تصدر الملف النووي الإيراني المشهد السياسي الدولي من جديد بعد موافقة طهران علي وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز5%, واعتزامها تفكيك الروابط بين أجهزة الطرد الكندي, وتحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة20% إلي أكسيد بحيث لا يمكن استخدامه في أغراض عسكرية بسهولة, وتعهدها بعدم بناء منشآت نووية جديدة, وهو ما اعتبرته صحف أمريكية اتفاقا تاريخيا بين الولاياتالمتحدةوإيران, وأهم تطور في علاقاتهما منذ أكثر من ثلاثة عقود بعد قطيعة استمرت منذ34 عاما بسبب اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عقب قيام الثورة الإسلامية. وكانت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية كشفت أخيرا, أن الولاياتالمتحدةوإيران قاما بمباحثات سرية مباشرة علي مستوي عال ثلاث مرات خلال العام الماضي في مقامرة دبلوماسية من جانب إدارة أوباما والتي أبقت المناقشات في طي الكتمان حتي عن أقرب حلفاء أمريكا بما في ذلك إسرائيل وكان اتفاق الأمس خيبة أمل بالنسبة لتل أبيب التي كانت قد حثت الولاياتالمتحدة للتوصل إلي اتفاق أقوي يؤدي إلي نهاية كاملة لبرنامج التخصيب الإيراني حيث انتقدت إسرائيل اتفاق المجتمع الدولي مع إيران ووصفته بأنه اتفاق خادع ولعبة إيرانية تعتمد علي الوهم الذاتي. ووفقا للوكالة الأمريكية فإن يوفال شتاينتز وزير الاستخبارات الإسرائيلي قال أن الاتفاق لن يوقف سعي طهران للحصول علي سلاح نووي وأن موقف إسرائيل لن يتغير وسوف يجعل الاتفاق الوضع أكثر صعوبة من ذي قبل لتحقيق حل مناسب في المستقبل وقارنه بالاتفاق الدولي مع كوريا الشمالية الذي فشل عام2007 مؤكدا أن هذا الاتفاق سيؤدي إلي بناء إيران قنبلة نووية في أسرع وقت موضحا أنه لا يمكن لإسرائيل المشاركة في الاحتفال الدولي بهذه الصفقة مشيرة إلي أن تل أبيب تري أن السلام وليس الحرب يمثل تهديدا خطيرا لها حيث تخشي أن تعيد واشنطن تنظيم استراتيجيتها في الشرق الأوسط بعيدا عن حلفائها التقليديين والذي من شأنه أن يجعل الصراعات المسلحة أقل احتمالا في المدي القصير. بينما ذكرت صحيفة هامنجتون بوست الأمريكية, أن الصفقة توقف حالة الانزلاق إلي الحرب ويعد انتزاعا للنصر من بين فكي الهزيمة حيث تمكنت إيران والغرب من تغيير المسار لحرب كارثية ووضع العالم علي طريق السلام مشيرة إلي بيان البيت الأبيض الذي أكد علي أن اتفاق الأمس خطوة أولية في مهمة عمل استغرقت6 أشهر للتفاوض علي المدي الطويل للتوصل إلي حل شامل يعالج كل مخاوف المجتمع الدولي مضيفا أنه سيتم تجديد العقوبات اذا رفضت ايران الوفاء بالتزاماتها فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري علي أن الاتفاق سيجعل العالم أكثر أمانا بالإضافة إلي إنه خطوة أولي لجعل إسرائيل العدو اللدود لإيران أكثر أمانا. فيما رأت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن الاتفاق جاء طوق نجاة لسياسة أوباما الخارجية خاصة فيما يتعلق بقضية معقدة وغير قابلة للحل منذ10 سنوات وسيؤدي هذا الاتفاق إلي حصول إيران علي عائدات تبلغ1.5 مليار دولار من التجارة في الذهب والمعادن وتعليق بعض العقوبات علي قطاع السيارات الايراني وصادرات ايران من البتروكيماويات والسماح ببقاء مشتريات البترول الإيراني عند مستوياتها الحالية المخفضة بشكل كبير وسيسمح بتحويل4.2 مليار دولار من هذه المبيعات علي أقساط اذا نفذت إيران التزاماتها. فيما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية ردود الأفعال العالمية حول الاتفاق حيث أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تفاؤله بالاتفاق, موضحا أنه تقدم مهم علي طريق الأمن والسلام ويعد خطوة أولي كبري ومن جانبه رأي وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيليه أن الاتفاق يشكل نقطة تحول ويقرب الهدف في منع إيران من أي تسلح نووي وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج صرح بأن الاتفاق مهم جدا للعالم أجمع وخاصة دول الشرق الأوسط وقد رحب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالاتفاق مؤكد أنه ليس هناك من خاسر وسيحفظ السلام في الشرق الاوسط. رابط دائم :