صرح متحدث باسم مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بأن الاتحاد قد يرفع بعض العقوبات المفروضة علي إيران في ديسمبر أو/يناير القادمين, وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال مايكل مان المتحدث باسم أشتون: هناك اقتراح الآن لتخفيف عدد محدود من العقوبات. وأضاف: لا يمكنني في هذه المرحلة أن أقول متي سيتم اتخاذ القرارات الأولية في هذا الأمر, قد يحدث هذا في/ ديسمبر, وقد يحدث في يناير.. الأمر يتوقف علي الفترة التي ستستغرقها العملية التشريعية. ويتعين علي خبراء الاتحاد الأوروبي صياغة التعديلات التي من المفترض إدخالها علي تشريع العقوبات, والتي يتعين أن يصادق عليها بعد ذلك وزراء خارجية الاتحاد. وأوضح مان أنه سيكون هناك تنسيق مع إيران, مشير إلي أنه من المهم أن يلتزم طرفا الصفقة بتنفيذها. وفي الوقت نفسه اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيانياهو امس انه سيوفد مستشاره للامن القومي يوسي كوهين الي الولاياتالمتحدة لبحث الاتفاق المقبل النهائي حول الملف النووي الايراني. وقال نتيانياهو امام البرلمان الاسرائيلي( الكنيست) تحدثت البارحة مع الرئيس اوباما واتفقنا علي ان فريقا اسرائيليا برئاسة مستشار الامن القومي يوسي كوهين سيتوجه الي الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات حول الاتفاق النهائي مع ايران. ونقل بيان صادر عن مكتب نيتانياهو قوله امام البرلمان هذا الاتفاق يجب ان يكون له نتيجة واحدة: تفكيك قدرة ايران النووية العسكرية. ومن جانبها قالت رئيسة الطاقم الإسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين تسيبي ليفني إن تحقيق تقدم في مفاوضات السلام سيساعد علي قيام تعاون بين إسرائيل والدول العربية في مواجهة إيران. ونقل راديو صوت اسرائيل امس عن ليفني انتقادها الاتفاق بين الدول الكبري وإيران معتبره أنه قد يتيح لطهران التقدم في تطوير الاسلحة النووية. وقالت إنه يجب علينا أن نعمل بجدية خلال الاشهر الستة المقبلة وهي فترة سريان مفعول هذا الاتفاق علي دفع المسيرة السلمية مع الفلسطينيين قدما, ورآي المحللون ان اتفاق جنيف قد ازال الخيار العسكري عن الطاولة لمدة ستة اشهر علي الاقل طوال فترة المفاوضات. وقالت اميلي لاندو من معهد ابحاث الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب لوكالة الانباء الفرانسية طالما يقوم المجتمع الدولي بالانتقال الي فترة الستة اشهر تلك حيث يفترض ان يتم التوصل الي اتفاق شامل متفاوض عليه, فانه من الصعب الاعتقاد بان اسرائيل ستقوم بعمل عسكري. ويتفق معها يوئيل جوزانسكي وهو باحث ايضا في معهد ابحاث الامن القومي والذي شغل سابقا منصب خبير في الشئون الايرانية في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. ويشير جوزانسكي الي ان خيارات اسرائيل الان قليلة ومحدودة موضحا ان نيتانياهو قال ان الاتفاق النووي غير ملزم لاسرائيل التي تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها. واضاف ولكن الفرص الحقيقية امام شن( ضربة عسكرية) بعد اتفاق اقل بكثير مما كانت عليه البارحة. وقال ان واقع ابرام اتفاق بين ايران ومجموعة5+1 سيجعل من الصعب علي اسرائيل ان تتصرف من تلقاء نفسها. ولكن ذلك لا يترك اسرائيل معدومة الخيارات حيث يمهد الاتفاق الانتقالي الطريق امام المزيد من المفاوضات التي يبدو نجاحها غير مضمون. واشارت لاندو الي انه في سياق مشروع الرئيس اوباما بعدم السماح للايرانيين باحراز تقدم في مشروعهم النووي خلال اشهر المفاوضات فان الاتفاق يمكن التعايش معه. بينما وصفت صحيفة الجارديان البريطانية الاتفاق المؤقت بين الغرب وإيران بأنه اتفاق تاريخي يستحق الدفاع عنه باعتباره البديل الأفضل عن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلي إيران والتي من شأنها أن تجر منطقة الشرق الأوسط إلي حالة حرب أخري. واعتبرت الصحيفة البريطانية- في مقال تحليلي أوردته علي موقعها الإلكتروني امس- أن الاتفاق يعد أكبر إنجاز لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخارجية كما يعد الاتفاق الأبرز بين واشنطنوطهران منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام1979. ورأت الصحيفة أن نجاح هذا الاتفاق يمكن أن يعيد رسم الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط من جديد..مرجحة أن انتهاء حالة العداء والكراهية بين طهرانوواشنطن سيجبر الأخيرة علي رأب الصدع في علاقاتها مع الدول الصديقة لإيران الأمر الذي سيسهل لواشنطن بالتبعية حماية مصالحها ولكن هذا لم يتحقق تماما فأوباما نفسه قال إن جنيف هي مجرد البداية فقط. رابط دائم :