رغم إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيلجأ لخيارات دبلوماسية مع إيران خاصة بشأن البرنامج النووي و إمكانية تحسن العلاقات ومبادرات إيران الإيجابية تجاه الولاياتالمتحدة. فقد أظهر استطلاع لمؤسسة جالوب خلال الأسبوع الماضي أنه بأغلبية ساحقة يري الأمريكيون أن إيران عدو أو دولة غير ودية وأوضح أن معظم نواب الكونجرس الجمهوريين يحملون وجهات نظر سلبية عن العلاقات الأمريكيةالإيرانية. ووفقا للاستطلاع فإن حوالي45% من الشعب الأمريكي ينظرون لإيران علي انها أكبر عدو لأمريكا هي والصين وكوريا الشمالية, وان حوالي38% يعتقدون أنها دولة غير ودية, مشيرا إلي أن60% من الجمهوريين و37% من الديمقراطيين و42% من المستقلين ليس لديهم ثقة في إيران, بالإضافة إلي التعامل مع القضية النووية الإيرانية فأوباما لديه تحديات أخري حيث أن موقفه الأخير ضد سوريا جعل حوالي49% من الأمريكيين غير راضين عن وظيفته في السياسة الخارجية وعليه إعادة بناء الثقة بينه وبين الشعب الأمريكي. ومن جانبها رأت صحيفة الايكونوميست البريطانية أن اجتماع الخميس الماضي بين جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني ونظرائهم من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والذي استغرق30 دقيقة قد يغير قواعد اللعبة بين البلدين وخاصة بعد الاتفاق علي مباحثات أخري في جنيف الشهر المقبل حيث كان الاجتماع الوزاري بداية مفاوضات ناجحة قد تعزز الآراء الإيجابية داخل المجتمع الأمريكي تجاه إيران حيث ظلت الآراء سلبية منذ الثورة الإيرانية عام.1979 وأوضحت الصحيفة أن خطاب حسن روحاني الرئيس الإيراني في الأممالمتحدة جاء معتدلا ولم يكن روحاني في موقف ضعف حيث دعا بشكل عام إلي عالم خال من الأسلحة النووية, مشيرا إلي أن إيران لن تكون استثناء وانه غير مسموح بالتمييز ضدها فهي مثل بقية جميع الدول الأخري التي لديها برامج نووية فضلا عن برامج تخصيب اليورانيوم. فيما رأت مجلة بوليسي ميك الأمريكية أن آمال روحاني لعالم خالي من الأسلحة النووية, أو حتي منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية غير واقعية فنزع السلاح النووي في جميع أنحاء العالم مجرد أضغاث أحلام حيث أن الأسلحة النووية وجدت لتبقي حتي تكون ورقة مساومة من جانب بعض الدول ولا يمكن أن يتوقع المجتمع الدولي من الولاياتالمتحدة أو روسيا وهم يمتلكون حوالي94% من الأسلحة الذرية في العالم أن يقوموا بتفكيك ترساناتهم النووية في أي وقت قريب. وحتي دعوة روحاني لإسرائيل للتوقيع علي معاهدة حظر الانتشار النووي ستذهب أدراج الرياح رغم أن مركز جلوبال ريسرش الكندي قد كشف تقرير من خبراء الانتشار النووي الاسبوع الماضي يؤكد أن إسرائيل قد بنيت حوالي80 قنابل نووية منذ عام.2004 وخلص التقرير نفسه أن إسرائيل لديها مخزونات من المواد الأنشطارية يمكنها من بناء ضعف عدد هذه القنابل في وقت قصير, وأوضح المركز أن رفض مصر للتوقيع علي تلك المعاهدة أيضا كان بسبب رفض إسرائيل أولا, حيث أكد المحلل الإسرائيلي أوري أفنيري أن بلاده تمتلك سرا لمثل هذه الأسلحة موضحا أن الحكومة الاسرائيلية تري علي الدوام أن اسرائيل تعد استثناء عن باقي دول المنطقة وبالتالي لاحاجة لإخضاعها للاتفاقيات الدولية سواء كانت نووية أو بيولوجية أو كيميائية فالإسرائيليين يعتقدون أنه بسبب المحرقة لديهم الحق في حماية اضافية علي حد قوله. ووفقا لاذاعة صوت أمريكا و فويس أوف أمريكا فإن شخصيات أمريكية بارزة ما زالت تشكك في النوايا الإيرانية حيث رأي بن رودس نائب مستشار الأمن القومي أن نداءات إيران الدبلوماسية ترجع إلي حد كبير للتخلص من العقوبات التي تدفع بها الولاياتالمتحدة, فيما يشعر بعض المشرعين الأمريكيين بالقلق بشأن إيران حيث يري كل من النائب جيمس إنهوف رئيس لجنة القوات المسلحة والنائب روبرت منديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن خطاب روحاني هذا الأسبوع في الأممالمتحدة فشل في إقناعهم بحسن نواياه بينما رأي كريم صادق الخبير في الشئون الإيرانية بمعهد كارنيجي للسلام الدولي ومقره واشنطن, أن كل من الجانبين الأمريكي والإيراني لا يهدفان لتحقيق المصالحة الكاملة, ولكن اجتماع الخميس الماضي لوزراء الخارجية ربما يجدد الأمل في أن الدول أصحاب المصلحة ستعمل علي التوصل إلي حل دبلوماسي للحرب المعنوية الدائرة بشأن البرنامج النووي الإيراني. رابط دائم :