فتوات السينما زمان.. معروفون.. كانوا جميعا فتوات ولاد بلد.. كانت الأفلام تمتلئ بمعاركهم.. ومواقفهم.. كانوا يحمون الحي الذي يعيشون فيه.. يقاومون أي عدوان علي أهل حيهم ويبعدون أي بلطجي يحاول فرض سطوته علي أهل الحي. كان الفتوة صمام للأمان.. والمحبة.. والأخوة.. وكان يساهم بفتونة ابن البلد في حل مشاكل أهل الحي.. ولايخلو فيلم من فتوة ابن البلد.. فريد شوقي.. زكي رستم.. محمود إسماعيل.. محمود المليجي.. عبدالعزيز خليل.. وغيرهم.. وكانت لهذه الأدوار وأبطالها.. شعبية كبيرة بين جمهور السينما.. ومعظمهم طيبون.. ومنهم الفتوة الطيب ابن البلد بمعناها الحقيقي.. إنها بلده.. وأهله الواجب عليه حمايتهم.. وأمنهم يحققه فتوة ابن البلد التي يحبها ويعيش فيها ويساعد بكل قوته علي الأمن.. والأمان.. وكان يظهر في الأفلام الفتوة الشرير.. والغرض من وجوده.. إظهار فتوة ابن البلد.. صاحب الرسالة.. التي يجب أن يكون عليها الفتوة ابن البلد.. بمعناه المخلص لبلده.. ولأهله.. وحيه.. الذي يعيش فيه. ومع مرور السنين تغير شكل فتوة السينما.. وانتقل من فتوة ابن البلد.. إلي فتوة مودرن.. فتوة أفندي.. فقد اختلفت الموضوعات.. وقلت الأفلام التي تقترب بمشاكلها من أبناء البلد.. إلي أبناء المدينة.. وطبقاتها الجديدة.. وظهر فتوات سينما تعتمد فتونتهم علي الأكشن الحركة.. والكاراتيه.. ومطاردة السيارات والموتوسيكلات.. والمسدسات.. والجنازير.. والمعارك داخل المدينة وتعطيل المرور.. وإغلاق الشوارع.. والحواري.. والأحياء.. واستخدام وسائل التكنولوجيا في الإبهار بالفتوة الجديد.. سوبر مان الرجل الوطواط.. الرجل الحديدي.. وتعتمد السينما علي خلق نوعية جديدة من اللابشرية.. لتحقق من خلالها الفتونة الجديدة.. وتصبح أغلبية الأفلام فتونة مواجهة مصاصي الدماء.. وتصبح الفتونة مليئة بالدماء.. والدمار.. والبلطجة.. ويتحول كل الفتوات من فتوة ابن البلد.. إلي بلطجي بعيدا عن أي بلد.. أو حي يظهر بقوة رسالة فتوة إبن البلد.. وظهر في السينما الشرير المحبوب.. هو ذلك الممثل الذي يقوم بدور الشرير ولكن الجمهور يحبه ويقبل علي أفلامه.. ويؤثر فيه تأثيرا كبيرا.. هذا الشرير المحبوب يخيف كل من يشترك معه في أي فيلم.. يخشاه النجوم.. فهو شرير يحمل في شره رسالة.. يظهر فيها من خلال شره.. أن يبتعد الإنسان عن الشر.. وأسبابه التي أدت إلي شره.. ويظهر في أدائه وإيداعه المعاناة التي يعيشها بسبب هذا الشر.. ولإبداعه تصل رسالته إلي قلوب المشاهدين.. ويزداد حبهم له.. وهذه الرسالة التي يعانيها الفتوة الشرير وصدقه في آلامه من الشر.. يجعل الجمهور يحبه.. ويلبي هدف رسالته.. ليبتعد عن الشر وآلامه.. وفي مصر.. أشرار في الأفلام من هذا النوع.. الذين أحبهم الجمهور.. محمود المليجي.. استيفان روستي.. عادل أدهم.. محمود مرسي.. توفيق الدقن.. يوسف شعبان.. وكثير من النجوم في مصر والعالم قدموا الشر المحبوب.. وهذا الحب ساعدهم إلي أن يتحولوا إلي أدوار الخير.. فكان ذلك الحب الجماهيري هو الرصيد الذي جعل منهم عندما تحولوا إلي أدوار الخير نجوما لهذه الأدوار وكان حب الجماهير هو الركيزة الأساسية لنجوميتهم شرا.. وخيرا.. وفي السنيما العالمية.. كان لأدوار الشر فرسانها المحبوبون آلان ديلون.. تشارلز برونسون.. ريتشارد كونت.. جاك بالانس.. واستطاعت السنيما العالمية أن تستغل حب الجماهير لأشرار السينما.. وتحقق لهم المعادلة الصعبة.. حب الشرير.. وفي نفس الوقت رفض الشر الذي يقدمه.. وقدمت علي شاشاتها كثيرا من الأفلام التي ترفض الشر.. وتحاربه.. وجيشت عددا هائلا من كتاب السيناريو.. والدارسين في علم النفس لتحقيق المعادلة الصعبة التي تفرض حب الفتوة الشرير.. ليصبح في وجدان المشاهد من خلال إبداعه.. في أداء دور الشرير.. إلي فتوة إبن البلد.. الذي يريده الجمهور!! هل يستطيع صناع السينما تحقيق هذه المعادلة الصعبة.. التي يعود بمقتضاها في أحداث الأفلام من الفتوة الشرير البلطجي.. إلي الفتوة إبن البلد المحبوب.. والمرجو عودته..ووجوده.. ياريت.!! عيون تنتظر عودة فتوة إبن البلد!! رابط دائم :