أكد عدد من المشاركين بسمبوزيوم القاهرة الدولي للفنون الإليكترونية والميديا "كايروترونيكا"، المنعقد حاليًا بقصر الفنون، ضرورة إقامة مثل هذه المعارض في مصر في الفترة الراهنة. ينظم السمبوزيوم قطاع الفنون التشكيلية بالتعاون مع الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، للتواصل وتبادل الأفكار ونشر المعرفة، كما يهدف إلى جمع الفنانين والمهندسين والمصممين والأكاديميين من مصر والمنطقة العربية والعالم. وقد تمت دعوة عدد من الأكاديميين والباحثين والفنانين في هذا المجال، بالإضافة إلى إطلاق دعوة للمشاركة بأوراق بحثية وأعمال فنية من مصر والعالم، والتي تم تقييمها من قبل لجنة متخصصة لاختيار المشاركين. أشاد الفنان محمد عبلة بالمعرض، مطالبًا برؤية الفنانين وطلاب المدارس له، لأنه "يعبر عن فكرة الإنسان والعلم معًا. وفي نفس الوقت يقدم معرفة كبيرة متعة بصرية". وتابع: يظهر "كايروترونيكا" أفكار الفنانين المتباينة والتعامل الدقيق مع الفيديو. كما أكد أن فكرة التعاون بين عدة جهات ضرورية؛ "لأن هذا المعرض مكلف لن تستطيع وزارة الثقافة القيام به بمفردها". أما الفنان أحمد الشاعر فقد أشار إلى مشاركته بمشروع فيديو، موضحًا أنه مشروع طويل بدأ منذ عام 2014، من خلال ورشة مع معهد جوته في تركيا. يقوم المشروع على فكرة الشيء المنقذ من خلال الثقافة الاجتماعية في مصر والثقافة الجمعية للفيديو جيم. وعن رؤيته للمعرض رأى أنه من المهرجانات النوعية التي نحتاجها فى مصر؛ "إذ يعُد ثاني مهرجان يعقد في مصر ويحقق نفس النجاح. كما بدأ يظهر لهذا الاتجاه مجموعة فنانين وحركة تحتاج لمن يقوم بتنميتها". كما لفت الشاعر إلى تنوع المشاركات الموجودة بالمعرض بين مصريين وعرب وأجانب، "وهو ما يثرى الفعالية"، مضيفًا: ورغم تعدد الأعمال فإن القوميسير استطاع أن ينظمها بشكل جيد. أما الفنان أحمد محسن منصور فأوضح أن فكرة العمل الذي شارك به قائمة على القمع والحجر على الحريات، وكيف أن الفرد عندما يحاول أن يعبر الفرد عن رأيه بأية وسيلة. يجد رقابة وعقبات كبيرة، على حد وصفه. ورأى منصور أن فكرة المعرض جيدة، "خصوصًا أنها جديدة من ناحية تجميع الأعمال البصرية الكثيرة في مكان واحد، مضيفًا: دائمًا نجد معارض كبيرة للتصوير والنحت والخزف، ولكنها المرة الأولى التي نرى بها معرضًا بهذا الحجم لفنون الميديا. السورية غالية ياسين أشارت إلى مشاركتها بعمل جماعي من خلال فيديو بعنوان "حبيبي عاد من الحرب"، مع فنانين من جنوب إفريقيا، موضحة أن هذا الفيديو تم بناؤه على عمل الفنانة الروسية أوليا ليالينا، التي قدمته منذ 20 عامًا. وتشرح: تنصب الفكرة على أن الفنانة الروسية كانت مهتمة بالاتصال بين شخصين عن بعد، حيث كان حبيبها في الحرب، بينما تقيم هي في أمريكا، فكانت تحادثه على الإنترنت في بداية ظهوره. وتستطرد: كانت الفنانة تحاول بهذا العمل أن تُظهر لنا كيف ساهمت فنون الديجتال آرت في إيصال الناس ببعضهم البعض، ولكننا أردنا في عملنا أن نتساءل: هل بالفعل اقتربنا من بعد أم ابتعدنا؟. ورأت غالية أن المعرض مبادرة جيدة؛ "لأن وزارة الثقافة ساهمت ودعمت هذه الفكرة". مؤكدة أن "المستقبل للميديا في العالم كله. وهذا المجال يتطور بصورة سريعة وبشكل إجباري يؤثر على الفن". فيما لفت الفنان التونسي حسام زكريا إلى مشاركته بعمل مركب مكون من عدد من السبح. آلية سبحة وإكليل، يتم تكرار هذه الوحدة في سلسلة لعشرين سبحة. تدور كل سبحة بطريقة ميكانيكنية. مشيرًا إلى أن الفكرة تبرز علاقة معينة بين الأشياء الروحانية والتقنية من خلال تطبيق تكنولوجي للتسبيح. وتطرح تساؤلًا حول التكنولوجيا في حياتنا اليومية. ورأى زكريا أن كايروترنيكا شيء ضروري لوسيط مهم يوجد بكثير من المناسبات لها علاقة بالميديا، مضيفًا أن فنون الميديا "لا تحظى بتقدير مثل مجالات الفنون الأخرى. رغم أنها لم تعد فنًا مستحدثًا".