أصبحت الحوادث التي تقع علي الطريق الدائري الأوسط لمدينة الغردقة ظاهرة غريبة فهذا الطريق شهد وقوع90% من حوادث انقلاب السيارات بالبحر الأحمر ولعل اشهرها علي الاطلاق حادث إنقلاب أتوبيس شركة إيستمار للنقل السياحي والذي أسفر عن مصرع11 شخص وأصابه32 آخرين معظمهم ينتمون لدولة المجر. والطريق الدائري تم افتتاحه عام1999 وهو يربط ما بين شمال مدينه الغردقة وجنوبها وتم انشاؤه بسبب انتشار القري السياحية في شمال الغردقة بعد ان كانت منتشرة في الجنوب فقط فأصبح الطريق الرئيسي لسائقي السيارات والأتوبيسات السياحية و للأسف الشديد فإن هذا الطريق ومنذ إنشائه فإنه يعاني اهمال المسئولين وعدم الاهتمام به بالمره فرغم تكرار الحوادث اليومية بهذا الطريق فان المسئولين لم يتحركوا لاصلاح العيوب الموجودة في هذا الطريق والمتمثلة اساسا في عدم تنظيم هذا الشارع لضبط المرور اليومي به فحتي الان لا توجد بهذا الطريق نقطة مرور اضافة لعدم وجود اشارات مرورية لتنظيم الحركة المرورية اضافة الي عدم وجود اعمدة انارة بهذا الطريق مما جعل هذا الطريق اشبه بمدينه للظلام بالاضافة لانتشار الجزر الغير مطابقة للمواصفات الهندسية والتي تكون في الغالب هي احد الاسباب الرئيسية لوقع الحوادث هذا ويعتقد البعض ان ضحايا الحوادث في هذا الطريق هم الاشخاص الذين في السيارة او الاتوبيس والذين يدفعون حياتهم ثمنا لهذا الإهمال أو بسبب السرعة الجنوبية لبعض السائقين إلا أن البعض يري ان احد اهم الضحايا لهذه الحوادث هم السائقين أنفسهم والذين يدفعون الثمن بالفعل حيث يتم عرض السائق بعد اي حادث الي النيابة العامة والتي تباشر التحقيق ضده وتتخذ الاجراءات القانونية بأن تتم إحالته للمحكمة والتي تقضي بسجنه ودفعه للتعويض المادي لأسر الضحايا اي ان السائق يدفع الثمن المادي والمعنوي ويصبح هو المتهم الرئيسي للحادث وينسي المواطن المسئول الحقيقي عن هذه الحوادث الا وهم المسئولين والذين تسببوا بإهمالهم لهذا الطريق في وقوع الحوادث. ومن ناحيه اخري فان سائقي اتوبيسات النقل السياحي يرفضون اتهامهم بالمسئولية عن هذه الحوادث حيث أكدوا أن إهمال المسئولين للطريق الدائري هو المتسبب الاساسي في وقوع الحوادث حيث طالبوا بتطبيق العدالة في مثل هذه الحوادث وفي نظرهم محاكمة المسئولين قبل محاكمتهم. يقول سيد شلبي سائق اتوبيس سياحي ان سبب الحوادث في هذا الطريق يعود الي عدة اسباب منها وجود رمال ناعمة بحافة الطريق وهي بذلك تساعد علي انزلاق السيارة وعدم التحكم في عجلة القيادة بالاضافة الي عدم ازاله المخالفات من الطريق تؤدي الي زيادة الحوادث بسبب استخدام الفرامل بطريقة مفاجأه بالاضافة إلي عدم إنارة الطريق وعدم وجود علامات إرشادية بالطريق. يقول محمد بخيت وهو سائق أيضا أنهحدثت نفس الحادثة المشابهة لأتوبيس الموت وهي حادثة الأتوبيس التابع لشركة الوجه القبلي وفي نفس المكان وللأسف لم يتحرك أي مسئول في المدينة لتطوير أو الإهتمام بالطريق علي الرغم من أنها سبقت حادثة أتوبيس شركة إيستمار بشهرين لذا فلابد من محاكمة المسئولين الذين قاموا باستلام الطريق الدائري بعد إنشاؤه. بينما يؤكد وليد عبد ربه المحامي وبالمناسبة هو محامي سائق اتوبيس الموت أن السائق من المفترض أن يحاكم قانونيا بسبب الرعونة وبسبب عدم إتباعه لقانون المرور وهنا يكمن الخطأ حيث أنه لا عقوبة إلا بنص أي أنه في هذه الحالة لا يوجد نص وذلك بسبب أن الطريق لا يوجد به إرشادات مرورية أو إنارة بالإضافة إلي أن هذا الطريق غير مطابق للأصول الفنية أو الهندسية وأقرب مثال علي ذلك فإن الجزيرة الموجودة به والتي إصطدم بها السائق غير مطابقة للأصول الهندسية والفنية, كما اكد المحامي أن هذا المكان حدثت به أربع حوادث عند تلك الجزيرة ومعني هذا أن السبب ليس السائق بل هو الطريق. وعن تكرار هذه الحوادث وبشكل شبه يومي علي هذا الطريق وتأثير هذه الحوادث علي الحركة السياحية في المحافظة فقد أكد مازن عكاشة نقيب المرشدين السياحيين السابق في البحر الاحمر علي أن تكرار هذه الحوادث يؤثر بالسلب علي الحركة السياحية ويضعف من الدخول المالية التي تتدفق علي المحافظة ومصر عموما من وراء الحركة السياحية ولذلك فانه علي المسئولين الاهتمام وتطوير كافة الطرق بالبحر الاحمر حتي يمكن الحد من هذه الظاهرة المتكررة. ويضيف مازن عكاشة أن الإنسان في أوربا له قيمة عالية جدا فحينما وقعت حادثة أتوبيس السياح المجريين فقد خرجت طائرة خاصة من المجر للتعامل مع الموقف وذلك بقرار من رئيس دولة المجر لذلك فلنا أن نتخيل وقائع هذا الحادث في وسائل الإعلام المجرية وما جري من تهويل فيه شأنها في ذلك شأن باقي وسائل الإعلام الأخري في أوربا حينما يقع حادث يتعلق بمواطنيها فإن هذا سوف يؤثر علي التدفق السياحي من المجر إلي مصر وعند تكرار هذا الموضوع فإن ذلك سوف يؤدي حتي وإن أتي السائح إلي مصر فإنه لن يخرج للتعامل مع الرحلات السياحية إلي القاهرة والأقصر وأسوان, مما يؤدي إلي ضعف الدخول المالية من العملية السياحية وقد وضح هذا من خلال تكرار الحوادث مع السائحين الروس حيث أدي إلي ضعف التدفق السياحي من روسيا إلي مصر. ومن جانبه يقول اللواء أحمد قريش رئيس مجلس مدينة الغردقة في تصريح خاص ل الأهرام المسائي أنه بالنسبة لإنارة الطريق الدائري فقد تم تحديد المطلوب من أجل إنارة الطريق بأعمدة الطاقة الشمسية والتي لا تعتمد علي الكهرباء في إنارتها ويتم إنارتها بالطاقة الشمسية وقد تم إدراجها في مناقصة عامة بواسطة ديوان عام محافظة البحر الأحمر وبالنسبة لتحديد خطوط الطول والتي يتم رسمها علي الطريق فجار توفير الخامات المطلوبة مع إدارة مرور الغردقة للشراء والتنفيذ ويضيف اللواء أحمد قريش أنه تم تكليف شركة المقاولون العرب للتقليل من مساحة منطقة دوران السيارات علي الطريق الدائري بحيث تمنع اصطدام أو تعرض السيارات أو وسائل النقل عموما لظهور أرصفة الدورانات مفاجأة. أضاف رئيس مدينة الغردقة أنه وبالنسبة لمخلفات المباني الموجودة علي الطريق الدائري فسوف يتم إزالتها من علي الأسفلت وذلك لعمل ساتر ترابي من شأنه منع قيام المواطنين من رمي هذه المخلفات علي الطريق وذلك حفاظا علي المظهر العام للطريق وحياة المواطنين. رابط دائم :