لا شك أن دماء المصريين وأموالهم وأعراضهم حرام في كل الأوقات علي مدار العام وهي أشد حرمة في الأشهر الأربعة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب, فهي حرام لذاتها وهي حرام عند الله الذي كتبها في اللوح المحفوظ منذ خلق السموات والأرض قال تعالي:( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) التوبة:36 وأكد علي حرمة هذه الدماء والرسول الله صلي الله عليه وسلم, في خطبة الوداع ويوم الحج الأكبر, وفي البلد الحرام وفي اليوم الحرام, وعلي مرأي ومسمع من عشرات الآلاف من الصحابة حيث قال: إن الله حرم عليكم دماءكم وأعراضكم وأموالكم, كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا وقال: كل المسلم علي المسلم حرام, دمه وعرضه وماله. وإذا كان منهج القرآن الكريم قد أكد علي حفظ الدماء وأكد عليه الرسول صلي الله عليه وسلم, مما يعني أن المسلمين في حاجة ملحة إلي مراجعة أنفسهم وواقعهم المؤلم والذي يصطدم مع أبسط فهم لمنهج الإسلام, ولن يحدث هذا إلا بعد أن يعاير كل واحد نفسه علي منهج القرآن ومنهج النبوة, حتي يتأكد أنه في المكان الصحيح وفي نفس الوقت يدعو إلي تهدئة النفوس وطمئنة القلوب والعيش في أمن وسلام مع الأخر أيا كان هذا الأخر. فالأصل هو عصمة الدماء والأموال والأعراض لعامة المسلمين وخاصتهم وكل من يعيش معهم لأن الجميع في أمن وأمان الإسلام, وكل من يعتدي علي حرمة المصريين عليه أن يراجع دينه ويعود إلي منهجه الصحيح, وعليه أن يتذكر دائما أنه من قتل نفس واحدة كأنما قتل سبعة مليارات نسمة هم عدد سكان العالم الآن أو حتي عدد سكان العالم إلي يوم القيامة, مما يؤكد علي تعظيم حرمة قتل النفس, قال تعالي:( من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) المائدة:32. رابط دائم :