لا أتوقف كثيرا أمام ما يردده بعض المشايخ من حملة المسابح السياسية والمحافظين علي أذكار العروش والسلاطين الذين يشفعون بتقبيل أيدي من يدفع أكثر ويوترون بالركوع أمام الدولار ويتهجدون طلبا للرضا الرئاسي ويصومون عن الحق ويفطرون علي عهر التحريض علي الباطل وتحليل الحرام وتحريم الحلال ويضحون بالقيم الإسلامية من أجل لعبة السياسة. هؤلاء يهدمون كل الأشياء ويتاجرون بالحق والحقيقة ويمسكون بعصا الباطل والنخاسة السياسية ويريدونها أن تلقف ما يصنع الآخرون تارة بالتضليل وثانية بالابتعاد عن الحق وثالثة بالخروج عن روح أهل السنة والجماعة فالتكفير ثم الدعوة إلي تطبيق الحدود التي يتعاملون معها حفظا لا فهما, فإذا تساقطت الأقنعة وهوت الأيدي التي تتمسح بالدين إلي أسفل سافلين السياسة تباهي أصحابها زورا وكذبا وخيانة بأنهم لا يريدون الحياة الدنيا وأن ما عند الله خير وأبقي في لغة تأسر المغيبين والجهلة فينساقون وراء مزاعم شياطين الاتجار بفضائل الدين بثوب أبيض يخفي خلف خيوطه الدم والعنف والخراب الذي يريده أصحاب المسابح السياسية وفتاوي الشيطان. أقول ذلك وقد واصل الدكتور يوسف القرضاوي المرشد الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية والمفتي السياسي لتحركاتها بفتاوي حصرية يجهزها ويطلقها خصيصا للأهل والعشيرة والذي يعد معالجا لا يمتلك علاجا ولا طبا للأمراض النفسية التي أصابت المنتسبين لجماعة الشر جراء الحرمان من السلطة, ومدعيا لنبوة السماء الإخوانية التي لا تربطه بها إلا ما يربط مسيلمة بن حبيب بن حرب الذي يعرف تاريخيا بمسيلمة الكذاب, والمهدي غير المنتظر لجموع المسلمين المرحب به لدي الإخوان بخلاياهم النشطة بالعنف والنائمة عن صحيح الدين لذلك يغادر صورة أهل السنة ليري نفسه في مرآة تشبه أهل الشيعة بأنه المنتظر لفتوي الدم والمنتقم لسقوط جماعته و الحجة في غير صحيح الإسلام وبقية الله في أرض النفاق والكذب وصاحب العصر والزمان في أحلام دولة الخلافة الإخوانية. القرضاوي ومن علي شاكلته يزعمون أن الإسلام يتعرض إلي حرب في مصر, وأنه لو سقط الإسلام في المحروسة فسوف تسقط رايته في العالم كله وأنه لا بديل عن الجهاد لإنقاذ الإسلام ممن يراهم نموذجا للضلال والتتاريين الجدد والصليبيين الأواخر وأهل مدنية الكفر وليبرالية محاربة شرع الله, ولعل الرجل قد اختل توازنه النفسي والسياسي- وهذا مغفور له بحكم سنه- ولكنني لا أعلم أن هناك مرضا يصيب فقهاء الدين في الشيخوخة المبكرة أو المراهقة المتأخرة يجعله يلوي عنق النصوص الدينية ويلف ويدور حول الأحكام الفقهية ليجعلها- جبرا- بردا وسلاما علي أهل جماعته ونارا وجحيما وسعيرا علي من يقول: لا لحكم الإخوان. ولن أختلف مع القرضاوي لو قال في شجاعة, وتفاخر في قوة, وتباهي في مصداقية, بأن فتاواه وأحكامه وأراءه فيما يتعلق بالوضع في مصر تعكس ولاءه لجماعة الإخوان ومرشدها السياسي الذي ودع الدعوة وتفرغ للسياسة وألقي بمزامير حسن البنا في مستنقعها الذي وصفه المتهم الدكتور محمد مرسي- كبيرهم الذي علمهم سحر القصر الجمهوري وأسحار العفو عن المجرمين والقتلة- بأنه نجاسة ولكنها مع أتباع طريقته وفتاوي مرشدي شرعيته الدموية أصبحت طهرا مزعوما بفضل عهر الفتاوي غير المسبوق وتحريض منابر الريال القطري والدولار الأمريكي ورداء الخديوي والخليفة وأمير مؤمني الإخوان الشيخ الكاذب رجب طيب أردوغان. ولكن القرضاوي ومن علي شاكلته يصر علي المزيد مما يدرك أنه من التضليل والخداع والتلاعب بأوراق سياسة جماعته بأنه ليس إخوانيا وأنه يتحدث كعالم وجمعها علماء وليس عوالم ويقدم الدين النصيحة- التي هي لله ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم- متباكيا علي الإسلام الذي يقول إنه يسقط في مصر رغم أنه يدرك أن من سقط أمام إرادة الشعب هي جماعته بعد أن جربها المصريون, ففشلت, فرفعوا في وجهها الكارت الأحمر للرحيل في ثورة حماها الجيش الذي يحرض القرضاوي ومن علي شاكلته علي مقاتلته ودعوة أفراده إلي عصيان أوامر قادته حتي لا يسقط الإخوان وليس الإسلام كما يدعي زورا وبهتانا بفتاوي المسابح السياسية. وليس غريبا علي القرضاوي ومن علي شاكلته أن يقدموا صورة للدين هي في الحقيقة تشوه سماحته وفضائله وقيمه ومبادئه وأحكامه; فالقرضاوي كان يري أن جند مصر هم خير أجناد الأرض وأنهم نموذج للجهاد والحفاظ علي الإسلام واليوم يراهم ممن يحاربون الإسلام رغم أنه كان باستطاعته أن يصون نفسه ولا يشوه الدين لو قال إن خير أجناد الأرض يدفعون ثمن العنف الإخواني وفتاوي التحريض القرضاوية وأحكام الريال القطرية وحدود الرضا الأمريكية بشهادة واستشهاد حقيقية غير تلك الشهادة التي منح القرضاوي صكوكها لمحاربي رابعة ومقاتلي النهضة وإرهابيي سيناء وانتحاريي القنابل الموقوتة والتفجيرات الخسيسة الذين يخوضون معارك ضد المصريين وجيشهم وشرطتهم من أجل كرسي الإخوان وشرعية الجماعة وتمكين أهلها وسيطرة أنصارها وتكويش مؤيديها وفسادها الذي لا يراه فسادا وإنما غنائم حرب انطلقت ضد الباطل السياسي منذ عام.1928 ما يردده القرضاوي بين الحين والآخر هو مجرد واجب عليه- بالسمع والطاعة- تجاه جماعته وليس للإسلام علاقة به, وليته لا يصدعنا بفتاواه الإخوانية فقد سقط قناعه أمام المصريين والمسلمين, فالجماعة في قلبه أكبر من الإسلام ولو خيروه بين سقوط أحداهما لاختار بقاء الجماعة علي كرسي العرش, وهذا ليس غريبا علي فقهاء أدمنوا ترف الملوك والسلاطين وسبحوا في الذهب والحرير والسلطة والنفوذ بفضل الفتاوي التي تشبه كروت المحمول المدفوعة مسبقا!