من حق كل مواطن أن يقلق, فالتحركات تثير القلق, والمفاوضات تثير الريبة, والزيارات الليلية للإخوان في السجون, خرجت عن المألوف, وتجاوزت الأعراف , وحديث الصفقات, في أزمة سياسية مصرية الجنسية لا تحتاج إلي كل هذه الوفود الأجنبية, وكأن ثورة لم تقم أو شعبا لم ينتفض طلبا لاستقلال القرار الوطني, ورفض التدخل في الشأن المصري. هواجس كثيرة, ومخاوف عديدة حملتها رحلات مكوكية ومباحثات متواصلة بين وفود أجنبية وعربية مع أطراف إخوانية بعضها متهم في قضايا جنائية والبعض الآخر هارب من اتهامات مماثلة ويختبئ بين المتظاهرين في ميدان رابعة, بينما بدت حكومة الثورة, ضعيفة مهتزة, غير حاسمة في التعامل مع هذا الملف, فيماوقف ملايين المصريين يضربون كفا علي كف ويعضون أصابعهم وهم يشاهدون ويتابعون أحاديث وتسريبات عن صفقات سرية, ومساومات علنية بعضها يتحدث عن عفو عن الرئيس المعزول, والبعض الآخر عن خروج آمن لقيادات إخوانية متورطة في جرائم قتل, فيما غابت الحقيقة, وتوارت المعلومة التي تطمئن لها القلوب المرتجفة, وتريح النفوس القلقة علي مستقبل وطن ثائر يبحث عن الاستقرار. نعم من حق كل مواطن ان يعلم ماذا يحدث, في الكواليس, وأن يطلع علي حقيقة ما يجري, في أروقة الساسة, وداخل السجون حتي يطمئن قلبة علي ثورته, ودولته, وكرامة بلده, وتلك هي مسئولية النظام الحاكم الذي يجب علية أن يكشف تفاصيل مايجري ليلا ونهارا, ويعلن صراحة أبعاد الدور الأمريكي والأوروبي في حل الأزمة السياسية الراهنة, ولا يكفي في هذا الشأن أن يخرج بالأمس المتحدث الرئاسي ليقول: أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية, بل نريد موقفا أكثر تشددا وحسما طالما الأمر تجاوز الحدود المتعارف عليها. إنه اختبار صعب للنظام الجديد بل للثورة المصرية, ويجب التعامل مع كل القضايا الوطنية بكل حسم, خاصة إذا كانت تمس الأمن القومي والسيادة الوطنية, أما فتح الباب أمام تدخلات أجنبية لا تخلو من نوايا خبيثة سيجلب علي البلاد سيناريوهات مخيفة, واحتمالات غير مرغوبة. ويخطئ من يظن ان إخفاء المعلومات عما يدور قد يساهم في حل الأزمة, لأن الشعب الذي خرج بالملايين في الثلاثين من يونيو لن يقبل بأي مساومات أو صفقاتتمس الثورة المصرية وتنال من أهدافها ومطالبها. وبالتالي من حق هذا الشعب صاحب السلطة والثورة أن يعرف ماذا يجري.. اتكلموا ياسادة رابط دائم :