تركت الثورات العربية أثرها الواسع على أحداث المسلسلات الدرامية الجديدة المقرر عرضها في شهر رمضان هذا العام بطرق مختلفة وبصيغ متباينة ظهرت في التنويهات والأجزاء الدعائية التي تعرض منها حاليا على عشرات القنوات التلفزيونية. وتم رصد عددا من تلك التأثيرات في مشاهد محددة من مسلسلات عدة بينها من الأعمال المصرية مسلسل "شارع عبد العزيز" للمخرج أحمد يسري حيث يظهر هيثم محمد أحد أبطاله في مشهد يتم تكراره كدعاية للمسلسل قائلا: "نهاية اللي بيحصل دا مش هتكون عادية، والشعب مش هيسكت، وبكره نشوف ثورة". وتدور أحداث المسلسل الذي كتبه أسامة نور الدين في شارع "عبد العزيز" التجاري بوسط القاهرة حول تغيرات واسعة في المجتمع المصري بطبقتيه الوسطى والعاملة التي تتعامل يوميا مع جهاز الأمن بممارساته العنيفة وغير القانونية قبل الثورة، ويقوم ببطولة المسلسل عمرو سعد وعلا غانم وهنا شيحة وسامي العدل وهادي الجيار ورامي وحيد. وفي مسلسل "دوران شبرا" للمخرج خالد الحجر تنتهي الأحداث بخروج أهالي الحي المصري الشهير إلى ميدان التحرير للمشاركة في الثورة بعد تفاعلات طوال الحلقات بينهم وبين بعضهم البعض وبين الجهات الأمنية ورجال الأعمال والساسة الذين يعيشون بينهم في الحي الذي يتميز بعدد أكبر من المسيحيين بجوار الأغلبية المسلمة حيث يظهر المتطرفون في الجانبين. ويشارك في بطولة المسلسل الذي كتبه عمرو الدالي الفنانون دلال عبد العزيز وعفاف شعيب وزكي فطين عبد الوهاب وهيثم أحمد زكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان. الوضع بالنسبة لمسلسل "الريان" مختلف تماما فالعمل بالكامل كان من الممكن ألا يظهر للنور لولا قيام الثورة في مصر حيث يرد في أحداثه أسماء أو إشارات واضحة لشخصيات سياسية وأمنية مصرية لا زالت على قيد الحياة مثلها مثل رجل الأعمال أحمد الريان الذي تدور الأحداث حول قصة صعوده وتدميره التي يزال يشوبها الكثير من الغموض حتى الآن. وبينما يفرض فريق العمل ستارا من السرية على تفاصيل الأحداث الساخنة والمتعلقة بأسماء شهيرة في النظام المصري السابق إلا أن خضوع العديد منهم للمحاكمات وانتهاء سطوته السابقة سمحت لمؤلفيه حازم الحديدي ومحمود البزاوي ومخرجته شيرين عادل بمساحة أكبر من الحرية في الحديث عن تفاصيل وعلاقات متشابكة لم يكن بالإمكان الحديث عنها في السابق. ويقوم ببطولة المسلسل خالد صالح وباسم سمرة وجمال إسماعيل وصلاح عبد الله والتونسية درة وأحمد صفوت وريهام عبد الغفور. أما البرامج الرمضانية فكانت أكثر مباشرة في التعاطي مع الثورة المصرية حيث لا يخلو برنامج واحد من الحديث عنها وعن تداعياتها، لكن برامجا بعينها لم يكن من الممكن ظهورها لولا الثورة وبينها برامج تتعلق باختيار الرئيس القادم. وهناك برنامجين مباشرين عن انتخابات الرئاسة في مصر التي لم يتحدد لها موعد بعد يشتركان في أنهما يتناولان الأمر بطريقة السخرية والكوميديا الأول بعنوان "مطلوب رئيس" ويقدمه الممثل هشام إسماعيل ويستضيف فنانين ومشاهير، والآخر بعنوان "أنا الرئيس" ويقدمه المخرج والممثل محمد عبد الفتاح ويستضيف أشخاصا عاديين يضعهم في مقعد المرشح للرئاسة. وعلى مستوى الدراما الخليجية، ظهرت الثورات العربية بشكل أقل من خلال مشاهد محدودة معظمها كوميدية من بينها الجزء الجديد من المسلسل السعودي الشهير "طاش ماطاش" وفقا للتنويهات حيث يظهر بطله عبدالله السدحان وسط أشخاص يبدون كمتظاهرين مرددا "إلى الأمام إلى الأمام" و"من أنتم" و"زنقة زنقة" وغيرها من العبارات المنسوبة للعقيد الليبي معمر القذافي. المسلسل من إخراج الأردني محمد العايش والسعودي سمير عارف ويشارك في بطولته مع عبد الله السدحان وناصر القصبي يوسف الجراح وعلي المدفع وعبد الإله السناني ومروة محمد وماجد مطرب وبدر اللحيد وعبد العزيز السكيرين وإبراهيم الحساوي. وظهرت الفكرة نفسها تقريبا في المسلسل السعودي أيضا "قول في التمانيات" حيث يردد الممثل حبيب الحبيب عبارات منسوبة للعقيد القذافي داخل الأحداث بأسلوب كوميدي في المسلسل الذي كتبه علاء حمزة ويخرجه الكويتي حسين أبل ويقوم ببطولته راشد الشمراني وحسن عسيري وحبيب الحبيب وعمر الديني وريماس وسحر خليل وزارا البلوشي وأمينة العلي. وكان القذافي أيضا الشخصية الأبرز في الدراما الخليجية حيث يقوم الممثل الكويتي طارق العلي بتقليد شخصيته بأسلوب كوميدي خلال أحداث المسلسل الكويتي "الفلتة" الذي كتبه أيمن الحبيل وفايز العامر وأخرجه نعمان حسين ويشارك في بطولته منى شداد ونورة العميري ومبارك البلاك وسلطان الفرج.