يرتبط اسم الفنان التشكيلي د. ابراهيم غزالة عادة بالكثير من الجدل. فهو رجل الفنون التشكيلية الأول في الوزارة الذي يشرف علي العديد من الأنشطة الفنية التي ينظمها صندوق التنمية الثقافية ومراسمه العديدة المنتشرة في أنحاء الجمهورية كما اضيف إلي مسئولياته أخيرا رئاسة تحرير مجلة الخيال التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة لتكون المجلة الرسمية الوحيدة المتخصصة في الفنون التشكيلية في مصر. الا أن المجلة سبقها ثم صاحب صدورها الكثير من الجدل بدءا من قيام د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة بإلغائها ثم تراجعه عن القرار ثم غضب الفنانين التشكيليين في الاقاليم المختلفة من تجاهل المجلة لقضاياهم. الاهرام المسائي التقت د. ابراهيم غزالة رئيس تحرير المجلة ليجيب عن جملة هذه التساؤلات..... * ما سر الملابسات التي صاحبت اصدار المجلة وتراجع د. مجاهد عن إلغائها؟ ** لن اسمي ما حدث تراجعا فقد تولي د. أحمد مجاهد رئاسة الهيئة بعد يوم واحد من اصدار قرار بتشكيل هيئة تحرير المجلة ولكن كل رئيس جديد له فكر ورؤية جديدة لهذا جاء قراره بإلغاء قرار د. أحمد نوار لحين تفرغه لبحث أمر اصدار المجلة وحينما توفر له الوقت تم اصدار القرار بهيئة تحرير جديدة بعد اعادة النظر في الاشخاص الذين تضمن القرار الأول اسماءهم. فهذه المجلة لها خصوصية, فعلي عكس أي صحيفة اخري نحن نبدأ بالصورة لا الكلمة لهذا كان اصدارها يرتبط بوجود كوادر قادرة علي التعامل مع هذا الفكر. لهذا انا أعتقد ان قرار اصدار المجلة جاء في توقيت مناسب تماما. * ولكن يري بعض الفنانين التشكيليين ان قرار اصدار المجلة جاء متعجلا ودون دراسة بدليل إلغاء سلسلة آفاق تشكيلية وتوجيه ميزانيتها للمجلة. ** هذا ليس صحيحا فهناك الكثير من الهجوم غير المبرر غير المستند للحقائق. انا لا أعرف شيئا عن الاجراءات الادارية التي صاحبت اصدار المجلة أو إلغاء سلسلة آفاق تشكيلية ولكني واثق انه لو تم اتخاذ هذا القرار فلابد أن هناك دوافع منطقية تقف وراءه. ثم اني أريد أن اسأل بدوري واين كان هؤلاء الفنانون المشككون قبل اصدار المجلة لماذا طالبوا بها والآن يهاجمونها؟. علينا الآن ان نتعامل مع حقيقة ان المجلة قد صدرت بالفعل وموجودة وان نتعاون لتطويرها واستمرارها لا ان نبحث في الملابسات التي سبقت انشاءها. * يشكو الفنانون التشكيليون كذلك من استمرار الاعداد الثلاثة الأولي الصادرة من المجلة في التركيز علي الحركة الفنية في القاهرة وتجاهلها تماما للنشاط الفني في المحافظات الاخري. ** هذا كلام يندرج تحت بند الشائعات فلا يوجد تجاهل للحركة الفنية في الاقاليم ولكن نحن نعمل وفق سياسة معينة تقضي بنقل الحركة الفنية النشطة في القاهرة للجمهور المهتم في الاقاليم وهذا هدف أساسي للمجلة. ومن المستحيل ان نتمكن في الاعداد الأولي من تغطية النشاط الفني في القاهرة وفي الاقاليم كذلك خاصة وان المجلة مازالت تفتقر للكثير من الامكانات التي تتيح تسهيل السفر للمحررين إلي المحافظات لمتابعة ما يدور فيها. وفي الوقت ذاته المجلة تفتح ابوابها للفنانين والنقاد من جميع محافظات مصر للكتابة فيها فلماذا يكتفون بالنقد السلبي ولا يساهمون في تحرير المجلة؟ * ولكن الحركة الفنية في القاهرة تجد نوافذ لمتابعتها بالفعل عبر الصحف والمجلات بينما ينتظر فنانو المحافظات من مجلة صادرة عن هيئة قصور الثقافة ان تلتفت لقضاياهم وابداعاتهم. ** ان الدافع الأول لإنشاء هذه المجلة هو الظلم الذي تتعرض له الفنون البصرية بشكل عام. اتدرين أن هذا هو أول حوار يتم اجراؤه معي عن المجلة منذ صدورها قبل ثلاثة أشهر؟. لا يوجد اهتمام حقيقي بالفن التشكيلي. وشئنا أم ابينا فالحركة الفنية في القاهرة أكثر ثراء وكثافة لهذا نلتفت لنقلها. ونحن نحاول تسليط الضوء علي النشاط الفني في الاقاليم كلما أمكن فالعدد الأول يحمل موضوعا عن فنان فطري من أسوان وفي العدد الثاني كذلك. ومن المستحيل ان تتحول المجلة لصحيفة اقليمية. نحن بحاجة إلي عشر مجلات إلي جانب الخيال حتي نفي بمتطلبات الفنانون. لهذا اطالبهم بالصبر وعدم الحكم علينا من خلال الاعداد الأولي. فمن المفترض ان يتقدم الفنانين لمساعدتنا لا الهجوم علينا لدوافع شخصية. * وما الدوافع الشخصية التي جعلت الفنانين والنقاد يرون ضعفا في مستوي المجلة؟ ** كل ناقد أو فنان يري أن المجلة سيئة اذا لم يكتب هو فيها أو لم تكتب عنه وعن اعماله. من هاجم المجلة لم يقرأها من الاساس والكل متحفز لسقوطها. لماذا لم يناضل اولئك الفنانون الذين طالبوا بها من أجل اصدارها بل تحفزوا لها وانتظروا صدورها ليهاجموها؟ انا بانتظار ان يتقدم لي أي ممن هاجموا مستوي المجلة بمطبوعة اخري بذات المستوي قبل ان يناقشني في السلبيات. أريد ان أضيف هنا اني لست صحفيا ولا خبرة لي في انشاء المجلات وتبويبها واصدارها لكني اضطررت للتصدي لهذه المهمة بعدما ابدي العديدون تخوفهم من ترأس تحرير المجلة فكان أمامي خياران اما التخلي عن المجلة لتصير قرارا علي الورق أو ان اتقدم لتحمل هذه المسئولية حتي تصدر المجلة وتستمر لهذا انتظر من الناس التعاون لا الهجوم. * وهل توجد أهداف معينة تسعي المجلة لتحقيقها لدي جمهورها المستهدف؟ ** يوجد اسلوب للعمل. فأنا حريص من البداية علي الابتعاد عن الموضوعات البائتة التي قتلت بحثا وطلبت ممن يكتبون ان ترتبط موضوعاتهم ومقالاتهم بالواقع وما يجري من احداث. فالصحفيون يتعاملون مع ثلاجة الانترنت والارشيف دون احتكاك بالواقع وهذا ما أرفضه تماما. وقد أعطاني الفنان فاروق حسني الكثير من التوجيهات بشأن المجلة من خلال الاهتمام بالفنون الحرفية كالسجاد والحلي وغيرهما بحيث تصير المجلة نافذة للفنون البصرية ولا تقتصر علي اللوحة والتمثال. كما نلتفت للاهتمام بالاضلاع الثلاثة للفن التشكيلي وهم الفنان والمقتني وصاحب قاعة العرض فالعنصران الاخيران لا يحظيان بأي اهتمام اعلامي هدفنا ببساطة شديدة هو نشر تذوق الفنون البصرية لدي المتلقي العادي وهذا هو أهم أهداف المجلة. وسنقبل أي انتقادات تصب في اتجاه التطوير. ولكنك عادة لا تقوم بالرد علي الانتقادات الموجهة إليك كما في الانتقادات التي وجهت إلي الدورة الثانية لملتقي الأقصر للتصوير الذي تشرف عليه. انا أرد علي الانتقادات الموضوعية دون سواها والحملة التي اتهمت ملتقي الأقصر الثاني للتصوير بضعف المستوي والتواضع كانت حملة مغرضة دفع بها شخص كان يطمح للوجود في الملتقي ولم يتم اختياره للمشاركة فيه لكنه استطاع ان يضلل اصدقاء حميمين لي ومن بينهم الكاتب الصحفي اسامة عفيفي ليشاركوا في حملته المغرضة ضد الملتقي. * ولكن عددا من الفنانين والخبراء أكدوا تواضع مستوي الأعمال التي خرجت عن الملتقي بالفعل. نحن مسئولون عن التنظيم وضعف مستوي أعمال الفنان الذي نقوم باستضافته هو مسئولية الفنان نفسه. نحن نبذل الجهد في اختيار فنانين جيدين من خلال سيرتهم الذاتية التي تشهد بمعارضهم ومشاركتهم الدولية أما ذوق الفنان واختياراته ومنتجه الفني فهو مسئوليته. * عاب النقاد علي الملتقي عدم وجود معايير لاختيار الفنانين أو موضوع للملتقي فهل سيتم تفادي ذلك في الدورات المقبلة؟ ** كما ذكرت سابقا نحن نختار الفنانين بناء علي سيرهم الذاتية ولا توجد أي معايير أخري للاختيار ولا يمكن وضع معايير أصلا. الفن لا يوجد فيه معايير بل تحكمه الذائقة والخبرات. أما فيما يتعلق بوجود موضوع أو تيمة للملتقي فهو أمر غير وارد فكيف نستضيف فنانين كبار ثم نفرض عليهم موضوعا؟ * ولكن البيناليات الكبري في العالم تفرض علي الفنانين موضوعات. نحن لا ننظم بينالي في الأقصر ولكن ننظم ورشة عمل تحمل اسم مصر هدفنا فيها هو نجاح الملتقي ورضا الفنانين عن التنظيم بشكل يفتح مجالات تعاون بينهم وبين الأقصر بشكل يفيد مصر وهو ما يظهر في اقبال الفنانين المشاركين في البينالي علي استقدام تلاميذهم لتنظيم ورش عمل في الاقصر وهذا يشكل عائدا كبيرا ثقافيا واقتصاديا فلماذا يتم التغافل عن مظاهر النجاح والالتفات للهجوم؟ في النهاية النقد يأتي من الجالسين في المكاتب المكيفة فلم يحتك أحد ممن انتقدوا الملتقي به أو بفنانيه قبل ان يكتب لهذا لا رد لدي علي تساؤلاتهم غير الموضوعية.