اقيمت ندوة لمناقشة ديوان هدايا الوحدة للشاعر محمد خير شارك فيها الكاتب أحمد الفخراني, هاني درويش وأدارها عبد الحكم سليمان في دار ميريت للنشر. في البداية قال أحمد الفخراني يمشي محمد خير برؤية غير معتادة, إذ لدية قدرة علي أن يفاجئنا دائما بتنوع كتاباته الأدبية, وهذا لأنه يفهم جيدا مفاتيح لعبة الكتابة, وديوان هدايا الوحدة تسيطر عليه روح السرد ويرتكز علي نقطة أساسية تتلخص في محاولة الفرار من الماضي الا ان الشاعر ينتهي في كل مرة الي فشل المحاولة والتورط والغوص في هذا الماضي ويكمل صاحب ديكورات بسيطة: ان قصائد الديوان تحمل كذلك هروبا من الرومانتيكية والصخب لتبدو في لغتها أليفة وبسيطة لكنها في الباطن تحمل حدة وعمقا ويكمل الفخراني موضحا أن الديوان يسيطر عليه شبح الذكريات وتمييز الأثر, وكأن هدايا الوحدة تتخلص من نوستالجيا الماضي, بجانب محاولات تفكيك العالم من خلال نصوص بسيطة شفافة, وأن السرد الشعري تغلب علي شكل القصائد, لنكتشف في النهاية أن هدايا الوحدة مجرد مسكن للآلام. وأوضح هاني درويش أن هناك ميلا بشكل عام للبعد عن التخييل في الكتابة وهذا ماجعل الشعر في تراجع, لكن عودة خير للكتابة عبر ديوان نثر فصيح تمثل مؤشرا لاستعادة الشعر. واضاف درويش ان محمد خير قام في هذا الديوان بالعمل علي القصيدة في اشارة لجهد الشاعر في تهذيب القصيدة وصون شعريتها, قائلا ان الوحدة في هذا الديوان هي وحدة التجربة التي كان من الممكن ان تتحول بسهولة الي عمل روائي لوجود وحدة الموضوع والعالم والشخصية, وهو ما لم يلحظه درويش في ديوان آخر. ويري هاني درويش ان الديوان يحمل ميلا للبحث عن الخلاصة أو الحكمة وهدف الديوان بالكامل يمكن التعرف عليه من القصيدة الاولي, لأن الوحدة بالديوان تؤرخ لوحدة سابقة وأخري تالية فالوحدة دائرة متصلة لايقطعها رصد الشعر لها او تأمله فيها. وكأن العلاقة العاطفية التي خرج منها الشاعر للوحدة هي مرتكز لإعادة تلوين الوحدة بشكل جديد, والذات بالديوان بالغة الهشاشة, وجماليات الديوان بسيطة وتنتمي للهجة الإيقاعية الموروثة من انتماء الشاعر لشعر العامية. وأشار الكاتب إيهاب عبد الحميد الي أن أكثر من25% من قصائد اليوان مختلفة, يسعي فيها محمد خير للتجديد بهدف التأصيل والبحث عن ذاته فيعمل علي مستويين علي الجملة الشعرية والقصيدة نفسها. ويكمل عبد الحميد. نجاح العمل الفني يعتمد علي العمق والبساطة, والذي نجده لدي خير, وتطور الجملة لديه متكئ علي تجربة ثقيلة يمكن أن يكون نوعا من النقد الذاتي, وتوضح لنا تجربة خير أننا أمام شخص يتطور ومدرك موقعه وإلي أين يتجه, حتي في نوعية القصائد التي يجرب بها, وخير واحد من آخرين محدودين حملوا علي عاتقهم مهمة إعادة الشعر للجمهور وشق طريق جديد للقصيدة. ويلفت الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح النظر الي أن عنوان الديوان ليس عنوانا لأي قصيدة بداخله لكن نكتشف أن كل القصائد أثر من آثار الوحدة وكأن الديوان بالفعل هدايا من هدايا الوحدة المحملة بالشجون.