لم يكن حازم يدرك انه مقدم علي خطر محدق كل ما كان يدور في ذهنه في تلك اللحظة أنه يريد أن يلهو فقد غابت الأم ولم يعد هناك ما يعوق اللهو. في المطبخ تركت الأم حلة الطبيخ علي البوتاجاز وخرجت لشراء بعض متطلبات الغسيل. لم يدر في خلد الأم ان طفلها الذي لم يتجاوز الخامسة قد يتعرض للخطر فقد كان نائما عندما خرجت وكان في ذهنها انها لن تغيب وستعود من توها. ولكن الأقدار كانت لها مشيئة أخري فقد دلف الصغير إلي حجرة المطبخ وراح يلهو كيفما يشاء حتي اصطدمت يده في حلة الطبيخ علي البوتاجاز وفي لحظات خاطفة اشتعلت النيران في أرجاء المطبخ وامتدت السنة اللهب سريعا لباقي أنحاء الشقة. وسط اللهيب أخذ الصغير يصرخ بملء فيه ينادي أمه....!! وتجمع الجيران حول النيران كل يحاول أن يطفئها من جهته. ولم تمض ساعة حتي تلاشت ألسنة اللهب وخبا صوت الصغير وكانت الأم تنادي عليه بملئ صدرها المرتجف خوفا ورعبا تنبش فيما تبقي من النيران بحثا عن صغيرها حتي وجدته ملقي علي الأرض يصارعه الموت فحملته بمساعدة الجيران وهرولت له إلي المستشفي قصر العيني ليبدأ صراع الصغير مع الحياة تعلقا بها حيث أحريت له قرابة الست وعشرين عملية جراحية لإنقاذ حياته من الموت الذي أحدق به. وخرج الصغير من مستشفي إلي مستشفي ومن عملية إلي عملية في مشوار طويل انتهي به علي مدار سبع سنوات أنفقت خلالها أسرته ما يقرب من المائتي ألف جنيه استدانوا بعضها وباعوا بعض ما يملكون من حطام الدنيا مع مساعدات أهل الخير وفي النهاية مازال عاجزا عن تحريك أطرافه الأربعة غير أن جسده لا يزال محترقا في أجزاء كثيرة منه. أمه جاءت للأهرام المسائي وحكت حكاية الصغير خالد عنتر12 سنة وقالت: ابني يحتاج شهريا إلي مراهم ودهانات وأدوية بأكثر من4000 آلاف جنيه وهو في حاجة إلي إجراء جراحة تجميلية في رقبته وأطرافه الأربعة حتي يستعيد قدرته علي الحركة الطبيعية. وقالت الأم أن تكاليف هذه العملية باهظة وفوق طاقتها فزوجها يعمل باليومية ويعجز حتي عن تدبير نفقات العلاج الشعرية ولولا مساعدات أهل الخير لمات حازم متأثرا بحراحه من أثر الحريق. الأم هيام38 عاما تناشد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أن يجري الحراجة للصغير علي نفقة الدولة رأفة بحاله كما تناشد أصحاب القلوبل الرحيمة مساعدتها في نفقات علاج الصغير بعد أن باعت ا تملك من حطام الدنيا. رابط دائم :