لماذا نصر دائما علي خلط السمك باللبن بالتمر هندي؟ المدارس إسلامية أمريكية وطنية دولية. ومحلات الكشري تضيف إليه عيش الغراب. أما الفول والطعمية فباتا يحملان أسماء أجنبية لا تمت للمنتج الوطني الأصيل بصلة. وهناك أسماء أجنبية أو عربية, لكنهم خلطوا الثوم بالبصل عن طريق كلمة آند الإنجليزية حينا أو أطلقوا علي مقهي الإنترنت جوجل وكتبوها بالإنجليزية Goggle وليسGoogle نرتدي تي شيرت مكتوبا عليه عبارات بالانجليزية أو بلغات أخري أجنبية لانعرف معناها أو مغزاها, بل لا نفكر فيها أصلا. تتوجه إلي الفكهاني لتشتري كيلو موز, فيحاول أن يدبسك في اثنين كيلو برتقال. وإذا رفضت, لايأل وجهدا في إخفاء شعوره بالامتعاض منك. يمعن صاحب المحل المواجه لبيتك في تشغيل شريط قرآن كريم بصوت يصل من شرق القاهرة إلي غربها, فإذا توجهت إليه مطالبا إياه بخفض الصوت, يتهمك بأنك شخص غير متدين, وماتعرفش ربنا, وينصحك بضرورة مراجعة موقفك من الدين قبل أن يفوت الأوان. طبعا كونه حرامي يبيع بضائعه المضروبة بأسعار مبالغ فيها, ويتمتع بلسان فالت ولايتواني عن سب الدين ومعاكسة جميع أنواع وأشكال وأطياف الكائنات الإنثوية التي تمر من أمام المحل لا يمت لموضوع القرآن بصلة. نرتدي ملابس سمك لبن تمر هندي, فالفتاة أو السيدة التي تغطي شعرها وتظهر كل ما عدا ذلك تعتقد أنها الأقرب إلي الله وحامية حمي القيم والأخلاق, عكس التي لا تغطي شعرها. صحيح أنك قد تجدها جالسة علي الكورنيش أو في حديقة عامة في أحضان صديق لها, لكن هذه نقرة وتلك أخري. توقف سيارتك موازية للرصيف, وتتأكد من عدم وجود لافتة تشير إلي أن الركنة ممنوعة, وبينما تغلق السيارة, تفاجأ بشخصية غريبة مريبة تطالبك بتحريك السيارة بعيدا لأن هذا المكان ممنوع فيه الركنة. ويستخدم كل أساليب الإرهاب معك, فأنت مصمم علي أن هذا حقك, وهو يقول لك براحتك ياباشا, بس امبارح الونش جه دغدغ عربية كانت واقفة في نفس المكان ده. وأول إمبارح جم عيال جرحوا عربية كانت واقفة برضة في نفس المكان, وبهدلوها, وخرموا الكاوتش. ورغم أنك لا تعرف كينونة هذا الشخص, أو ماهيته, أو صفته, ورغم أنك علي يقين أنه ليس رجل أمن, أو مسئول حراسة, أو حتي بواب عمارة, لكنك تجد نفسك مسرعا إلي السيارة لتحركها بعيدا عن هذا المكان. تعدك الحكومة بعلاوة اجتماعية, وتجزم وتؤكد وتحلف بالأيمانات أن العلاوة لن تؤدي إلي ارتفاع الاسعار, لكن ماهي إلا دقائق قليلة حتي تتوجه إلي السوبر ماركت الواقع عند أول الشارع تجده قد أضاف جنيها علي سعر علبة اللبن, وجنيها ونصف علي طبق البيض, وجنيها و75قرشا علي كيس السكر, رغم أن العلاوة لم يبدأ صرفها بعد, ورغم أنف كل ما سمعته وقرأته من تصريحات. تجد جارك وقد بذل كل ما في وسعه ليلحق ابنته الصغيرة بمدرسة للراهبات. وتعلم علم اليقين كم الوساطات التي سعي إليها, وحجم المشاوير التي أنجزها رايح جاي حتي تنجح ابنته في الالتحاق بالمدرسة. وما هي إلا أشهر قليلة, حتي تسمعه يعرب عن قلقه من أن عدد المسيحيين في المدرسة بفوق عدد المسلمين, وأنه يخشي أن تتعرض ابنته للاضطهاد لأنها أقلية. ويبدأ في توجيه التهم لإدارة المدرسة, ويؤكد أن ابنته كانت تستحق أن يكون ترتيبها الأولي علي الفصل, لكنهم فضلوا عليها طفلة أخري لمجرد أنها مسيحية. تقترح عليه أن يحول للبنت من المدرسة, فيقول لك:خلاص بقي. ما هو كل مدرسة فيها مشاكلها. لماذا نخلط كل الملفات ببعضها البعض؟ لماذا نرفض أن نفصل بين الاشياء وبعضها؟ الدين بالسياسة بالمجتمع بالسمك بالتعليم بالحداثة بالعولمة باللبن بالحلال بالحرام بالمسموح بالممنوع بالتمر هندي؟ لماذا نخلط كل الملفات ببعضها البعض؟ لماذا نرفض أن نفصل بين الاشياء وبعضها؟ الدين بالسياسة بالمجتمع بالسمك بالتعليم بالحداثة بالعولمة باللبن بالحلال بالحرام بالمسموح بالممنوع بالتمر هندي؟ [email protected]