اعتصام هنا وإضراب هناك، تجمعات من المدرسين والأثريين وعمال النقل، وهلم جرا، أوقفت حال الناس، خرجوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور، وكأن هذه الوقفات عليها غَبرة من نظام قديم آثر دولاراته علي قروشات الناس . كل هذا ذكرني بالمثل القائل" إيش ياخد الريح من البلاط" خاصة أن مفتاح وزارة المالية ليس كمفتاح قارون تنوء بحمله العُصبة أولو القوة إن كان في وزارة المالية خزينة أصلاً تحتاج إلي مفتاح ! كلنا يريد وكلنا لا يُعطي، هذه هي القاعدة الآن، لا أحد ينظر من أين سيأخذ قروشاته التي يطالب بها والحال واقف، لا سياحة ولا تصدير ولا "دياوله" ..والفئات التي ظلت ثلاثين عاماً ترضي بعشرة جنيهات كل عام علاوة وتبوس إيديها وش وضهر أصبحت تطالب بألف واتنين "وإن خربت دار أبوك خد منها قالب"..أهذا هو الشعب الذي قام بثورة أذهلت العالم وغيرت مفاهيمه التي ترسخت عن مصر سنين عددا ؟ ألا يوجد بين هؤلاء رجل رشيد يدرك حجم ما تعانيه البلاد الآن من ترد اقتصادي وخسارة البورصة، أم أن مصر أصبحت ساحة لكل من أراد أن يجعل من الحبة قبة ومن الفأر جملاً، مع كوكتيل الفلول الذين لا شك ينفقون بسخاء ما نهبوه لحماية أهدافهم الجديدة ومآربهم الأخري . أين محبو مصر الذين ضحوا بأرواحهم، فقط من أجل عينيها.