ليس غريباً علىَ موقف الشيخ القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بالدعوة إلى تدخل خارجى لُنصرة الإخوان , ومُحاربة الجيش المصرى من أجلهم, وقتل جنوده ليعود مُرسى للحُكم ! لانتعجب كثيراً من دعوة هذا الشيخ , فهو الذى أفتى من قبل بتدخل الولاياتالمتحدة فى ليبيا، وقتل القذافى وطالبها أيضاً بدخول سوريا, ونادى بالجهاد هناك ,مُساهماً بفتواه فى تنفيذ مخطط الغرب فى تفتيت سوريا .. و القرضاوى هو الرجل الذى كفر جميع المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو للمطالبة بسقوط مُرسى ٍ, وهو نفسه الذى أهان القوات المسلحة والفريق السيسى والرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بل ودعا جميع المسلمين في أنحاء العالم بأن ينالوا الشهادة في مصر, فى تحريض واضح وصريح على جيشنا. لم أتعجب من رجل يحمل الجنسية القطرية , والمصرية أيضاً لكنه يعتبر " قطر " هى بلده الأول والأخير , وهى "ولية النعم" عاش هناك سنوات عمره , وغمرته بدولاراتها , وقلدته المناصب الدينية , وقت أن كان ممنوعاً من الدخول إلى مصر , فناصب العداء لبلده الأم وأهله, وكأنهم هُم المسئولون , عما جرى له .. لاأتعجب من موقف القرضاوى الذى عاد إلى مصر بمجئ الإخوان مُظفراً, مُنتشياً بملامح النصر, مُتأكداً أنه سيبقى أيامه المتبقية على عرش الآئمة فى مصر , ومتربعاً على منبر الأزهر بدعم , ورغبة إخوانية محمومة .. لقد حسب القرضاوى أن مشروعه الذى أخذ يحلم به , طوال حياته قد إكتمل أمام عينيه , وأن عصر الإخوان قد بدأ ولن ينتهى حتى قيام الساعة , وأن كل شئ سيكون تحت السيطرة الإخوانية القرضاوية القطرية , بعد ماجرى فى ليبيا وتونس , ومصر .. ولكن ماجرى فى مصر فى 30 يونيو , أطاحت بحلم الرجل العجوز , عادت به إلى الوراء سنوات وسنوات , لم يستطع عقله أن يستوعب ماجرى .. , فنطق بحروف الكُره , وأطلق دعوات الفتنة , والقتل مُتاجراً بدماء قتلى أحداث المنصة, لاأحد يقبل القتل , ولا سقوط دماء المصريين أياً كانت , فكلها حرام , لكن أين كان الشيخ , عندما أسقط الإخوان وأعوانهم الأطفال من فوق أسطح المنازل ؟! , وأين هو ومن معه , من القتل الذى جرى فى الاتحادية , والمنيل , وبورسعيد , وبين السرايات , وفى رابعة العدوية نفسها .. أين كان القرضاوى , ومن معه ,وهم المتاجرون بدماء القتلى , من إستشهاد جنودنا وضباطنا فى سيناء وشهداء الشرطة وشباب الثورة فى عهد محمد مرسى ؟! .. أين كان من خطف جنودنا وقتلهم بأيدى المجرمين الإرهابيين , ومن ساندهم, وقت الإفطار فى سيناء؟! كل هؤلاء المصريين , وغيرهم لايساوون شيئاً عند القرضاوى وأمثاله , ولكنهم ينتفضون , ولايذكرون أن الدم حرام , إلا عندما يكون لإخوانيين أو لُحلفاء لهم, وأين القرضاوى الآن ونحن نرى قناة "الجيش الإسرائيلى " فى رابعة العدوية , حيث يقوم أنصار الرئيس المعزول بإستضافة المراسلين اليهود هناك لبث الإعتصام مباشر الى تل أبيب! .. لقد سقط قناع القرضاوى , وأمثاله الذين يبيعون الوطن , ويتاجرون بدماء أبنائه , ويستحلون إحتلالنا من أجل بقاء جماعة الإخوان.. لمزيد من مقالات حسين الزناتى