تصاعدت بشكل خطير حدة الشعارات المعادية للإسلام والمسلمين فى ألمانيا من قبل سياسيين وأحزاب المانية، فقد اعتمد حزب البديل من أجل ألمانيا- إيه إف دى" فى مؤتمره السنوى المنعقد بمدينة شتوتجارت اليوم الأحد، اعتبار الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا. وذلك ضمن برنامج الحزب الذى سيخوض به الانتخابات العامة العام المقبل، وقد وافق أعضاء المؤتمر العام للحزب بأغلبية ساحقة، على إقرار هذا المبدأ ضمن برنامج الحزب، ويترتب على هذا العمل على منع إقامة الشعائر الإسلامية أو إنشاء مساجد فى ألمانيا أو ارتداء المسلمات للحجاب فى الأماكن العامة. وتتنافس الأحزاب الألمانية على رفع شعارات معادية للإسلام، لجذب مزيد من الناخبين استعدادا للانتخابات العامة المقبلة، فقد طالب فولكر كاودر زعيم الأغلبية البرلمانية لحزب المستشارة ميركل – الديمقراطى المسيحى – بمراقبة المساجد فى المانيا خاصة أثناء صلاة الجمعة ، واتهم كاودرفى تصريحات صحفية – والذى يتبنى الدفاع عن حقوق الأقليات المسيحية فى الدول العربية والإسلامية – خطباء الجمعة فى المساجد الألمانية بالترويج لخطاب معاد للدولة الألمانية فى هذا الاتجاه أيضا. طالب أليكس رضوان عضو البرلمان الألمانى –بوندستاج- وهو من أصل مصرى عن الحزب الديمقراطى الاشتراكى ثانى أكبر الأحزاب الألمانية بفرض ضريبة على المسلمين فى ألمانيا أسوة بالضريبة التى يدفعها المسيحيون للكنيسة، زاعما أن هذه الضريبة ستستخدمها الحكومة الألمانية فى الإنفاق على أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين لمنع جمعيات رعاية المسلمين فى ألمانيا من تلقى المعونات الخارجية خاصة من المملكة العربية السعودية. واعتبر رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا أيمن مزيك وهو من أصل تركى أن تصاعد الشعارات المعادية للإسلام والمسلمين فى ألمانيا، تمثل خطرا كبيرا ليس فقط على المسلمين فى ألمانيا وإنما على الدولة الألمانية نفسها، وقال فى تصريحات صحفية: إن الترويج لحملة الكراهية ضد طائفة دينية - المسلمين - فى ألمانيا هو بمثابة عودة للنازية فى ثوب جديد، محذرا من تمادى الأحزاب الألمانية فى تبنى الشعارات المعادية للإسلام والمسلمين، داعيا زعماء حزب البديل من أجل ألمانيا، إلى الحوار والتفاهم مع ممثلى المسلمين فى ألمانيا لإزالة أى سوء فهم بدلا من تبنى السياسات المعادية للإسلام. ويعيش فى ألمانيا أكثر من 4 ملايين مسلم معظمهم من أصل تركى وتتبنى الحكومة الألمانية رسميا، سياسة دمج المسلمين فى المجتمع الألمانى، معتبرة أن الاسلام ينتمى إلى ألمانيا، واستنكر شتيفن زايبرت المتحدث الرسمى باسم الحكومة الألمانية، دعوات حزب البديل من أجل ألمانيا، المعادية للإسلام لأنها لا تمثل روح الديمقراطية الألمانية، مذكرا بأن الدستور الألمانى يضمن حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية لجميع الطوائف. كما ندد حزب الخضر الألمانى المعارض، بشعارات وسياسات حزب البديل من أجل ألمانيا المعادية للمسلمين، متهما الحزب بمحاولات "اصطياد الناخبين" من خلال شعارات متطرفة شعبوية. ويذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا هو أحدث حزب تأسس عام 2013 كحزب يمينى مناهض لليورو والأجانب، ألا أنه أصبح حاليا ثالث أكبر حزب فى ألمانيا بعد أن تحول إلى معاداة الإسلام والمسلمين، مستغلا التغيرات الحادة فى مزاج الناخب الألمانى الذى صار أكثر تخوفا من الآخر بعد موجة المهاجرين الكبيرة إلى ألمانيا وله أعضاء فى البرلمان الأوروبى، كما يشارك أيضا فى نصف برلمانات الولايات الألمانية. وقد أشارت وثائق ومراسلات مسربة بين قياداته إلى نية الحزب لرفع شعارات وتبنى سياسات آكثر تطرفا ضد الإسلام والمسلمين على اعتبار أنها شعارات أثبتت نجاحها فى جذب المزيد من المؤيدين للحزب.