فشل الإخوان ومن يدورون في فلكهم في شق وحدة الصف المصري كانوا يبغونها عوجا بإشاعة الفتنة بين أطياف الأمة ولكن الله الذي صبغ أرض الكنانة بالأمن منذ عهد سيدنا يوسف رد كيدهم إلي نحورهم وأفشل مخططاتهم الإجرامية. وأذهب ريحهم. أرادوا نشر الفوضي بتكوين بؤر إجرامية أشبه بالطفح الجلدي ولكن الله أذهب غيظ قلوبنا بتوفيقه لرجال الأمن بإزالة هذا الطفح الإجرامي من الجسد المصري. حدث ذلك في رابعة العدوية وميدان النهضة وقرية دلجا بالمنيا وأخيرا كرداسة بالجيزة قدم رجال الأمن نموذجا رائعا في التعامل الذكي والواعي مع بؤرتي دلجا وكرداسة بخسائر منعدمة في دلجا وقليلة في كرداسة. والمثل يقول رب ضارة نافعة... فما حدث ومازال من حرب ضروس ضد الإرهاب في سيناء خلق روحا جديدة لدي الضباط والأمناء والأفراد كتلك التي كانت سائدة أثناء معركة العبور العظيم عام.1973 فقد روي لي قيادة أمنية كبيرة يشرف علي العمليات الأمنية في سيناء أن ضباط الشرطة يتسابقون للاشتراك في عمليات المداهمات لبؤر إرهابية في مناطق جبلية وعرة مع علمهم المسبق أن احتمالات الاستشهاد تتجاوز نسبة ال70%... هذه الروح الفدائية التي تبتغي وجه الله والوطن في إنكار شديد للذات تدل علي صدق ما قاله المصطفي صلي الله عليه وسلم عن جنود مصر أنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلي يوم القيامة. هؤلاء الضباط الذين يتنافسون لتقديم أرواحهم فداء لمصر وتوفير العيش الآمن لشعبهم لا نجد ما نقدمه لهم سوي الحب والدعاء بالتوفيق. روح جديدة سرت في العلاقة بين الشرطة والشعب تترجمها هذه الرواية التي حكاها لي سائق بالأهرام يمتلك سيارة تاكسي يعمل عليها بعد انتهاء عمله. كان السائق يجلس علي مقهي في حي السيدة زينب فشاهد اثنين يجلسان علي المقهي وتطل من بين طيات ملابسهم فوهة سلاح دون أن يدريا... كان سائقنا يركن سيارته التاكسي أمام المقهي ليجلس قليلا من الوقت ثم يذهب إلي منزله حتي يصحو مبكرا للذهاب لعمله بالأهرام... شاهد السلاح الذي يخفيانه فما كان من السائق إلا أن تجاذب معهما أطراف الحديث.. سأله أحدهما عن إمكانية توصيلهما إلي ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة فأبدي علي الفور استعداده وسار بهما سائقنا علي طريق كورنيش النيل حتي وصل إلي كمين كوبري المظلات أمام عمارات الأغاخان وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر مساء بربع ساعة فوجد طابورا طويلا من السيارات تنتظر أمام الكمين حيث تجري عمليات تفتيش.. اقترب سائقنا من ضابط الكمين ونزل من سيارته وهمس في أذنه أن الراكبين معهما أسلحة حاصر أفراد الكمين السيارة وألقوا القبض عليهما. إذن هذه روح جديدة لو أنفقت الداخلية ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوب المصريين حولها بهذا الشكل العفوي التلقائي قصدت سرد هاتين الروايتين لأدلل أن مصر الآن جيشا وشرطة وشعبا تحاصر الإرهاب. [email protected] رابط دائم :