أحسن طلبة الجامعة المصرية اليابانية ببرج العرب غرب الاسكندرية صنعا بإضرابهم عن الدراسة وامتناعهم عن دخول المحاضرات والنزول إلي المعامل قبل أن توضح الجامعة لهم حقيقة ما نشر حول الفساد المالي والإداري بالجامعة الذي يقوده رئيسها الدكتور أحمد بهاء الدين خيري. إضراب الطلبة السلمي الذي لم تشر إليه أي وسيلة إعلام مصرية أو أجنبية جاء متحضرا يليق بهم, حيث لم يلجأ أي منهم للعنف لتفويت الفرصة علي الإدارة للجوء لتلفيق اتهامات بالشغب لهم أو الانتماء للمحظورة, وقلب الحقائق.. منتهي العقل والرزانة. إدارة الجامعة وكل الأجهزة الرقابية المعنية بما فيها وزارة التعليم العالي تجاهلت ما نشره كاتب هذه السطور في مجلة الأهرام العربي قبل شهور مدعوما بالمستندات عن مخالفات رئيسها تحت عنوان عزبة خيري, أملا في أن يهدأ الموضوع ويمر من دون حساب المخالفين اعتمادا علي خاصية النسيان لدي المسئولين المصريين وعلي علاقات الدكتور خيري الوثيقة ببعض المؤثرين منهم في اتخاذ القرار. لم ترد الجامعة علي المجلة حتي الآن, وظني أنها لن ترد أبدا لسببين أولهما أن ما نشر صحيحا مائة بالمائة, ثانيهما أن حقها في الرد سقط تلقائيا بمرور أسبوعين علي النشر. كاد الموضوع يموت بالفعل ويطويه النسيان لولا اهتمام توشيرو سوزوكي سفير اليابان لدي القاهرة به, الذي يتردد أنه طلب الالتقاء برئيس الجامعة لمناقشته, وكذا صحيفة مياميتشي اليابانية التي زارني مدير مكتبها شين إتشي أكيياما مرتين في مكتبي بالأهرام للتحقق من حقيقة ما كتبت والاطلاع علي المستندات التي حصل علي صورة ضوئية منها, كما يتردد أن مسئولا يابانيا كبيرا من وكالة اليابان للتعاون الدولي الجايكا في طريقه لمصر لبحث الأمر بهدف تحديد الخطوات التي ستتخذها الوكالة مستقبلا بشأن الجامعة التي يشكل اليابانيون نصف أعضاء مجلس أمنائها وفقا للبروتوكول الموقع بين القاهرة وطوكيو وقت إنشاء الجامعة. لا أدري إن كان هذا الحراك كافيا لإقناع الدكتور حسام عيسي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التعليم العالي بالتحقيق في هذه القضية المهمة واتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات تؤكد أن ثورتينا علي الفساد تشمل كل رموزه من دون استثناء, وأن المجتمع المصري جاد في اقتلاع شأفته من جذورها.. وإنا لمنتظرون. رابط دائم :