لم أستمع إلي الحوار الذي أجرته قناة بي. بي. سي العربية مع الدكتور محمد سليم العوا, والذي أجراه واحد من أكثر مقدمي برامج القناة توترا وهو الإعلامي حسن معوض, لكن قرأت ماكتب في الصحف بين علامات تنصيص نقلا عن ماقيل في البرنامج, وتذكرت علي الفور أنه ذات مرة, زمان, قال أستاذ علوم سياسية يتمتع بقدرة جيدة علي إصدار أحكام متوازنة, أنه يمكن أن يقبل بفكرة' الدولة الإسلامية', إذا كانت ستنشأ علي أفكار مماثلة لما يقول به د. سليم العوا, أو د. طارق البشري. علي أي حال, فإنني سأحاول أن أنقل بعض العبارات مما قاله, وأرجو أن أتمكن من أن لاأقدم أي تعليق متجاوز, علي ماقيل, فالدكتور العوا هو الآخر يعرب عن أسفه لعدم وجود ثورة شعبية في مصر, ويلحقها بكلمة' سلمية' مثل ثورة رومانيا, علي غرار الموجة القائمة هذه الأيام, فهناك من يريد عصيانا لكن مدنيا, وآخر يجهز نفسه للنزول إلي الشارع, إلي آخر تلك الأفكار الشابة, والاختلاف هو أن الدكتور العوا يريد تسليم مصر بعد الثورة الرومانية, إلي تيار' الوسطية الإسلامية, الذي يفترض أنه يمثلها بالطبع. لكن الأهم في الحديث هو الآراء التي تليق بأمين عام الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين, ولن أعقب بكلمة واحدة علي ما قاله حول الشيخ القرضاوي, لان لديه توجسات تجاه الشيعة, فالدكتور سليم ليست لديه تلك التوجسات علي الإطلاق, ولم يخدع فيما يقوله الاستعماريون ولا الصهاينة المخربون, ويبدو أنه لا يخدع أيضا فيما يقال في البحرين والإمارات والسعودية وسوريا والكويت والمغرب, وبالطبع ليس علي استعداد لأن يصدق ما يقال في مصر, فلديه معلومات أكثر دقة حول كل شئ. ولقد كانت لديه أيضا آراء تتسم بطابع إستراتيجي, قد تسبب لبعض الأكاديميين من أمثالنا حساسية, فإيران تريد السلاح النووي من أجل إسرائيل, وحزب الله هو أكبر مصدر فخر للعرب والمسلمين, ولم تثر إيران مسألة الخليج الفارسي, وعلينا أن نقدم لها الشكر لأنها تبنت جماعات مقاومة سنية, وحزب الله لم يمنع السنة من العمل معه, وخلافه مع حسن نصر يرتبط برأي الشيخ حسن في مسألة السيدة عائشة. كل هذا يهون, فما يمكن أن يتسبب في إسقربوط حقيقي هو تعريفه للأمن القومي, المصري طبعا, ثم الكيفية التي يتم بها تحديد الأمن القومي, ورأيه في مسألة خلية حزب الله التي جاءت إلي مصر من أجل نصرة فلسطين, والموقف' السياسي' الذي اتخذه القضاء المصري منها, وهنا لن تسع المساحة أو' الدماغ' بصراحة أن تتم إعادة تكرار ماقيل, والنصيحة هي أن من يعنيه الأمر, إذا لم يكن ممن يعانون من ضغط دم, عليه أن يجد طريقة لسماع الحلقة, مع تحذير مبكر من أنه قد يفكر بعدها في القيام بثورة سلمية ضد جهاز التليفزيون, ولله الأمر من قبل ومن بعد. [email protected]