الرئيس أسياس أفورقي هو بالفعل أحد الشخصيات المهمة والفاعلة في إفريقيا, ويتمتع بحس سياسي عال, وقدرة واضحة علي المواجهة والصراحة, وهذه الصفات هي التي يمكن الاعتماد عليها في إيجاد وضع مغاير لإريتريا علي خريطة إفريقيا التقيت الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مرتين, الأولي في إريتريا عندما سافرت لعمل لقاء معه هناك, والثانية في زيارته الأخيرة إلي القاهرة لعمل لقاء آخر حول تداعيات أزمة حوض النيل, وفي المرتين تأكد لي أن الرئيس أسياس أفورقي الذي هو بالفعل أحد الشخصيات المهمة والفاعلة في إفريقيا, يتمتع بحس سياسي عال, وقدرة واضحة علي المواجهة والصراحة, وهذه الصفات هي التي يمكن الاعتماد عليها في إيجاد وضع مغاير لإريتريا علي خريطة إفريقيا, ومنه يمكن الانطلاق لاستغلال الفرص التي تحدثت عنها أمس, هذا يمكن لو انطلقت السياسة الإريترية بهدف استخدام الفرص التي حباها بها الله اقتصاديا وسياحيا, وأيضا القيام بدور إيجابي بهدف استقرار الصومال التي لا حدود لها مع إريتريا. لكن لا يمكن النظر إلي هذا علي حدة بعيدا عن الوضع العام لإريتريا الذي ذكرته قبلا, والتي من أهمها أيضا العلاقة مع إثيوبيا التي كانت إريتريا في وقت من الأوقات جزءا منها قبل أن تستقل في مايو1991 بعد استيلاء الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا علي العاصمة أسمرة بقيادة أسياس أفورقي, ثم تمتد المشاحنات التي أدخلت البلدين في دوامة لم تنته بعد, وهو الأمر الذي ربما يجعل إثيوبيا فيما يبدو حاضرة, وذلك التاريخ الدامي العرقي يحكم سياسة اريتريا بالدول المحيطة أو هكذا يعتقد العديد من المراقبين, فضلا عن حضور إريتريا في المواقف السياسية في الدول المحيطة بخلاف إثيوبيا وهي الصومال والسودان. علي الرغم من ذلك فإريتريا لاعب أساسي هناك يمكن له أن يعوق الحلول أو يدفعها, وقد يكون استقرار هذه المنطقة هو المقدمة الحقيقية لانتعاش جزء مهم من إفريقيا يتحكم بدوره في استقرار مجري مائي مهم هو البحر الأحمر. وكل هذا يتيح لكل الدول أن تنظر إلي الفرص المتاحة لها لتستغلها من أجل رفع شأن مواطنيها. علي مصر في المقابل وفي إطار اهتمامها بمحيطها الإفريقي, وبدول حوض النيل أن تدرس الإمكانات المتاحة للاستثمار في هذه الدول, والعمل جنبا إلي جنب معها في مشاريع تنموية مختلفة, تحتاجها هذه الدول, وتحتاجها مصر لتعزيز مكانتها في هذه الدول, فهذا هو بداية الطريق الصحيح لحل أزمة حوض النيل.