الشرير المحبوب في السينما.. هو ذلك الممثل الذي يقوم بدور الشرير ولكن الجمهور يحبه يقبل علي أعماله.. يؤثر فيه تأثيرا كبيرا.. هذا الشرير المحبوب.. يخيف كل من يشترك معه في أي فيلم.. يخشاه النجوم.. فهو بالنسبة لهم شرير حقيقي.. يسرق منهم حب الجمهور.. وكثيرا من النجوم الذين يقومون بدور فتي الشاشة الجميل.. الذي تحبه البطلة.. وتقدمه أحداث الفيلم في إطار الحب من البطلة وغيرها من نجوم الفيلم ونجماته.. يرفضون العمل مع نجوم الشر المحبوبين.. وصاح نجم جميل فتي الشاشة الجميل يقول إن سبب رفض اشتراك هذا الشرير المعين.. أنه بعد انتهاء الفيلم الذي يشاركه فيه هذا النجم الشرير.. يجد أن الجمهور أحبه.. علي الرغم من المفروض أن يحبه هو الجمهور! وهناك سر لا يعرفه نجوم الجمال.. والحب.. فقط هو أن السر في حب نجوم الشر.. يكمن في اسلوب أداء الشر في أي فيلم.. فالشرير المحبوب.. في داخله يكمن الحب الحقيقي والذي يستخدمه في طريقة أداء الشر.. فهو دائما يبحث عن أسباب الشر.. لدور الشر الذي يقدمه.. ويؤكده بواسطة الأداء وليس بالحوار.. فهو يرسل رسالة بأن هذا الشر الذي يقدمه ليس من صنعه.. وليس من طبعه.. ولكن هناك أسباب أدت الي أن يكون شريرا.. ومن خلال هذا السر يرسل رسالة الي المشاهد.. أن يبتعد عن هذا الشر وألا يكون ضحية له. من هنا يتولد حب الجمهور للشرير الضحية ويكسب الممثل الخطير في دور الشر.. حب الجمهور. وفي السينما المصرية وتاريخها.. أشرار أحب الجمهور كثيرين منهم.. فريد شوقي.. عادل أدهم.. استيفان روستي.. توفيق الدقن والمعلم محمود المليجي.. فهم في حياتهم غاية في الطيبة.. والحب.. والرحمة والصداقة.. وعندما قدم أيهم دورا طيبا.. يعلن بقوة عن سره الدفين الذي كان يتعامل به مع أدوار الشر ويرسله الي الجمهور الذي أحبه.. فمثلا محمود المليجي.. الذي كان لا يستطيع أي ممثل أن ينظر الي عينيه وهو يمثل أمامه بدور الشرير.. هو نفسه الذي قدم دوره في فيلم الأرض وحضنه الجمهور حبا لطيبته.. وقوة إبداعه الطيب.. وأدائه المبهر.. وكذلك فريد شوقي.. وغيره من نجوم الشر الطيب.. الجيل الطيب.. الذين يحبهم الجمهور!! وكان ذلك الحب الجماهيري هو الرصيد.. الذي جعل منهم عندما تحولوا الي أدوار الخير نجوما لهذه الأدوار.. وكان حب الجماهير هو الركيزة الأساسية لنجوميتهم.. شرا.. وخيرا! وفي السينما العالمية.. كان لأدوار الشر فرسانها.. أمثال آلان ديلون.. تشارلز يرنسون.. جاك بالاس وغيرهم واستطاعت السينما العالمية أن تستغل حب الجماهير لأشرار السينما ونحقق المعادلة الصعبة وهي حب الشرير وفي الوقت ذاته رفض الشر الذي يقدمه.. فقدمت لهم كثيرا من الأفلام التي ترفض الشر وتحاربه وجيشت عددا هائلا من كتاب السيناريو والدارسين لعلم النفس لتحقيق تلك المعادلة الصعبة.. ومن خلال هؤلاء الأشرار المحبوبين حققت السينما أرباحا مالية كبيرة من وراء أفلامهم وفي الوقت ذاته حققت الحماية الاجتماعية الرافضه لذلك الشر المطلق!. وحتي الآن لم تستطع السينما المصرية تحقيق هذه المعادلة الصعبة لدرجة أن كثيرا من المخرجين يبتعدون عن نجوم الشر المحبوبين ويخشون إشراكهم في أفلامهم خوفا من سيطرتهم بأدوارهم علي الأفلام التي يشتركون فيها ولا يستغلون حب الجماهير للشر الجميل.. في أفلام لهم تحقق المعادلة الصعبة.. وتسعي لإظهارهم في أفلام عديدة تعود الي السينما بالربح الكبير مع تحقيق الحماية الاجتماعية الرافضة للشر المطلق.. كما فعلت السينما العالمية. وسوف يبقي ذلك الصراع الذي يعيشه الشرير المحبوب واستبعاده خوفا علي نجوم الخير التقليديين علي شاشات السينما المصرية.