أكد وزير الخارجية, نبيل فهمي, أنه انتهي من إجراء ووضع لإعادة هيكلة جديدة لوزارة الخارجية جار تنفيذها, موضحا أنها خلاصة عمل عامين, تم فيها البناء علي ما قام به وزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو, مشيرا إلي أنه أضاف علي خطة إعادة الهيكلة بعض العناصر التي رأي أنها مهمة. وقال نبيل فهمي, في لقاء مع المحررين الدبلوماسيين امس إنه سيتم في إطار هذه الخطة استحداث منصب مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار المباشر, والتي تشمل كلا من( السودان, جنوب السودان, فلسطين, إسرائيل, وليبيا). وأضاف أن الهدف من هذه الهيكلة, تحديث عمل الإدارات والاستفادة من الشباب في ضوء العالم المتغير الرؤية للمستقبل ومواكبة الأمور بمعدل أسرع, ورفع كفاءة الوزارة في ملفات تتعلق بدول الجوار ومصر في حاجة لها في الوقت الراهن, مع الاهتمام بوحدة الترجمة ودعمها, بحيث تكون ترجمة صحيحة تعكس الواقع بدون أخطاء. وأوضح أن هناك استحداثا لعدد من الإدارات الجديدة التي تهتم بالتكنولوجيا والابتكار والطاقة, لافتا إلي أن هناك حاجة لتنشيط دور مصر في أفريقيا وتجاه عملية السلام في الشرق الأوسط, وتابع, إننا نريد استعادة دورنا في أفريقيا وقامة وحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط, وذلك في إطار عمل مساعد الوزير لدول الجوار, نحن نتحدث عن شكل منطقة في عام2030, إذن فمن الطبيعي أن أتابع أشياء معينة نري أنها تؤثر في تشكيل المنطقة بشكل عام, مضيفا أنه يري أن التكنولوجيا تؤثر أكثر من غيرها علي قوة الدولة أو ضعفها مستقبلا, وتساعد في موقفنا التفاوضي مع الدول التي تمتلك هذه التكنولوجيا وندعم مصر. وأضاف أن ذلك ينعكس بشكل عملي علي أداء الوزارة في المرحلة القادمة لتستعيد دورها بمواقف عملية من منظور مهني لتحقيق مصالح محددة واستنادا لواقعنا الطبيعي. وذكر أن الهيكلة الجديدة تتضمن13 مساعدا للوزير بدلا من16 مساعدا في الوقت الراهن, وسننتظر إلي حين انتهاء فترة عملهم حتي يتم تنشيط الهيكل الجديد. وأشار إلي أن الهيكلة الجديدة أعدت علي أساس قطاعات العمل وليس علي أفراد, وأساسها تمكين الشباب بشكل مباشر في عمل الوزارة واتخاذ القرار. ونوه بأن باب مكتبه مفتوح للاقتراحات من قبل أعضاء السلك الدبلوماسي من داخل الوزارة أو خارجها, مشيرا إلي أنه تم استحداث منصب جديد في الوزارة, وهو منصب نائب وزير الخارجية لشئون المصريين في الخارج, ولا يركز عمله علي رعاية المصريين في الخارج فقط وإنما يعمل علي تنمية العلاقات مع الجاليات المصرية في الخارج ورفع كفاءة الوزارة وتقديم اقتراحات لتطوير هذه العلاقة. وقام الوزير نبيل فهمي خلال اللقاء بطرح أفكار جديدة تتماشي مع الروح الثورية, والتي تم التعبير عنها, وقال إنه يشجع الجميع في المشاركة في قرارات وزير الخارجية, وأن أول خطوة اتخذها في هذا الإطار هو الاعتماد علي الشفافية في الفرص المتاحة للوظائف للعمل داخل الوزارة. وشدد علي أن كل وظيفة في وزارة الخارجية وفي الخارج سيتم إعلانها للجميع, وستكون متاحة لأي عضو يتقدم لهذه الوظيفة, مع الأخذ في الاعتبار التنسيق بين إدارة السلك والقطاع المعني. وكشف فهمي عن أفكار سيتم تطبيقها قريبا, وهي تشكيل مجموعات عمل داخل الوزارة تضم دبلوماسيين من داخل الوزارة وخارجها تكون لها مهمات محددة وتضع سياسات ولها منسق, وسنعلن عن كل مجموعة في حينها, وأشار إلي أنه من ضمن احتياجات الوزارة الفعلية حتي الآن هو ترقية الأفراد حسب الإنجاز والكفاءة المهنية. وعما إذا ما كانت الهيكلة ستتضمن تغييرات في الحركة الدبلوماسية العامة لنقل السفراء للخارج في ضوء أن هناك حركتين تمت بعد الثورة بهما مشاكل كثيرة, قال إنه بشأن الحركة تم إصدار حركة تكميلية لتصحيح وضع جاء بعد تشاور مع وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو ونتيجة اعتذارات بعض الأفراد, لذلك تم التغيير في نطاق ضيق. وردا علي سؤال حول الانتقادات التي وجهت إلي وزارة الخارجية بسبب عدم قيام وزيرها بجولات في الخارج لتوضيح حقيقة ما حدث في ثورة30 يونيو, أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن الحدث في مصر, وبقدر ما كان علينا نقل الرسائل وشرحها, كان علينا أن نختار هل هذا يتم بفعالية أكثر من خلال التنقل لبلد أو يتم بمخاطبة دول العالم من موقع الحدث, موضحا أن الحدث في مصر وهو سريع من ساعة لساعة, ووزارة الخارجية المصرية عليها دور كبير في هذا. وأشار فهمي إلي أنه قام بإجراء حوالي20 حوارا صحفيا في أقل من أسبوعين, كما أجري اتصالات ب20 وزيرا للخارجية. وتابع قائلا, لو حاولت أن أقوم بجولة لنصف هذه الدول لم أكن أستطيع القيام بها خلال أسبوعين, مضيفا, أن عددا كبيرا من وزراء الخارجية كانوا يرغبون في زيارة القاهرة مثل وزير الخارجية الألماني ووزير الخارجية الإريتري وكاثرين آشتون ووزير خارجية الإمارات ونائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز, موضحا أنه أجري اتصالات أكثر من مرة مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والسودان وفلسطين. وأوضح فهمي أنه كان الأكثر فائدة والأكثر فعالية التحدث مع المسئولين ومخاطبة الإعلام من داخل مصر عن التجول في الخارج, مشيرا إلي أن التجول في الخارج يعطي رسالة للداخل في مصر أننا نقوم بنشاط في الخارج, وهذا مطلوب, ولكن النتيجة أوقع لو أن وزير الخارجية يعمل من داخل مصر في هذا الظرف لأن عليه كل لحظة شرح أي تطور جديد يحدث في مصر. وقال إن قرار العمل من داخل مصر وليس القيام بجولات خارجية كان قرارا مبنيا علي تقييم ما هو أكثر فعالية.