قلت أمس إن قبول السلطة للجنة الوساطة والتفاوض مع تنظيم الإخوان يعتبر وضعا مذلا واستسلاما مهينا للحكومة في تعاملها مع هذا التنظيم الذي يصر علي أن ما يقدمه أنصاره من جرائم ودموية وإرهاب هو عين السلمية الشرعية. وقد عاتبني صديق بحجة أن مقالي أظهر أنه لا تصالح مع الإخوان وهو ما لم أقله لأنني لم ولن أكون ضد المصالحة التي تقوم علي قاعدة "الصلح خير" وهو مالا ينتويه أي إخواني لأنهم جميعا يؤمنون ب"الصلح مصلحة" وإذا لم تتحقق فالقتل والإرهاب والتخريب والتدمير شرعة ومنهاج، خاصة إذا كان لهؤلاء الإخوان عين علي حكومة مرتعشة مصابة بدوار الطابور الخامس الممثل بقوة في الحكومة والقصر الجمهوري وغيرهما والذين يتعاملون مع التطورات بمنظور أمريكي، والعين الأخري علي مصالح لا تتوقف محليا أو دوليا. وأري أن ارتعاش الحكومة واختراقها من الطابور الخامس وقبولها بالتفاوض غير المشروط والترحيب بلجنة الوساطة بتجانسها الإخواني وشبهاتها السياسية أسهمت في تحويل مصالح الإخوان من المداهنة والمكر والتلون إلي تغليظ الشروط التي حتما لن تتوقف عند سقف محدد ويؤكد ذلك ما تم تسريبه من بوادر وتباشير الشروط الإخوانية. فوسطاء التنظيم لدي الحكومة المرتعشة يتمسكون بعودة رمزية للرئيس المعزول محمد مرسي، يدعو خلالها لانتخابات رئاسية مبكرة، والإشراف الدولي علي الانتخابات وعودة الشورى، وإعادة دستور 2012 واقتراح لجنة لتعديل بعض مواده، ووقف الملاحقات الأمنية لقيادات وأعضاء التنظيم ووقف كافة قرارات الضبط والإحضار والتعامل مع من تم القبض عليهم في جنايات علي أنهم معتقلون سياسيون و الإفراج الفوري عنهم والتراجع عن حل الجماعة وحزبها. ولن يخطئ هؤلاء لو استغلوا ارتعاش الحكومة وطلبوا تكريم قيادات الإخوان وعمل شهادات عنف وخبرة إرهابية لكل المشاركين في اعتصامي رابعة والنهضة واعتذار من خرجوا علي طاعة التنظيم في 30 يونيو وأن يستغفروا سياسيا عن غلطتهم وهتافهم "يسقط حكم المرشد"، وتنظيم حفل تكريم جماعي لقتلة مجزرتي رفح ومنفذي مجازر كرداسة وطامية ودلجا وأسوان والوراق وغيرها والمتهمين في عمليات العبوات الناسفة والتفجيرات والحرق والتدمير والتخريب وإهانة العلم المصري والسلام الجمهوري والجامعات والمدارس والمساجد والكنائس. لسنا ضد المصالحة مع الإخوان بشرط محاكمة من تلوثت أيديهم بالدماء، ومن ارتكبوا جرائم وكبائر ضد الوطن، ومن كفروا به وكفروا أهله، ومن شوهوا صورته، ومن تمنوا إسقاط مصر، ومن قتلوا وقتلوا من أجل المرشد وشوهوا بدماء الحقيقة أو المساحيق وجه مصر أمام عضلات الغرب وكاميراته بشرط اعتذارهم وقبول الشعب لتوبتهم واعترافهم بالخطأ والخطيئة في حق كل المصريين الشرفاء بالدفاع عن الوطن وليس الجهاد من أجل المرشد. أما حكومتنا المرتعشة فإنها تفتح ذراعيها للتنظيم وتقرب مخالبه من قلب كل مصري علي طريقة "دفي ثعبانك يلدغك" ولا أعتقد أن أحدا سينجو من "لدغة الإخوان" الحكومية. رابط دائم :