كثر الحديث عن الأفلام التي قدمت في عيد الفطر.. وأحدثت إيرادات بعضها الاستغراب.. والتساؤل عن الأسباب وحصلت الأفلام علي أكبر دعاية من خلال النقد الذي طالها.. إما بالسلب.. وإما ببعض الإيجاب.. لفيلم منها.. واشتدت الانتقادات مع زيادة الايرادات أيام العيد.. وقد تعرضنا لهذه الأفلام في العدد قبل الماضي في باب عيون مشاهد.. الذي تتحدث العيون فيه الآن.. وعرضنا رأينا.. وقلنا لمحمد سعد.. أنت ممثل جيد.. وانت حر في ان تستغل شخصية اللمبي التي كانت سببا في شهرتك.. وإبراز قدراتك الفنية و لكن عليك أن تغير الموضوعات التي يواجهها اللمبي في كل فيلم.. لتصبح لنجوم عاشوا بشخصياتهم التي ابتدعوها.. طويلا.. طوال مشوار حياتهم السينمائية مثلا مع الفارق.. شارلي شابلن.. هو.. هو.. في كل أفلامه بملابسه وقبعته.. وحذائه.. وعصاه.. من أيام السينما الصامتة حتي كرمه الأوسكار في آخر أيامه.. بعد طرده من أمريكا.. واتهامه بالشيوعية.. وكان الأوسكار تكفيرا عن خطأ أمريكا.. نجمنا المحبوب إسماعيل ياسين..هو إسماعيل ياسين في أفلامه.. مع تغير الموضوعات في كل فيلم تماما كشابلن.. المهم أفلام العيد الأخري.. شارع الهرم.. لسعد الصغير ودينا.. ليس له علاقة بشارع الهرم.. ولكنه مجرد كباريه في شارع الهرم بكل أحداث الفيلم. ويحدث فيه ما يحدث.. طالما أنه ليس يسير في شارع الهرم. وأنا يا هو.. تجربة نضال الشافعي.. الأولي في عالم الكوميديا.. فلم تحقق ما يريده نضال.. لأن الموضوع الذي تخرج منه الكوميديا مكرر في كثير من الأفلام.. عن الفصام في الشخصية.. الشرير.. والطيب.. وعالجها محمد سعد في أفلامه.. ومعظم الأفلام الكوميدية الأجنبية لدرجة الاخوين المتلاصقين جسديا مع بعض.. مع الاختلاف طبعا. وفيلم أنا بضيع يا وديع.. فيلم علي قد حاله فممثليه لا يدعون النجومية.. ولا يقتربون من الابداع.. وضاع منهم الفن وأصوله الجميلة ربما تأثرا من برنامج الدعاية الذي قدموه.. وتحولوا من خلاله إلي فيلم بضيع يا وديع.. ونرجو لهم الاستمرار الجاد قبل أن يضيع هو ووديع. الفيلم الوحيد الذي به لمسة الإبداع.. والموضوع الطيب الذي يدعو إلي الحب والحرية.. في قالب كوميدي هادئ.. بشكل سينمائي جديد ومبدع تمثيلا منة شلبي.. وآسر ياسين.. والمخرجة مريم أبو عوف في أول تجربة اخراجية لها.. وأبدعت في تقديم صورة عصرية للحب والحرية.. بأسلوب اخراجي يشير بقوة إلي أنها مخرجة لها أسلوبها وإبداعها الذاتي الجديد.. وهو الفيلم الذي يستمر عرضه حتي الآن.. ولا يصرخ بالملايين التي حققتها أفلام مثل شارع الهرم.. في أوائل أيام العيد.. ونزلت المؤشرات بعد العيد.. حتي إن هناك دور عرض لا يدخلها أكثر من20 فردا لمشاهدة كباريه شارع الهرم.. الذي جذب إليه جمهور يطلق عليه جمهورا العيد.. وكان له الفضل في تحقيق الملايين التي وصلت إلي10 ملايين وزادت.. وإنتاجه لم يزد علي8 ملايين.. وهذا شجع المنتجين علي أن يسرعوا بمحاولة عرض أفلامهم لأن الجمهور كان في حاجة إلي الكوميديا. مهما كان مصدرها بعد أن استتب الأمن.. وتوفر الامان.. لدخول دار العرض.. شكرا لهذه الأفلام أنها جذبت الجماهير.. وفتحت باب التحرك لتقدم السيما أفلاما جديدة.. أو أفلامها المحبوسة للجمهور.. ليقول رأيه.. فالجمهور هو الحكم.. وهو الذي يدفع الملايين.. أو يهجر دور العرض بما فيها. عيون.. صاحية!