حالة الترحيب الشعبي بطرد السفير التركي من مصر ردا علي بذاءات رئيس الوزراء التركي أردوغان, تؤكد أن مصر تغيرت, وأن الشعب المصري الثائر لن يقبل لدولة فاشية تاريخها ملوث بالدماء أن تتدخل في شأن يخص المصريين, وأمر لا يقبل المزايدة ولا المساومة.. وإذا كان أردوغان يبحث عن زعامات فارغة في المنطقة, فلن تكون علي حساب مصر, ولاشك أن هذا القرار المصري قد تأخر كثيرا, وهو ما جعل أردوغان تركيا يصعد من تطاوله ويزيد من تجاوزاته, منتهكا الأعراف الدولية والتقاليد الدبلوماسية, فمنذ ثورة الثلاثين من يونيو لم يكف هذا الأردوغان عن التصريحات المستفزة والتي كان آخرها منذ يومين, ممتدحا الرئيس المحبوس وثباته ومهاجما الحكومة المصرية, كما أنه حول اسطنبول إلي مركز قيادة لأعمال العنف والتخريب التي يقوم بها تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر,إذ إن الحكومة التركية فتحت لهذا التنظيم قاعاتها لعقد الاجتماعات والمؤامرات والتخطيط للعدوان علي مصر, وتهديد الامن القومي المصري,وكان آخرها أمس الأول, حينما سمحت لمنظمات حقوقية دولية مشبوهة تربطها علاقات مع تنظيمات إرهابية عالمية للاجتماع في اسطنبول لبحث ما أسموه بانتهاكات الحكومة المصرية ضد المتظاهرين والسعي إلي تدويل هذه الانتهاكات علي حد زعمهم!! وإذا أضفنا التحركات الدولية الأخري التي قامت بهاحكومة أردوغان لتحريض المجتمع الدولي ضد مصر للدرجة التي وصلت إلي مطالبة مجلس الأمن للتدخل في الأزمة المصرية يتضح أننا أمام عمل تركي عداوني ضد مصر, لا يمكن لأي دولة صاحبة سيادة أن تصمت عليه أو تتجاهله, فما بالك بمصر الدولة صاحبة التاريخ والحضارة والريادة التي علمت العالم والأتراك علي مر التاريخ دروسا في العلاقات بين الشعوب. ولعل هذا القرار المصري الجريء يعكس رؤية جديرة بالاحترام للدبلوماسية المصرية في التعاطي مع الغطرسة الخارجية, وإذا كانت أمريكا استوعبت الدرس وتراجعت عن مواقفها من ثورة يونيو وتأكدت أن مصر الثورة لن تقبل بأي ضغوط, فإن الضلع الثالث مع أمريكاوتركيا في مثلث الشر هو قطر التي لا تقل خطورة عن أمريكاوتركيا في هذا المثلث الذي يضمر شرا وحقدا تجاه مصر وثورتها, إذ إن هذه الدويلة المغمورة دأبت علي اتخاذ مواقف عدائية وتآمرية تجاه الثورة المصرية, ولا بد من موقف حازم وحاسم معها بعد أن تجاوزت كل الحدود, وأحسب أن طرد سفيرها هي الأخري أقل ما يمكن اتخاذه ردا علي هذه الأعمال, وستعلم قطر في يوم حساب هو آت قريبا, أن مصر كما قال الفريق السيسي لن تنسي من وقف معها, أو ضدها أيضا. رابط دائم :