يبدو أن قرار الإدارة الأمريكية الأخير بتعليق بعض المساعدات العسكرية لمصر قد أثار موجة من الجدل في الاوساط لأمريكية, تمثلت في انتقادات حادة بالكونجرس, وأخري بين المراقبين الذين رأوا أن هذا القرار لايصب في مصلحة الإدارة الأمريكية لوجود الكثير من التهديدات المشتركة وعلي رأسها الإرهاب والذي تقف فيه مصر إلي جانب الولاياتالمتحدة, غير أن الإدارة الأمريكية بسبب ممارساتها الأخيرة قد ادت إلي تزايد العداء الشعبي بين المصريين تجاهها وهو ما يقلق هذه الأوساط إلي الحد الذي قالت فيه لشبكة فويس أوف أمريكا فإن التهديدات المشتركة بالمنطقة سوف تجبر واشنطن علي عدم منع أو خفض المساعدات لما لها من تداعيات وأن الحديث فيها يأتي في وقت حرج خاصة في خضم الحرب علي الإرهاب وبالتحديد في سيناء. وأضافت الصحيفة إن التطورات السياسية في مصر والولاياتالمتحدة تجعل المصالح الاستراتيجية المشتركة علي المحك فسيناء ليست فقط منطقة جذب للمزيد من المتشددين والجهادين وبؤر الإرهاب ولكنها علي الحدود مع إسرائيل وكان حجر الزاوية في اتفاق كامب ديفيد هو استمرار المساعدات لمصر لتحقيق السلام مع اسرائيل الحليف المدلل لأمريكا وخاصة أن الكثير من المراقبين يتوقعون ان بعد محادثات السلام في جنيف2 أن جميع الارهابيين في العالم سيأتون إلي سيناء وسيكون هذا هو التحدي العسكري المشترك لكل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وهم مصر والولاياتالمتحدة و إسرائيل وهناك أيضا تداعيات سياسية خطيرة تتمثل في تصاعد العداء المصري تجاه أمريكا. ومن جانبها رأت مجلة أمريكان ثينكر إن مكافحة مشاعر الغضب المتزايدة تجاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب أن تؤيد الجيش المصري بدلا من دعمه للإخوان المسلمين وإلا سيتعرض لعملية فقدان اقوي حليف عربي لواشنطن منذ فترة طويلة ويتعين علي أوباما بذل الكثير من الجهود لعكس الشعور المناهض للولايات المتحدة في مصر وإعادة بناء الجسور مع الجيش المصري ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي قبل فوات الأوان. وأوضحت المجلة أنه منذ تولي أوباما رئاسة أمريكا قام بالعديد من الأخطاء الاستراتيجية الضخمة التي تتعلق بمصر ولا سيما عندما سمح للرئيس المعزول محمد مرسي والإخوان توسيع نفوذهم وسلطاتهم تدريجيا مشيرة إلي أن إعادة النظر في35 عاما من التحالف العسكري والدبلوماسي الوثيق مع مصر يفاقم سياسة العنف التي يتبعها الإخوان حاليا في المشهد السياسي في مصر ويجب علي الولاياتالمتحدة احتضان الجيش المصري دون وضع أي شروط مسبقة لأن بقاء مصر كحليف في مصلحة كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن قطع المساعدات أو خفضها سوف يعزز من شعبية السيسي الذي تحاول الولاياتالمتحدة الضغط عليه لضمان التحول الديمقراطي وتخفيف الحملة الأمنية ضد الإخوان مضيفة أن هناك قلقا شديدا في الكونجرس الأمريكي خاصة علي مستوي الحزب الجمهوري والذي يري أن من شأنه تقويض نفوذ الولاياتالمتحدة في المنطقة وأكدت الصحيفة أن أعضاء لجنة القوات المسلحة بالكونجرس تقدموا بوثيقة داخلية بها العديد من الانتقادات لقرار إدارة أوباما وحذرت اللجنة من عواقب تقليص المساعدات علي الاقتصاد المصري وجهود بناء الديمقراطية وأضافت أن القرار قد يثير رد فعل يضر بالمصالح الأمريكية ومن جانب الحزب الديمقراطي أصدر النائب إليوت إيجل عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب بيانا ينتقد فيه قرار اوباما ويحثه علي إعادة بناء الثقة والشراكة مع مصر وتعزيز العلاقات الثنائية من جديد. رابط دائم :