لقد كان افتقاد الرؤية المستقبلية لجماعة الاخوان المسلمين وتحول الوجود الشكلي الظاهري الإعلامي إلي متاجرة بالثورة المصرية لإثبات تواجدها المزعوم في الشارع. ما جعلها أحزاب كرتونية لا تضيف شيئا إلي الحياة السياسية بل أداة من أدوات السلطة القائمة قبل وبعد الثورتين25 يناير و30 يونيو لخداع الشعب بتواجد ديوقراطية مزعومة وحياة سياسية موسومة بالنشاط وموائد الحوار الوطني الكاذبة وتحالفات وجبهات حزبية هشة لم تتجاوز أعضائها وما زالت تمارس بعد ثورتين نفس أدوارها التخليطية وتكتفي بالمبادرات والشجب والتنديد علي صفحات الجرائد, والمؤتمرات الصحفية الضعيفة والمفرغة المضمون غير عابئة بإعادة هيكلة استراتيجياتها ومعالجة ضعفها التنظيمي وبناء كوادرها في الشارع المصري, ووضع مصلحة الوطن فوق خلافاتها وصراعتها الداخلية. ولم تع سلطة الجماعة ومن يذوب فيها من حركات تصف نفسها بالإسلامية نتائج تلك الساسيات التي استهدفت التمكين وبعد ثورة25 يناير التي لم تدعو لها أو يحرضوا عليها أساسا بل بل اعتبروا الدعوة إليها خروجا علي الحاكم, في زيادة التباين الاجتماعي بين أفرادها وبين أغلبية فئات المجتمع الأخري ومؤسساته والناتج عن زيادة المزايا الاجتماعية والساسية والاقتصادية والأدبية لشاغلي هذه الوظائف والمناصب والأماكن والمؤسسات الرأسمالية التي تمتلكها أو التي استهدفت السيطرة عليها والتدخل في أنشطتها واحتكار الأخوان لموارد ومنشأت الدولة بشكل غير طبيعي وطردي فجائي( حالة الصكوك الأسلامية التي استهدف السيطرة علي مقدرات الوطن, والتخطيط لبيع المناطق الاستراتيجية للقوي الأجنبية كما في مشروعات سيناء وقناة السويس) مما خلق حالة خطيرة وقوية من التباعد الاجتماعي بينها وبين سائر فئات و مؤسسات المجتمع بكل تنوعاتها وتعدداتها وانتهي معها التعاطف والتفاهم والتفاعل والانتظارأعقاب الانتخابات التشريعية والرئاسية, مع النظام القائم ووصل إلي أقصي درجات الرفض والعداء وبما يمثله من أفراد وجماعة ومحتوي ومضمون ومشروع لإقامة الدولة الدينية وتحول الرفض إلي مستويات سلوكية متطورة من السلوك الذاتي إلي السلوك الفردي ومع زيادة درجة التعامي المتعمد لمخاطر سياسات التمكين تحول السلوك الفردي إلي سلوك جمعي وسلوك جماهيري استهدف الحصول علي الحرية وامتلاكها وحماية أنفسهم ضد طغيان النظام القائم الذي اغتصب سلطة الشعب وسيادته الناتجة عن ثورة25 يناير, ووضع حد لسلطة استبداد جماعة تتحكم في مصائرهم ولم تقدم لهم شيئا من أجل تحسين أحوالهم بل وحولت نجاحها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية تلك إلي طغيان انتزع مقاليد الحكم من أيادي الشعب إلي صالح الجماعة بتنظيماتها الرأسية والأفقية علي حساب مصالح الشعب وإنهاء سلطته المكتسبة من ثورته ثورة25 يناير وسعت إلي تحويل الشعب إلي قطيع تقوم حياته علي الاتباع والتقليد والموافقة والتسليم المستمر مثلما يتميز رعية الجماعة القائمة علي السمع والطاعة إلي الدرجة التي أطلق عليها الحس الشعبي الخرفان وكان من نتاج تلك السياسات السلطوية المتعامية عن عمد لخدمة مخططات التحالف الأمريكي القطري التركي الحمساوي الإخواني لتفكيك الوطن وصناعة التطرف والتجنيد الأمريكي للتيارات الموسومة بالإسلامية والتي تنعم بالحماية والدعم المالي والعسكري الاستعمارة الغربي ومن خلال الوسائط التركية القطرية والحاصل الكثير أعضائها علي الجنسيةالأمريكية( أبناء مرسي) تحت دعاوي إقامة الخلافة الموسومة بالإسلامية: إستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وتدني مستوي الخدمات اليومية للمواطنين, وتدهورت الأجور, وارتفعت الأسعار, وزاد معدل التضخم, وانعدمت الإستثمارت, رغم وعد الرئيس للشعب بتحقيق إنجازات في أهم خمس قضايا يحققها في100 يوم, ولكن بعد365 يوم لم يحقق أي منها مطلقا. وزيادة الإعتصامات والإحتجاجات من كل فئات الشعب المصري خلال عام واحد فقط ضد الرئيس وجماعاته وصلت إلي3817 إحتجاج في عام واحد فقط, وعدم الالتفات لمطالب الشعب من اقالة الحكومة الفاشلة علي مدار سنة والتي استدانت300 مليار جنيه خلال10 شهور ولم تقدم أي إنجازات علي المستوي الاقتصادي وتعيين نائب عام بطريقة غير شرعية, وجريمة تعذيب المعتصمين في الاتحادية بالقصر الرئاسي تحت سمع وبصر مرسي وكذبه أمام الشعب ورفضه التحقيق في مذكرة شاهد التعذيب المستشار مصطفي خاطر, المحامي العام الأول, ومرورا بفضائح تراجع مرسي عن قراراته و بمقولة تبدأ رئاسة الجمهورية, تبريرها لعدول مرسي, عن قرار أصدره, احتراما للقانون وحرصا علي الشعب وأحس معها الشعب بمهزلة الرئاسة في عدم احترام القانون والاستهانة بالشعب, ووصولا إلي إحساس المواطن العادي في نجوع مصر بضياع هيبة الدولة المصرية وحقها في النيل والإضرار المترتبة علي مشروع بناء سد النهضة والموافقة عليه دون مناقشة ودراسة جادة للموقف, بالإضافة إلي مهزلة الحوار الوطني لحل مشكلة سد النهضة ومسخرة استقبال مرسي في أثيوبيا التي لا تليق برئيس مصر وهو ما لم يحدث طوال التاريخ حيث استقبلت وزيرة التعدين الإثيوبية سينكنيش إيجو, مرسي في المطار بالعاصمة أديس أبابا بذلك. في إطار ذلك ومع تصاعد الإحساس بعدم وجود الدولة لعدم إتخاذ خطوات ملموسة للإصلاح في قطاعات الدولة وخاصة وإنتشار السلاح حيث إنتشرت الحوادث والجرائم بسبب الأهمال خلال سنة من حكم الجماعة, مثل حادثة أطفال أسيوط احداث الاتحادية والصعيد وبورسعيد والاحتجاجات في المحافظات ضد جماعة الاخوان جرائم القتل بسبب السلاح المنتشر بين العامة, تصاعدت حدة حالة التأزم وانتقلت من الحالة الذاتية سريعا إلي الحالة الفردية وبقوة إلي الحالة الجماعية وتحولت الحركة الشعورية التي تستهدف وتسعي إلي التخلص من الأزمة التي تهدد الكيان الوطني فردا ومجتمعا ودولة بالتمزق بسيطرة سلطة الجماعة ومنظماتها وسياساتها, وذلك فور إعلان التمرد المتمثل في حركة تمرد والتي صارت معبرة عن القرار الجمعي السلوكي نحو الثورة علي الوضع القائم وذلك كان المنظر إنسانيا مؤثرا وأنت تري المواطنين يخرجون فرادي وجماعات مسرعين بتلقاء أنفسهم وبحريتهم الخالصة ومن وسط أعمالهم في الأراضي الزراعية والمصانع وكافة مؤسسات المجتمع الخاصة والعامة وفي تعبير بالسعادة نحو الحصول علي استمارة تمرد والتوقيع عليها وبإعلان مباشر وظاهر للغضب والرفض مصاحبا ذلك بالتعبيرات القوية الرفض والتمني من التخلص من السيطرة كإعلان إرادة خالص متفوقا علي كل النخب ومنظماتها دائمة الركوب علي ثوراتهم ليحقق في30 يونيو نهاية سلطة الجماعة ومركزيتها وتمكين رعيتها وإعادة الاعتبار لإرادته الحرة وبعيدا فرض وصاية الصفوة عليه علي اعتبارأنه صانع الحياة والوطن, ليبقي عدم الحفاظ علي هذا الاعتبار الخالص هو الدافع لقيام الثورة القادمة, وفي ظل استمرار نفس محاولات الصفوة الراكبة علي كل الثورات. وفي إطار ذلك انتظر الثورة الثالثة وحتي يكون الشعب هو صانع الحياة والوطن. عضو اتحاد كتاب مصر رابط دائم :