تسببت التقارير الأخيرة عن عمليات المراقبة والتجسس الأمريكية علي رؤساء العالم في موجة كبيرة من الاستياء ربما تهدد العلاقات الدولية مع واشنطن ووفقا لمجلة دير شبيجل الألمانية، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعين نفسه القاضي وهيئة المحلفين والجلاد ويساعده علي ذلك جون أوين برينان رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية الذي يعد كبير مستشاري مكافحة الإرهاب له ويصدرون فرق الموت لأكثر من 120 دولة بالإضافة إلي عمليات الطائرات بدون طيار التي تقتل المدنيين دون أدني مساءلة فأمريكا الآن هي مثال للدولة البوليسية بل أسوأ. وذكرت المجلة أن الوكالة "أن أس أيه" تستخدم برنامجا داخليا للتجسس تطلق عليه "سبيشال كولكشن سيرفيس" في أكثر من 80 سفارة وقنصلية علي مستوي العالم وتتجسس أيضا علي المقر الرئيسي لمنظمة الأممالمتحدة في نيويورك بالإضافة إلي مواطني أمريكا وأوضحت أن النظام بإمكانه استيعاب حتى 75% من إجمالي الحركة علي الإنترنت والاحتفاظ بالمحتوي المكتوب مثل رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بل وتقوم بترشيح المكالمات الهاتفية التي تتم عبر الإنترنت والأخطر من ذلك فقد كشفت وثائق أن حالات التجسس تتم بإذن من قبل البيت الأبيض ووفقا لتقرير المجلة فإن كانت وكالة الأمن القومي كانت تتنصت بشكل منهجي علي الحكومات وذلك لسنوات ويتم اختراق حساب الرؤساء علي البريد الإلكتروني العام للتجسس علي عملية صنع القرارات السياسية والنظام السياسي والاستقرار الداخلي للدولة مشيرة إلي أن دول مثل المكسيك وفرنسا والبرازيل في حالة توتر في علاقاتها مع أمريكا في الوقت الراهن خاصة بعد التسريبات التي نشرها إدوارد سنودن ومن المرجح أن تسبب مزيدا من الضغوط علي العلاقات وسيؤدي إلي جدل واسع حيث أن رؤساء تلك الدول يعدوا من الرؤساء الذين عملوا بشكل وثيق مع واشنطن، لقد تسببت التقارير عن عمليات المراقبة الامريكية غضبا دوليا كبيرا في الشهور الاخيرة حتى ان ديلما روسيف رئيسة البرازيل ألغت زيارة مقررة الي واشنطن قبل خمسة أسابيع وأدانت تجسس وكالة الأمن القومي في خطاب عنيف في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير من جانبها، أشادت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالة الأمن القومي "ان اس ايه" هي واحدة من 16 وكالة تجسس أمريكية والتي تعمل علي الصعيد العالمي فهي أكبر وكالة تجسس في العالم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها تجعلها لا نظير لها موضحة أن قائمة الأهداف الاستراتيجية للتجسس بالترتيب هي قيادة الدول وتشمل الاستقرار الأمني والحالة الاقتصادية والقدرات العسكرية والحملات الانتخابية والقضايا السياسية حقوق الإنسان والعلاقات التجارية والاستثمارات الدولية والتحقق من نوايا صفوف قيادة الدولة المتجسس عليها بالإضافة إلي البرامج النووية واحتياطيات البترول وموارد الطاقة لتلك الدول ويؤكد المحللون أن عمليات التجسس تتم بطريقة متكررة وفعالة وأشارت الصحيفة إلي أن فضيحة التجسس الحديثة لأوباما تتشابه مع فضيحة ووترجيت قضية التجسس الداخلي الشهيرة التي بدأت أحداثها سنة 1972 وانتهت باستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون سنة 1974 بل أشد خطورة منها وتنتهك القانون الدولي، وأوضحت الصحيفة أن الدول ربما تفكر في التخطيط الآن لإدخال قانون شركات الانترنت الكبري مثل جوجل و الفيسبوك لتخزين البيانات الخاصة بهم داخل حدود الدولة، بدلا من التركيز علي خوادم في الولاياتالمتحدة، مما يجعل هذه الشركات العالمية تخضع لقوانين خصوصية البيانات وربما تقوم الدول بتطوير نظام التشفير الجديد لحماية البيانات الخاصة ضد القرصنة. رابط دائم :