أصبح البحث عن حضانة للأطفال حديثي الولادة في مستشفيات محافظة سوهاج رحلة عذاب بسبب النقص الحاد في الحضانات خاصة تلك المزودة بأجهزة التنفس الصناعي ومراقبة الوظائف الحيوية بجميع المستشفيات. هذه المشكلة أصابت آباء وأمهات الأطفال المبتسرين والمصابين بمرض الصفراء بخيبة أمل شديدة لإضطرارهم إلي إيداع أطفالهم في حضانات المستشفيات الخاصة والاستثمارية لإنقاذ حياتهم من الموت ومما يزيد من حجم المشكلة أن هذه المستشفيات تطالبهم بمبالغ باهظة مقابل علاج كل طفل في الليلة الواحدة. تقول سماح أبو الوفا إن الله رزقها بطفلة غير كاملة النمو ونصحها الأطباء بضرورة الإسراع لوضعها علي جهاز تنفس صناعي بالمستشفي, إلا أنها أصيبت بالصدمة عندما علمت أن جميع الأماكن بالمستشفي مشغولة بأطفال مبتسرين وأن عليها الانتظار عدة أيام بعد تسجيل اسم مولودتها لحين خلو إحدي الحضانات. يشير عبد الرءوف تمام وفي ظل ما تعانيه المستشفيات الحكومية من عجز صارخ في أعداد حضانات الأطفال, تصبح الأسرة أمام خيارين- أحلاهما مر- إما اللجوء للمستشفيات الخاصة, والاكتواء بنار أسعارها وإما البقاء في قائمة الانتظار حتي فراغ إحدي الحضانات الحكومية, التي قد لا يمهل القدر الطفل فيفارق الحياة ليتحول حلم الأسرة إلي كابوس. تقول مروة كمال إن دخول ابنها في هذه الحضانة جاء بعد معاناة من البحث عن حضانة في العديد من المستشفيات الحكومية دامت عدة أيام منذ ولادته, حتي أوشك الطفل علي الموت, حيث بلغت درجة حرارته38.5, وأصبح يعاني من ضيق شديد في التنفس, وهو ما جعل والده يحجز له في مستشفي خاصة- علي الرغم من ضيق الحال- لمدة ثلاثة أيام, تقول شيماء إبراهيم عانيت كثيرا للحصول علي حضانة داخل المستشفيات بالمحافظة فلم أجد أي حضانة خالية, ولم يكن أمامي خيار سوي المستشفيات الخاصة, الذي تتكلف الليلة أكثر من150 جنيها. يقول عادل إبراهيم ابني تعرض لمرض الصفراء بعد الولادة القيسارية وقرر الطبيب وضعه في الحضانة مدة تزيد علي شهرين بسبب زيادة وزنه ولم نجد مكانا في المستشفيات فاضطررت إلي وضع المولود في مستشفي خاص كان يكلفني أكثر من200 جنيه في اليوم. تطالب فاطمة عبد السلام ربة منزل بزيادة الحضانات بالمستشفيات لإنقاذ الأطفال حديثي الولادة من الموت حيث إنني عانيت كثيرا في البحث عن حضانة داخل مستشفيات المحافظة. تؤكد عنايات مصطفي بعد ولادة نجلي لاحظ الطبيب أنه يتنفس بصعوبة ولونه يميل إلي الزرقة وأخبرنا بأنه لابد من وضعه علي جهاز تنفس صناعي فذهبنا به إلي مستشفي أخميم فأخبرونا أنه لايوجد أماكن فبدأنا نبحث في مستشفيات المحافظة وبعد عذاب لم نجد فاضطررنا وضعه في مستشفي خاص لإنقاذ نجلنا من الموت. ومن جانبه, اعترف الدكتور محمد عبد العال وكيل وزارة الصحة بسوهاج أنه بالفعل يوجد عجز في حضانات بجهاز التنفس الصناعي بالمحافظة. وأضاف وكيل وزارة الصحة أنه تم تزويد المستشفيات بعشرة أجهزة خلال الفترة الماضية