دائما ما ننتظر وقوع الكارثة حتى نتحرك، فنحن محترفون في البكاء علي اللبن المسكوب ويعتبر مزلقان الدومارية بمنطقة كلح الجبل بإدفو واحدا من صور الإهمال الجسيم، الذي يسيطر علي هيئة سكك حديد مصر، فعلي الرغم من التصريحات التي تخرج من مسئوليها بين الحين والآخر حول تطوير المزلقانات، نفاجأ بحادثة تزهق أرواح الأبرياء. المؤسف أن مسئولي الهيئة لم يستغلوا فترة التوقف الطويلة لقطارات الصعيد لعلاج العيوب والأخطاء، ليظل الحال علي ما هو عليه. عموما فقد طالب أهالي قرية الدومارية بإدفو، بحماية أرواحهم من خطر القطارات التي تمر كل عشر دقائق علي الأقل، وطالبوا بنقل موقف التوك توك الذي يقع علي بعد خطوات قليلة من المزلقان إلي مكان أخر، مع العمل علي ضرورة توسعته، وكذا إصلاح أعطاله المستمرة، وإلغاء نظام الغلق اليدوي الذي يعتمد علي أسلوب "المناداة" مابين مراقب البلوك والملاحظ، في ظل تعطل التليفون الوحيد أحيانا. ويبدأ أحمد عليان محام من أبناء القرية الحديث قائلا: هناك إهمال شديد من منطقة أسوان للسكك الحديدية، حيث لايزال المزلقان يدوياً، ووسيلة الاتصال ما بينه وبين البلوك دائماً ماتكون معطلة، الأمر الذي يؤدي إلي غلقه بأسلوب المناداة بين المراقب والعامل، ويضيف أن هناك موقفا للتوك توك علي بعد أمتار من المزلقان، ودائما مايكون محملا بالمواطنين مما يعرضهم للخطر الشديد، وطالب بنقل هذا الموقف فورا، وتوسعة المزلقان الذي يشطر القرية إلي قسمين. ويوضح جابر القومي مدير عام بالطرق والكباري وأحد أبناء القرية بأن نحو 20 ألف نسمة مهددون بالموت كل يوم، فالمزلقان هو الطريق الوحيد للوصول للقرية، وقال ان عامل المزلقان الذي يكون كبش الفداء في كل كارثة بالسكة الحديد، هو مظلوم دائما، فهو يقاسي ويعاني في عمله من عدم وجود غرفة تليق بآدميته، كما لا توجد أي دورة مياه، مما يضطره للذهاب لأقرب مسجد علي بعد 500 متر لقضاء حاجته، ولكم أن تتصورا والكلام علي لسان القومي، حجم ما يمكن أن يحدث مثلا في حالة عدم تواجده ومرور أحد القطارات. ويلتقط أحد عمال المزلقان خيط الحديث رافضا ذكر اسمه ويقول : نحن الذين ندفع الثمن دائما، فما يحيط بنا من ظروف قاسية يجعل عملنا غاية في الصعوبة، فمن غير المعقول أن نقضي حاجتنا في الشوارع، هذا بخلاف عدم وجود غرفة تقينا حر الشمس صيفا، وقسوة البرودة شتاء، ولولا تدخل الأهالي وجمعية أم القرى بالقرية لظللنا ندير المزلقان بدون غرفة حتى الآن . وعن تعطل التليفون الذي يربط بين المزلقان والبلوك أشار العامل إلي أن تعطله يشل العمل تماما الأمر الذي يدفعنا للاعتماد علي المناداة فقط، للتنبيه بقرب وصول القطارات . أما مسئول الصيانة بمنطقة أسوان للسكك الحديدية فقال إنه تم إخطار قسم الإشارة والاتصالات بالمنطقة، لمتابعة أي أعطال للتليفونات التي تربط مابين المزلقانات والبلوكات، وبالنسبة لتوسعة مزلقان الدومارية، قال إنه سيتم رفع طلب الأهالي للمنطقة الجنوبية، أما بشأن إنشاء دورة مياه لعمال المزلقان فيتم ذلك عن طريق التنسيق مابين الوحدة القروية بكلح الجبل ومركز ومدينة إدفو. رابط دائم :