مرحلة جديدة في مسيرة التنمية الافريقية تبدأ من مدينة نيس الفرنسية مع انطلاق اعمال قمة افريقيا فرنسا ال25 بعد غد والتي ستجري خلالها مناقشة العديد من الملفات السياسية والاقتصادية في3 جلسات عمل تستمر لمدة يومين. ويطرح الرئيس حسني مبارك الذي يترأس وفد مصر الي القمة ويتولي الرئاسة المشتركة لها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رؤية مصر لتحقيق طموحات القارة السمراء كما يجري سلسلة من المشاورات مع الزعماء الافارقة علي هامش اعمال القمة تتركز علي سبل تفعيل العمل المشترك في افريقيا وتحقيق الاستقرار في القارة اضافة الي مناقشة افاق التعاون المشترك بين دول حوض النيل. ومن المقرر ان يصل الرئيس مبارك والوفد المرافق له الي مدينة نيس الفرنسية اليوم حيث يجري مشاوراته الثنائية مع قادة الدول الافريقية المشاركين في القمة علي مدي اليومين المقبلين. واكدت مصادر دبلوماسية ان الرئيس مبارك يشدد دائما علي ان مصر بانتمائها الافريقي الأصيل واعتزازها بهويتها الإفريقية الراسخة هي في قلب مسيرة القارة نحو المستقبل تشارك افريقيا لآمال الغد وطموحاته. واشارت الي ان مصر تولي اهتماما كبيرا بتوسيع افاق التعاون بين دول القارة الافريقية والعالم وهذا يتضح من حرص الرئيس مبارك علي المشاركة في قمة نيس تأكيدا علي اقتناع مصر بأن الأوضاع الاقتصادية في افريقيا والتحديات التي تفرضها الأزمة المالية العالمية وقضايا تغير المناخ تتطلب انفتاح افريقيا علي العالم وعلي فرنسا بهدف توسيع آفاق النمو في افريقيا وفي ذات الوقت العمل علي وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته إزاء القارة التي تذخر بفرص الاستثمار الجاذبة وموارد الطاقة والثروات التعدينية. المصالح الإفريقية واوضحت المصادر ان الرئيس سيعرض رؤية مصر كطرف افريقي يمتلك رؤية متكاملة لكافة القضايا المطروحة وكيفية تحقيق المصالح الأفريقية بشأنها في اطار الموضوعات ذات الأولوية علي قائمة اهتمامات الجانبين الافريقي والفرنسي والتي تحتل الصدارة فيها قضايا مثل موقع افريقيا في هياكل الحوكمة بالعالم اقتصاديا وسياسيا وتحديات تحقيق السلم والأمن في افريقيا والدعم الفرنسي في هذا المجال.. اضافة الي ما يتعلق بالارتباط بين مسائل تغير المناخ والحاجة للطفرة التنموية في افريقيا. وتتناول جلسة العمل الاولي للقمة موقع ومكانة افريقيا في إدارة العالم وما يتصل بذلك من توسيع مجلس الأمن الدولي وآفاق مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري ومجموعة العشرين.. بينما تتناول الجلسة الثانية سبل تعزيز الأمن والسلم في افريقيا وكيفية استجابة البلدان الأفريقية لمقتضيات تحقيق وتعزيز الأمن والسلم في القارة.. وتتناول جلسة العمل الثالثة التي تعقد في صباح اليوم الثاني والاخير للقمة قضايا التغيرات المناخية والتنمية وكيفية مواجهة الدول الأفريقية لهذه التحديات. ويقيم الرئيس ساركوزي مأدبة عشاء مساء بعد غد علي شرف رؤساء الدول والوفود المشاركة بينما يعقد مؤتمرا صحفيا في ختام القمة لاستعراض نتائجها. اجتماع وزاري ويعقد وزراء خارجية الدول الافريقية وفرنسا غدا اجتماعا مطولا يتم خلاله الاعداد النهائي لجدول اعمال القمة والقضايا التي ستعرض علي الرؤساء بعد غد ويقيم برنار كوشنير مساء غد مأدبة عشاء علي شرف وزراء الخارجية. ولاول مرة تشهد القمة هذا العام مشاركة رؤساء الشركات الفرنسية والافريقية لمناقشة عدد من الموضوعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك من خلال خمس ورش عمل تتعلق بالإجراءات والأطر القانونية اللازمة لتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية وسبل ضمان حصول الشركات علي التمويل اللازم لها والمسئولية الاجتماعية والبيئية للشركات في عالم اليوم ومصادر الطاقة لافريقيا الغد. إعلان ختامي ويصدر في ختام اعمال القمة اعلان ختامي يعكس توافق رؤساء الدول والحكومات علي ضرورة تعزيز موقع افريقيا في هياكل الحوكمة الدولية اقتصاديا وسياسيا ودعم الاتحاد الافريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية في تعزيز هياكل السلم والأمن القارية والإقليمية ودعم الجهود الافريقية للتعامل مع تحديات الفقر وتداعيات تغير المناخ علي خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الافريقية. ويشير تقرير للمكتب الاعلامي المصري في باريس برئاسة المستشار ايهاب بدوي الي ان الجانب الفرنسي يولي اهمية كبيرة لقمة نيس كحدث مهم يزيد من أواصر التفاهم بين فرنسا والدول الإفريقية مجتمعة ليس علي مستوي العلاقات السياسية فحسب بل ويمتد الي غيرها من علاقات التعاون خاصة في المجالين الثقافي والاقتصادي. رجال الأعمال ويوضح التقرير ان فرنسا وجهت الدعوة الي52 دولة افريقية لحضور القمة الي جانب دعوة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للفرانكفونية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة' الفاو' ومفوضية الاتحاد الافريقي والبنك الدولي.. وفي سابقة هي الأولي في تاريخ قمم إفريقيا- فرنسا تم توجيه الدعوة لنحو80 من رجال الأعمال الفرنسيين و150 من رجال الأعمال الأفارقة يمثلون مختلف دول القارة الي جانب عدد من التنظيمات النقابية بهدف تحقيق انفتاح اقتصادي واجتماعي مشترك. ويعرض التقرير الموضوعات الرئيسية التي تبحثها القمة وهي:' موقع ومكانة إفريقيا في إدارة العالم' و' تعزيز السلام والأمن العالمي' و' المناخ والتنمية' بينما يجري بالتوازي عقد خمس ورش عمل تبحث في القضايا الخاصة بالتعاون الاقتصادي وتهدف الي خلق أجواء مواتية للحوار والنقاش بين رؤساء الشركات المشاركة وذلك في موضوعات' كيفية مساعدة الدول الأفريقية علي تحسين النظام القضائي لتشجيع الأعمال' و'كيفية مساعدة الشركات علي الحصول علي التمويل' و'دور التدريب والتأهيل المهني لتأسيس وتفعيل القدرات التنافسية للشركات الإفريقية' و'المسئولية الاجتماعية والبيئية للشركات الأفريقية' و'مصادر الطاقة البديلة لمستقبل إفريقيا'. ويعقد في صباح اليوم الثاني لاعمال قمة افريقيا فرنسا منتدي للاعمال يشارك فيه كبار رجال الأعمال وممثلو القطاع الخاص لاعتماد اعلان مشترك ومناقشة التكامل الإقليمي ويتولي المجلس الفرنسي لأرباب العمل تنظيم الفعاليات من خلال ثلاث' موائد مستديرة للحوار' حول موضوعات انبعاثات الكربون ونظام ائتمانات الكربون والصناعات الغذائية والشراكة بين القطاعين العام والخاص في مشاريع البنية التحتية ويمثل مصر في هذه الفعاليات8 شركات. علاقات اقتصادية وحول العلاقات التجارية والاقتصادية الافريقية الفرنسية يوضح تقرير المكتب الاعلامي نقلا عن وزارة الخارجية الفرنسية ان الصادرات الفرنسية لإفريقيا بلغت في العام الماضي23.3 مليار يورو بنسبة7% من حجم صادراتها العالمية بينما بلغت الواردات الفرنسية من إفريقيا20 مليار يورو تمثل5,1% من جملة الواردات الفرنسية بانخفاض نسبته26,9% عن عام2008.. وتعد فرنسا ثاني أكبر دولة مصدرة لأفريقيا بعد الصين وقبل الولاياتالمتحدة وألمانيا كما انها رابع مستورد من إفريقيا بعد الولاياتالمتحدة والصين وايطاليا.