المراهقون في العمل السياسي وهم كثر هذه الأيام يرون ان الحكم الصادر بحظر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين فيه استعجال لا مبرر له, ويحمل روحا عنصرية, وإقصائية لا تخدم المصلحة القومية, ولا تحقق المصالحة المرجوة. كما انه يزيد الاستقطاب في المجتمع, بل ويزيد ايضا من العنف لأنه سوف يسهم في إعادة جماعة الاخوان الي العمل السري, هكذا قالوا في تحليلاتهم في الملهاة التي تنصبها علي مدار الساعة قناة الجزيرة لدعم الإخوان وفي سبيل هذا لا تعرض الا ما يخدم وجهة النظر الاخوانية ودونها فهو مرفوض, و مشكوك في صحته. ولعل هؤلاء تناسوا أو تجاهلوا عن عمد ان مبرر الاستعجال في الحكم لكون ان الجماعة تحولت الي منظمة ارهابية تهدد الامن القومي, ولكون ان كوادرها وعناصرها, وميليشياتها اعلنت صراحة الحرب ضد الوطن, وارتكبت من الجرائم, ما يضعها تحت سيف القانون. ومن ثم فإن ثبوت واقعة الارهاب علي الجماعة ينفي كل التأويلات ويدحض كل الادعاءات التي تزعم ان الحكم يحمل اقصاء, واستبعادا لفصيل كبير في المجتمع, لان الاصل في العمل السياسي هو المشاركة المجتمعية الإيجابية لا العمل التآمري الذي يجر البلاد الي العنف والارهاب. يضاف الي ذلك ان الجماعة انحرفت عن اهدافها المعلنة كجماعة دعوية لتصبح منظمة سياسية بل مسلحة وترعي الإرهاب. اما بالنسبة لقضية مستقبل اعضاء الجماعة, ومشاركتهم في العملية السياسية فلا يوجد امامهم سوي طريق واحد ولا غير وهو المحاكمة لمن ارتكب جرائم ضد المجتمع, اما الاعضاء الآخرون خاصة الشباب فطالبون بتأسيس حزب سياسي جديد, بعيدا عن فكر التطرف الذي تبنته الجماعة والاعتراف بثورة الثلاثين من يونيو وماترتب عليها, وتخطئ الجماعة اذا توهمت او اعتقدت ان بامكانها العودة للعمل السري, وإعادة سيناريوهات قديمة كان يمكن ان تنجح في ظل عهود الاستبداد, اما بعد ثورة شعبية فتحت نوافذ الحرية, وارست قواعد الديمقراطية, وألغت قيود المؤسسات الحزبية لم يعد هناك مجال للعمل السري, بل اصبح السماح لمثل هذه الأنشطة, أو التفاوض مع قادتها في غرف مغلقة كما كان يحدث في امن الدولة خيانة للثورة, وللوطن. [email protected] رابط دائم :