هل هي دورة الفلك في عالمنا العربي الإسلامي التي تختلف عمن سواها في أرجاء المعمورة ؟! إن خطوات التاريخ تتقدم عند غيرنا بينما نراها تتوقف عندنا حتي أوشكت أن تعلن عن عودة الرجل المريض كأفضل ما يكون التوصيف لأحوالنا ونحن في ألفية الكون الثالث! نعم, ففي الأيام الخوالي سقطت من ذاكرة التاريخ المصري طوعا أو كرها, لا فرق, سنة كاملة ظلامية تحت حكم( خوان المسلمين) توقفت عندها دورة الفلك.. لأنها بحسابات التاريخ وعلي قصرها فقد خلفت لنا سابقة في تاريخ الأمم أظنها الأولي والأخيرة في تاريخ الدنيا.. فقد أبت جماعة( الخوان) أو العشيرة إلا أن تعود المجتمعات العربية انطلاقا من بلد المنشأ( مصر) إلي ما قبل عصور الحجر.. فأخذت علي عاتقها تنفيذ سيناريوهات الانحطاط بدءا من سيناريو التدين كوسيلة إلي كرسي الحكم خاصة وأن كل الدراسات العالمية أقرت استحالة فوز( خوان المسلمين) بهذه الأغلبية الوهم التي أعلنت.. بينما أفادت الدراسات العالمية بأن قاعدة التصويت الاساسية( للخوان المسلمين) تترواح ما بين12 15 في المائة ومع ذلك اختلست مقاعد الحكم بصرف النظر عن وسائل الاختلاس والفوز المريب بانتخابات رئاسية سوف تكشفها موازين التاريخ عندما تنعقد محكمة الأيام, ومنذ هذا الفوز والحياة في مصر لم تتقدم خطوة الي الأمام... بل انزلقت نحو الهاوية لأن( الجماعة) أخرجت مصر من التاريخ علي مدي سنة هي الأسوأ في تاريخنا فقد كان( خوان المسلمين) يقتاتون موائد العصور الغابرة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا... فأشاعوا أنهم جاءوا ليقيموا دعوة الإسلام كما قال كبيرهم مؤسس جماعتهم..... بينما الإسلام كان قائما قبل ظهورهم منذ أكثر من ألف عام... ثم توالت الفتاوي الإخوانية بأن خلفاء كبيرهم المؤسس من المرشدين إنما جاءوا لتصحيح مسار الإسلام.... حتي كانت فتوي مرشدهم( البديع) القابع رهن الاعتقال حيث قال عن الملايين التي غمرت الشوارع والميادين إنهم لا يعرفون الإسلام..!! وكأنه هو وحده العالم بمعني الإسلام! وعلي ذكر فهمهم للإسلام دعونا نستدعي بعضا من أقوالهم وافاعيلهم: فالمتعارف عليه تاريخيا أن هذه الجماعة قد أسست شعبيتها منذ1947, علي فكرة الجهاد من أجل تحرير أرض الإسلام في فلسطين الجراح والألم, والعداء السرمدي للأمريكان باعتبارهم الحليف الأقوي لدولة( إسرائيل)..! ثم سارت دورة الفلك لنجد تقاربا حميما بين( الجماعة) وبين أمريكا من أجل كرسي الحكم حيث قدموا التعهدات إلي أمريكا عدو الأمس, ما جعل أمريكا تأنس إليهم بموجب هذه التعهدات خاصة فيما يتعلق ب( إسرائيل).. فساندتهم بالأموال الطائلة والمساندات الدولية في المحافل العالمية, كل ذلك وغيره مما ستكشفه الأيام وتعلن عنه محكمة التاريخ... ومع كل ذلك كان كبيرهم( البديع) يدعو للجهاد من أجل تحرير الأقصي والقدس الشريف إذ وجه رسالة الي العالم الإسلامي في شهر اكتوبر2012 يناشد فيها المسلمين أن يتحدوا من أجل تحرير الأقصي, قائلا الله سيخلص الأرض من رجس الصهاينة وفسادهم... ليعلم المسلمون وليستيقن المؤمنون أن استرداد المقدسات وصون الأعراض والدماء من أيدي اليهود لن يتم عبر أروقة الأممالمتحدة ولا عبر المفاوضات, فالصهاينة لا يعرفون غير أسلوب القوة ولا يرجعون عن غيهم إلا إذا أخذوا علي أيديهم, ولن يكون ذلك إلا بجهاد مقدس وتضحيات غالية وكل صور المقاومة..! ومع ذلك فإن هذا الكبير( مرشدهم) الذي يزعم الجهاد هو وجماعته لم يعترضوا علي اتفاقية( كامب ديفيد), ولم يصدروا أية تصريحات تدين الاحتلال الإسرائيلي التي تمتهن حرمات الأقصي الذي أوشك علي الانهيار او كاد من جراء حفائر الوهم من أجل الهيكل المزعوم... بالإضافة إلي اضطهادهم الأهل داخل فلسطينالمحتلة وتشويه معالم القدس الشريف وغير ذلك من ممارسات الصهاينة المعروفة للدنيا بأسرها... ومع ذلك لم يعلن( البديع) أو مندوبه في القصر الجمهوري أي قرار من قرارات المقاطعة أو المخاصمة لأعداء سنة(1947).. ولم يوجه أحد من الجماعة أي مناشدة لإنقاذ الأقصي الذي تزداد حوله الحفائر كل يوم..! إنه الجهاد( الجماعاتي) الذي تعهد لأمريكا ألا ترفع حماس سلاحا ضد( إسرائيل) مادامت( الجماعة) في السلطة..! إنها قيم( الجماعة) وأخلاقهم التي يجب أن تكون قيد التحليل والدرس النفساني.. خاصة وأن أحد أبرز( كهنتهم) قد أعلن عن حقوق وأموال لليهود. لماذا لا نعطيها لهم ؟! إن هذه الانحرافات وسيناريوهات الانحطاط ليست غريبة علي فكر الجماعة... ناهيك عن سلوك الانتقام واغتيال كل من يعترض سبيلهم... فهذا كبيرهم المؤسس أو( البنا) الذي أرسي منهجية مكتب الارشاد في براعة القتل بتفسيرات دينية تدفع مريديه إلي الحماس الدموي والاندفاع نحو تنفيذ الإبادة للبشر والحجر لا فرق, فاستمع معي أيها القارئ الكريم إلي كلمات( البنا) تجاه القاضي الذي حكم ضد الجماعة بموجب مبرراته القانونية طبعا, فقال:( البنا): خلصونا من هذا القاضي..! وبالفعل تم اغتيال القاضي الخازندار أمام طفلته بعد محاكمة( خوان) فجروا قنابل وسط أبرياء..! وما أكثر الاغتيالات التي تمت علي أيدي( الجماعة) أو بتخطيط منهم منذ عهد الملك( فاروق) وحتي اليوم..! وكلها أعمال تتم باسم الدين أو باسم شعارات دينية جماعاتية. إن ظهور مثل هذه الجماعات الدينية بهذا الحشد المريب هو ميلاد ديكتاتوريات تسعي لسيادة شعار( الدين) أو التدين من أجل تحقيق مآرب لها لا صلة بينها وبين الدين.... أتمني ألا تكون مثل هذه الشعارات الزائفة هي لسان حال المرحلة أو مراحل المقبلة...! فمتي يعقلون أو يسعون إلي التعقل ؟! ألم يعلموا أن الدين حالة إيمانية وجدانية تقوم علي علاقة الإنسان وحده برب العالمين وليست علاقة( جماعاتية)} وكلهم آتيه يوم القيامة فردا{( مريم:95) و} ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم أول مرة{( الأنعام:94).. إن ما يزعمونه( دينا جماعاتي) يملك سلطة تصنيف البشر البشر فأصبح الناس في نظرهم( مؤمن( وهو معهم) كافر( ليس معهم) هذا في الجنة هذا في النار..) هكذا... حتي اوشكت العامة من الناس( مع مراعاة الوعي الثقافي) تظن أو تعتقد لا فرق أن الخوان والإسلام صنوان... فإذا سقطت الجماعة سقط الإسلام... والعكس بالعكس..! إنها موجات الانحطاط التي حلت بنا... فمتي كان الإسلام طرفا في سجال سياسي لأية دولة في العالم.... وأين الوطن من هؤلاء ؟! إن الإسلام منظومة سماوية برعاية خالق السماء والأرض باقية مادامت الحياة... لا صلة لها بنظام أو زعيم أو عالم.... وإلا لانتهت بموت رسولها المبلغ العظيم( ص)...! عجيب أمر هذه( الجماعة).. فهذا الممول الأكبر لهم وأحدهم عندما سألوه عن رأيه في تجديد الفكر الإسلامي أجاب إن علماء المسلمين لم يستخدموا عقولهم منذ القرن الثاني عشر.. إنها النكبة الأخطر في تاريخ مصر..! وبعد: إن رجلا واحدا يحمل رأسا فوق كتفيه أفضل من مائة رجل بلا رءوس..! رابط دائم :