يبدو أن ملامح الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي كانت الولاياتالمتحدة وإسرائيل منذ فترة ليست بالقصيرة تعملان من أجل تحقيقه, قد حلت محلها ملامح شرق أوسط آخر وضعت مصر فيه بثورة30 يونيو أول لبنة فيه. هذا التغيير الكبير الذي أحدثته ثورة30 يونيو أمامه وقت لكي ينضج لكن أولي خطواته قد ظهرت مع بوادر عودة الروس لأحضان المنطقة بعد أن أعطت لهم مصر الضوء الأخضر, وبعد أن كانت سببا في خروجهم من المنطقة في عهد الرئيس السادات بسبب ظروف إقليمية ودولية أبان هذه الفترة. وتتزامن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو الي مصر مع سرعة وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بعد30 يونيو, واخفاق واشنطن الذريع في سياستها الخارجية بالمنطقة, ومع مصر والسعودية بشكل خاص, حيث قلل المتحدث الرسمي بأسم وزير الخارجية الروسي الكسندر لوكاتشفيتشي أن هذه الزيارة تعد الأولي في تاريخ البلدين التي تحظي بهذا القدر من الأهمية منذ فترة طويلة. وأرجع لوكاتشفيتشي السبب في ذلك الي طبيعة القضايا ذات الاهتمام المشترك, والتي سيتم مناقشتها خلال الزيارة مع نظرائهم في مصر, لاسيما وأن موسكو تحرص علي تدعيم علاقاتها بدولة محورية بحجم مصر. ومن جانبها, أشارت صحيفة صنداي تايمز البريطانية الي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع أن يستغل التوتر في العلاقات المصرية الأمريكية ليوطد علاقات بلاده بمصر من جديد بعد فترة قطيعة دامت لأربعة عقود ماضية. فيما قدرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر تعد أحد دلالات التقارب بين القاهرةوموسكو, وذلك في إطار سعي الأولي لتقليل اعتمادها علي الولاياتالمتحدة. وقال جورجي ميرسكي الخبير في شئون الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الاكاديمية الروسية, أن حكومة موسكو كانت متخوفة من جماعة الإخوان المسلمين, ورأت في الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع أنه هو الذي سيعيد لمصر مكانتها الاقليمية والدولية, وأن الحكومة الروسية تشعر بأن الوقت قد حان لتذكير المصريين بأيام جمال عبدالناصر المجيدة. وكشفت وكالة الأنباء الروسية ديانوفوستي أن هناك صفقة أسلحة ستبرمها مصر مع روسيا تقدر بأربعة مليارات دولار, وتشمل أنظمة دفاع جوي ومضادات للطائرات وتحديث منظومة الدبابات المصرية التي تعود للحقبة السوفيتية.