بفطرته ورغم أنه لم يتجاوز الثلاث سنوات أراد محمود أن يلهو بالشمعة التي أضاءتها أمه عندما انقطع التيار الكهربائي.. لم يدرك الصغير أنه مقدم علي خطر كبير. قد يقضي عليه ويحرق كل شيء من حول في البداية بهرته الشعلة المضيئة فحملها وأخذ يجري في أرجاء الحجرة وكأنه يطارد ضوءها الخافت ولكن سقطت فجأة الشمعة من يده وتحول في سرعة البرق الضوء الخافت إلي كتل عظيمة من النيران بدأت إشتعال النيران في ستارة نافذة غرفة النوم التي كانت قريبة من المكان الذي سقطت فيه الشمعة وسرعان ما انتشرت في باقي أرجاء الحجرة.. النيران أحاطت بالصغير من كل جانب.. أخذ يصرخ.. يستغيث بأمه وأبيه اللذين أسرعا إليه.. حاولا أن يخترقا ألسنة اللهب للوصول إليه وإنقاذه من بين أنياب الموت المحدق ولكن فجأة تحشرجت الصرخات في حلق الصغير وخبت قبل أن تخبو ألسنة اللهب ليتلاشي صوته إلي الأبد. وما أن وصل والده إليه حتي اكتشف أن الأقدار قد سبقته إليه فقد تفحمت جثة الصغير من لهيب الحريق بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة. خرجت ألسنة اللهب من غرفة النوم لتنتشر إلي باقي أرجاء المنزل.. والد محمود تمكن من انتشال جثة ابنه وإنقاذ زوجته من الاحتراق فيما التهمت النيران كل محتويات البيت. الواقعة بدأت باخطار تلقاه اللواء أسامة المراسي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن6 أكتوبر من المقدم محمد عبدالواحد رئيس مباحث البدرشين يفيد باشتعال النيران في عقار بمنطقة دهشور يمتلكه عامل يدعي حسين هاشم محمود52 سنة فانتقلت علي الفور قوات الدفاع المدني والحريق إلي موقع الحريق باشراف اللواء أحمد عبدالعال مدير المباحث حيث أمكن السيطرة علي النيران وإخماد الحريق قبل أن يمتد إلي العقارات المجاورة له. في المحضر الذي أجرته الشرطة للواقعة دلت التحريات أن أسباب إندلاع النيران شمعة سقطت من يد الطفل محمود3 سنوات نجل صاحب العقار فالتحمت بستارة النافذة التي ساعدت علي انتشار الحريق لباقي أرجاء المنزل. وقال الأب في المحضر إن ابنه كان يلهو بالحجرة بمفرده وقت انشغال أمه في تحضير العشاء وعندما سمع صرخاته أثناء وجوده في الصالة أسرع إليه لانقاذه من بين النيران ولكنه لم يستطع فقد أمسكت فيه ألسنة اللهب وأحرقت جسده النحيل. أحيل المحضر إلي النيابة التي باشرت التحقيق وقررت إحالة جثة الطفل للطب الشرعي لاعداد تقرير حول أسباب الوفاة تم تسليمه لذويه لدفنه وإنتداب رجال الأدلة الجنائية لمعاينة المنزل المحترق وتحديد أسباب اندلاع النيران.