلك أمل تحقق وجهاد توجته ثورة تلو ثورة ولكننا أمام أعباء ثقال تنوء بها العصبة أولو القوة فكم من الموارد تبددت وكم من العقول شوهت وكم من المرافق خربت وكم من الأخلاق اندثرت وما تبقي منها يعلن عن انحرافه ؟!! فإذا كانت العصبة السالفة من المسئولين قد مهدوا لهذه الأجواء بسوء صنيعهم وحملونا هذه الأثقال فما علينا إلا أن نشحذ الهمم ونوحد السواعد القوية لرفع هذه الأثقال وحتفها إلي غير رجعة.. فما أحوجنا قبل فوات الأوان إلي أن نسير في الطريق الذي يسير فيه العقل وأن نبحث عن الحكمة لا عن القوة فحسب.... فما فائدة القوة التي تحرق وتمزق وتفرق ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا البقرة269. إنها قراءة الأمل التي يجب أن نتلوها حتي تسود بيننا الآن فما بالنا بقراءة الواقع الذي نعيشه عقب ثورتين علينا قراءة الواقع وقراءة ما قبل الواقع.. فما هذا( القبل) إلا إرهاصات أو نبوءات تحققت فحلت بنا كلها أو بعضها حسبنا من هذه وتلك ما أهملناه من هذه القراءة أو قرأناها قراءة خاطئة فما نحن نعانيه اليوم ليس وليد اليوم وهوما دفعني دفعا لاستدعاء قراءة الماضي بصوت عال بعدما أصاب الصمم آذان المسئولين.. صوت الماضي الذي أراه نذير كل ما نكابده اليوم فاسمع معي أيها القارئ الكريم إلي أصداء هذا الصوت الذي يصور لك بعضا من أحداث اليوم فقد طالعت بعض الدراسات التي تنبأت بما نشاهده اليوم حيث أشارت هذه الدراسات إلي الصراعات المذهبية والعرقية والرؤية الثاقبة عن تمزيق الجغرافية العربية إلي دويلات أو أحياء وضواح حتي تصبح خريطة العالم العربي الكبير عشرات الدويلات بل مئات إذا أمكن ثم نراها من المحيط إلي الخليج وقد ازدحمت الرايات والعرقيات والحدود وغيرها من مظاهر التشرذم والتفتيت..!! إن المؤسف حقا أن هذه المطالعات لتقارير قد صدرت في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي عن مراكز بحثية إسرائيلية بالتعاون مع الدوائر الأمريكية الداعمة لإسرائيل وما أكثرها.. لكن الأخطر في هذه التقاريرأنها تؤكد علي محاولات لاستعادة شبه جزيرة سيناء من أيدي المصريين وضمها إلي إسرائيل فمن المثير أن قادة إسرائيل ما يزالون يعانون من عقدة( السادات العظيم) حيث إنهم يشعرون بالخديعة والهزيمة من أن( السادات) خدعهم واسترد( سيناء).. فالمسألة لديهم مسألة ثأر..!! كما أنهم علي يقين من أن ما فعله( السادات) قد تسبب في تأخير إعلان( دولة إسرائيل الكبري)..!! إن ما يحدث اليوم في البلدان العربية من ثورات وتفجيرات وصراعات مذهبية وكل صنوف القلاقل لا يخرج عن كونه مقدمة للقادم الحزين الذي يحقق ما ورد في تقارير ودراسات الماضي القريب والبعيد علي السواء..!! نعم إنها نواقيس الخطر التي لم تتوقف منذ اعتلت سدة الحكم في مصر النيل والهرم جماعة باطنية لا تعرف قدر الوطن ولا يعنيها تاريخ التاريخ الذي أسس حضارات الإنسانية جمعاء... إنني أحذر تحذيرا قد يتخطي حدود الموعظة الحسنة من أجل وطن الأوطان( مصر الهرم) ومن أجل أبناء القادم أمل المستقبل.. أحذر تحذيرا يفوق تربص أحفاد السامري بنا ويتعدي اهتمام بني اسرائيل من أجل اقتناص الفرصة لتحقيق مآرب بني صهيون..!! وليعلم المسئول في وطننا إن كان يريد أن يعلم أو يحرص علي الوطن وأجياله أن أحلام الصهيونية ومطامعها الأبدية في مصر الهرم لن تتحقق إلا بوجود بيئة فاسدة.. بيئة تتجرع الظلم ويعاني أهلها المحسوبية والرشاوي والفوضي وغياب القانون أو انتحاره لا فرق وتردي الاقتصاد والعوز الذي تعانيه الأسرة المصرية و الكراهية والصراعات المذهبية والخصومات الحزبية وكل أنواع الفتن التي ابتليت بها( أم الدنيا)..!! إن كل ما سبق تربة خصبة للإرهاب وبوابات ميسورة لا تعرف حراسا أو أقفالا مفتوحة علي مصاريعها لولوج كل أنواع المخططات الصهيونية لتحقيق الآمال المتراكمات منذ عشرات السنين وإلا فليخرج علينا أحد المسئولين وما أكثرهم ليؤكد لنا أن كل هذه السلبيات أو منظومة الفساد التي ذكرناها ليس لها وجود في واقع حياتنا المصرية..!! آنئذ نقول له: لافض فوك. ولن تستطيع إسرائيل ومن يساندها من تحقيق مآربها في وادي النيل. فهل من مجيب؟؟! نعم لا يوجد مجيب اللهم إلا ما تعودناه من الدجل الحكومي ومعسول الكلام الذي أخر مصر مئات السنين فمتي نري قانونا في مصر يشنق المسئول الدجال والنهاز و القرصان والمهمل وما أكثرهم؟ فما دامت الحال هي الحال منذ عشرات السنين فلا أمل يرجي في إصلاح وليعلم الناس في مصر أننا إلي دمار لا محالة..!! فما أحوجنا إلي حكومة صالحة تعترف بالحقيقة ولا تماطل وتتجاهل الواقع وتزين القبائح وتنافق الشعب بتسميات مقنعة مثل المصالحة والوسطية والتآمر علينا والمؤامرت الخارجية والطرف الثالث أو المجهول لا فرق والخطط الخمسية أو حتي الخمسينية وهلم جرا..!! إنها ذات الأقنعة وإن اختلفت أسماء المسئولين وصورهم منذ أواسط القرن الماضي حتي اليوم فمتي يستحي المسئول أو يعتذر أو يشنق؟! وبعد: سأل قسيس رجلا: لماذا ينجح الممثلون أكثر مما ينجح الواعظون؟ فقال:إن الممثلين يتكلمون عن الأشياء الخيالية كأنها حقيقية والواعظين يتكلمون عن الأشياء الحقيقية كأنها خيالية....! فأني لنا مسئول يعي الدرس؟! رابط دائم :