عيون المشاهد.. شاهدت وعاشت حروب وعاش فيها.. منها حرب..56 بعد قرار تأميم قناة السويس.. وكنت قائد فصيلة من كلية حقوق عين شمس.. وكان موقع وجودها لحماية مرور العدو الي القاهرة. كان الوجود علي منطقة كوبري المعاهدة في طريق الاسماعيلية والقناة.. وعام67 عاشت العيون حرب67 كرسل حربي للاهرام في شرم الشيخ.. وعشت الموت فيها.. وكتب الله لي الحياة. ومن شرم الشيخ ركبت الطائرة في طريقي الي القاهرة.. ونحن في السماء في طريقنا الي القاهرة.. صاح الي قائد الطائرة بأن اسرائيل اعلنت الحرب.. في الساعة9 صباحا.. وسيضطر للهبوط الي سطح مياه البحر الاحمر.. حتي لا تسجلها بعض الرادارات.. وتفاديا من لقاء الطائرات ونحن عند اقترابنا في مطار الغردقة.. وعند اقتراب الطائرة من سطح الارض.. لحقت بها4 طائرات وكان مطار الغردقة هو أخر المطارات المصرية التي ضربتها إسرائيل.. وفجأة اطلقت الطائرات قذائفها علي طائرتنا.. فأنفجرت الطائرة.. بمن فيها وأنا منهم ولكني وجدت نفسي وسط الرمال المحيطة بطريق قاعدة المطار.. وإستخدامه للطيران.. والهبوط وأصيبت ببعض الكدمات.. والذهول.. والرمال.. وفي يد ممسكا ؟ الموت بحقيبه بها20 فيلما قمت بتصويرها في شرم الشيخ.. وكنت في طريق عودتي للقاهرة حتي أنشر تحقيقاتي الصحفية مع جنود وقوات شرم الشيخ.. البحرية.. والجوية.. والأرضية.. وكانت شرم الشيخ أيامها مجرد صحراء.. بها بعض الكثبان الرملية.. والاشجار المتحجرة.. في بعض المناطق القريبة من مياه البحر.. وأفقت.. وسرت بهذيان اليقظة والصدمة.. لأصل إلي موقع القيادة في المطار.. وكان عبارة عن مجرات متلاصقة.. منها قيادة الموقع.. وبجوارها مجرات البنزين.. وقطع الغيار.. وكلها ضربتها الطائرات وتشتعل فيها النيران.. وأنا أرتدي ملابس جندي.. وعلي رأسي طاسة واقية وعلي كتفي قطعة قماش مكتوب عليها مراسل حربي.. وإختلط بمجموعة من الجنود وقيادتهم.. وقمت بتصوير الحالة الصعبة التي عليها المطار وهو مشتعل.. والرحلة هنا لها تفاصيل سأنشرها بالتفصيل في وقت آخر.. وسأذكر المهم أكثر وهو قد تم إعلان وفاتي بعد إنفجار الطائرة من خلال القيادات.. ومنها القائد الرائع الذي لي معه حكاية رائعة هي الأخري اللواء عبد المنعم خليل قائد قوات شرم الشيخ.. والذي طلب مني صباح يوم رحيلي الي القاهرة.. وكنا نفطر معا.. أن أعود علي نفس الطائرة بعد يوم من كتابة شغلي الصحفي وقام ضابط اتصالاته بكتابة تصريح سفري وعودتي علي نفس الطائرة بعد يومين.. وفوجئ القائد بموتي.. وتم الإبلاغ عن إنفجار الطائرة التي كنت بها.. وعلم الأهرام بموتي.. وأتصل الأستاذ هيكل بأسرتي التي علمت بوفاتي.. وعرض علي زوجتي كل الاحتياجات التي تحتاجها في هذه الظروف وطمأنها علي أني علي قائمة المفقودين وهناك أمل في عودتي.. المهم ذهبت الي مدينة الغردقة وبقيت فيها عدة أيام وأقمت في القاعدة البحرية بالسويس, وفي السويس التقيت القائد اللواء عبد المنعم خليلي الذي انسحب مع قواته من شرم الشيخ الي السويس وفوجئ بأنني حي وكاد أن يطمئن عليه.. المهم سألني عن عودتي للقاهرة وطلب مني أن أخبر القيادة المصرية عن انسحابه بالقوات وأن الخسارة هي ثلث القوة والثلثيين الباقيين سوف يقفون علي شاطئ القناة وهذه هي القوة الوحيدة لحماية القناة من العدو. ووصلت الي القاهرة بالقطار وكانت محطة القاهرة اجهزة انارتها هي والسيارات مدهونه باللون الازرق.. وركبت تاكسي الي الاهرام ليلا.. وكان امامه اكياس رمال.. ويقف امام الرمال احد الزملاء وعندما اردت الدخول الي الباب منعني.. وسألني ماذا تريد ؟ قلت له.. أنا سعيد عبد الغني.. فرد في أسي أنا آسف فسعيد الله يرحمه.. وهو في منتهي الحزن.. أمسكته بيدي.. وقلت له بصوت محشرج.. أنا سعيد يا فلان.. وناديته بإسمه فأغمي عليه.. وساندته الي داخل الاهرام المبني القديم.. الذي في شارع المساحة والشرفين ودخلت وضجة اخري حدثت في داخل الاهرام من الزملاء عندما شاهدوني حيا ومرتديد بدلة الجنود.. والطاسة.. والتراب.. وذهبت الي سكرتيرة الاستاذة المرحومة نوال المحلاوي.. وصرخت عند مشاهدتي.. المهم قلت لها أريد أكلم الاستاذ لامر مهم وأسرعت وطلبت الأستاذ.. ورد عليها.. وقالت لي.. أستاذ عاوزك هو كمان.. وسمعت صوته.. حمد الله علي سلامتك يا سعيد إيه أخبار.. قلت أنا معايا رسالة مهمة من قائد قوات شرم الشيخ وأخبرني أنه انسحب بقواته.. وأكملت عليه ما قاله اللواء.. فطلب منه لحظة انتظار ثم قال لي.. الرئيس جمال معاك يا سعيد. وسمعت الرئيس جمال عبد الناصر.. وهو يتحدث بصوته الخاص.. حمدالله علي سلامتك واخبرته بجملة اللواء.. قلت له ان الجيش بقيادة اللواء انسحب من شرم الشيخ.. وفقد ثلث القوة.. وباقي ثلثين القوة وسيفرها علي الشاطئ لقناة السويس.. وسيكون سدا علي الشاطئ ضد أي قوة تحاول عبور القناة!! رابط دائم :