ليس في العالم مدينة ارتبط اسمها بالتاريخ والصمود مثلما ارتبطت مدينة السويس وشعبها وكأن السوايسة منحهم الله جينات البطولة والثورة. فالسويس تحتاج لصفحات ومسلسلات وافلام تغوص في بطولاتها علي مر العصور فنحن في العصر الحديث يرتبط السوايسة بل والمصريون والوطن العربي بتجسيد أبطال السويس في أعمال فنية مثل جمعة الشوان( عادل امام) وفيلم الغريب( الفنان محمود الجندي) والأديب جمال الغيطاني حيث جسدوا شهيد مكتب الأهرام محمود عبد العزيز موظف التوزيع والبطل الحقيقي للفيلم ناهيك عن الأغاني الخالدة للراحل محمد حمام( يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي استشهد تحتك وتعيشي انتي) والمطرب عمر فتحي( يا سوايسة) وشاعر المقاومة الكابتن غزالي صاحب كلمات( وعضم ولادنا نلموا..نلموا ونعمل منه مدافع وندافع) لكن شيخ المجاهدين للسويس ولمصر بل وللأمة الإسلامية الشيخ حافظ سلامه له ذكريات منذ مقاومة الإنجليز ومرورا بحرب الاستنزاف ثم قيادته للمقاومة الشعبيه من داخل مسجد الشهداء والذي تحول لمركز للقياده ضد إسرئيل ومخزن للذخيرة والسلاح يرجع اليه أبطال المقاومة الشعبية ليحصلوا علي( سلاح ار. بي. جي) ليواجهوا بسواعدهم المدرعات والدبابات الإسرئيلية ويكشف الشيخ حافظ سلامة في ذكرياته نيابة عن محمود عواد وفتحي محمد عوض الله وعبد المنعم قناوي واحمد عطيفي ذكرياتهم عن خطة التصدي للدبابات والمدرعات الإسرئيلية في حرب أكتوبر73 عندما قام شارون الذي اصبح رئيس وزراء إسرئيل فيما بعد الذي قام بتنفيذ الثغرة بمنطقة الدفرسوار وسميت بالثغرة لأن أمريكا كشفت بالاقمار الصناعية وجود فجوة أثناء حرب أكتوبر في هذه المنطقة كثغرة بين الجيشين المصريين الثاني والثالث فدخلت منها القوات الإسرئيلية لتحاصر السويس فيقول الشيخ حافظ سلامة العائد من اداء فريضة الحج رقم25 في حياته والذي بلغ الآن87 عاما ان أبطال المقاومة الشعبية في ملحمة مع الجيش الثالث والشرطة بالسويس دمروا في ثلاث ساعات67 دبابة ومدرعة منها أربع دبابات شهدت عليهم معركة اسوار قسم شرطة الأربعين المدمر حاليا وقال حافظ سلامة إنه حزين لما يدور من مسيرات واشتباكات بين أهالي السويس لنزاع علي السلطة والسياسة وكأنهم يتبارون لمحو ذاكرة الانتصار والبطولة وقال حافظ سلامة ان خطة إسرئيل لتسليم السويس فشلت وكان السوايسة يقدمون أرواحهم من أجل عدم استسلام المدينة وقال ان الفريق الشاذلي أكد في مذكراته ان الموساد الإسرئيلي قدم تقرير علي ان السويس مدينة للاشباح يمكن الاستيلاء عليها بسهولة وان الشاذلي قال ان العناية الإلهية اختارت حافظ سلامة ليلعب دورا مهما في صمود المدينة يوم24 أكتوبر برفضه قرار المحافظ في هذا الوقت باستسلام المدينة والذي شرع في رفع الراية البيضاء كعلامة للاستسلام وقاموا بتمزيق هذه الشارة البيضاء وأشار حافظ سلامة الي دور العميد علي اسلام الذي كان يشغل قائد الدفاع الشعبي بالجيش مثل المحافظ الحالي اللواء العربي السروي قبل تعيينه والذي عينه الرئيس السادات خلال الحصار حاكما عسكريا بالسويس وكشف حافظ سلامة ان شارون طلب تسليم المدينة وإلا سوف يدقها بسرب من الطائرات خلال30 دقيقة وطلب الاستسلام في لقاء معلن بالراية البيضاء في استاد السويس القديم الحالي ورغم ضغوط جميع القادة للاستسلام إلا ان الشيخ حافظ سلامة ثار ورفض التهديد الإسرئيلي وان المقاومة الشعبية سترد علي شارون المغرور والذي ارسل انذار لمحافظ السويس عن طريق المهندس سعد الهاكع مدير شركة السويس لتصنيع البترول وقتها حيث دار حوار علي الهاتف بين المحافظ وشارون من خلال تليفون الشركة بعد ان وصلت القوات الإسرئيلية الي داخل شركة المعمل حيث قال شارون للمحافظ يازلمة اي( يارجل جئنا لاحتلال مدينة السويس وطالبة بالاستسلام وان القوات الإسرئيلية ستقوم بترحيل ابناء السويس الي القاهرة وطلب المحافظ ان يمهل استخدام سلاح الطيران الاسرئيلي وان يكون الاستسلام من خلال الصليب الأحمر أو قوات الطوارئ الدولية ويقول حافظ سلامة ان شارون المجرم رد لا دولية ولا غيرها وانت كمحافظ المسئول عما سيحدث إلا أن الحاكم العسكري علي اسلام الذي اتخذ من مسجد الشهداء مركز للقيادة والذي يرفض حافظ سلامة حتي الآن رغم انتهاء الحرب منذ أربعين عاما من هدم الساتر المسلح الذي مقام حاليا حول المسجد تحسبا لأي غدر من إسرئيل وقال اننا سنقاوم كما قدم الشهداء إبراهيم سليمان واشرف عبد الدايم ومصطفي واحمد ابو هاشم ارواحهم الزكية وصمدنا بفضل الله وايماننا علي مدار مائة يوم بعد ان منعت إسرئيل عنا المياه والمواد الغذائية. وكشف حافظ سلامة ان الرئيس الراحل انور السادات قد عرض عليه تعيينه محافظا للسويس من خلال المهندس عثمان احمد عثمان احد رجال عصر السادات وقال حافظ سلامة ان احد قادة حزب الله في لبنان قال ان المقاومة الشعبيه بالسويس امام إسرئيل في حرب اكتوبر73 يمثل نموذجا يدرس للاجيال واكد حافظ سلامة ان ابطال منظمة سيناء والفرقة19 كان لها دور كبير مع عناصر الشرطة الوطنية الشرفاء مثل أسامة البصيلي والمرحوم اللواء عبد الرحمن غنيمة الذي اسرته قوات شارون بعد رفضه الافصاح عن شفرة الاتصال بالرئيس انور السادات واللواء ممدوح سالم وزير الداخلية في ذلك الوقت حيث كان عبد الرحمن غنيمة يقود غرفة عمليات النجدة الحالية بطريق ناصر وتم اسره الي تل ابيب للضغط عليه دون جدوي حتي تمت اعادته من خلال الصليب الاحمر وهذه قصة اخري. انها صفحات مضيئة من كم هائل لبطولات شعب السويس المناضل الذي نتذكرها بكل فخر في ذكري عيد السويس القومي الأربعين والذي يتمني شعبها ان تعود هذه الذكري كإجازة قومية ليس للسويس فقط بل لمصر كلها لأن بطولة السويس جزء لا يتجزا من انتصار السادس من اكتوبر.