لم يهتم الباحثون المسيحيون كثيرا برصد الحزن المسيحي ،لكن المثير أن باحثا مسلما جمع تراث الحزن عند المسيحيين في قنا، وقام بتحليله وتصنيفه في كتاب مهم. ويعترف الباحث أحمد عبدالغنى بأن المجتمع المسيحى حاليا يحارب تلك المراثى، ويراها خارجة على الشريعة المسيحية، مثلما يحارب المجتمع المسلم حاليا العدودة، والمراثى الإسلامية، ويراها خارجة على الشريعة الإسلامية وقد صدرت منذ أيام دراسة عن العدودة القبطية، للباحث والشاعر أحمد عبدالغنى، الذى يعترف فى مقدمة كتابه: (العدودة القبطية القنائية)، بأنه أول باحث يتطرق إلى جمع العدودة (مراثى الحزن فى الجنازات)، للمجتمع المسيحى الذى يعيش فى محافظة قنا، وأن أوجه الغرابة، تمتد كثيرا إذا أضيف له أنه باحث مسلم، تعايش مع الحزن المسيحى ورصده، قبل أن يرصده الباحثون المسيحيون أنفسهم. يقسم الباحث كتابه المهم والجاد إلى أقسام، مثل عدودة الراهب والراهبة والقمص والمطران، بجانب المندبة المسيحية لعامة الفئات، كالأطفال والعذراء والشاب والمتعلم، بجانب إطلالة أخرى على الجنازات المسيحية، ومايتم فيها. يقول الباحث -فى جمعه وتحليله للعدودة المسيحية، فى صعيد مصر- إن الملاحظ عليها أنها لاتحتوى المفردات الحديثة، مثلما تحتوى المراثى الإسلامية، كالقطار والباخرة والطائرة، مما يجعلها غارقة فى مفردات شديدة الخصوصية، من ناحية القدم، ومن ناحية إضفاء السمو والتقديس للشخصيات. يادنيا ياخاينة وبتخطف الراهب عند القبور ياصليب كله صبح راهب يضيف الباحث أيضا أن فن العدودة القبطية، ينتمى لفن المربعات وفن الواو، أكثر من انتمائه لإيقاع العدودة المعروف، وأنه يتم استلهامه فى الجنازات، رغم اختلاف حادث الموت، مما يجعل التأثيرات الحديثة هنا مختفية، أو غير مطروقة بالمرة. راح الكنيسة وفات مركوبه ( حذاؤه ) والعرق المكرر كان مشروبه رايح وساب الكاس والمر مكتوب والقبر ضلمه ولاحد محبوب فى النهاية يعترف الباحث بصعوبة مالاقى من غموض هذا الحزن، ومن مفراداته شديدة الخصوصية، التى تتلاقى مع العدود الإسلاميةأو ماتختلف عنها. أمانة يامسافر سلم على بطرس الراهب واجرى واحكى مع زكريا والعدرا خلى يونان عند المسيح ويتوصى وتتغسل من الخطيه ياغالى وتتهنى يعترف الباحث بأن المجتمع المسيحى حاليا يحارب تلك المراثى، ويراها خارجة على الشريعة المسيحية، مثلما يحارب المجتمع المسلم حاليا العدودة، والمراثى الإسلامية، ويراها خارجة على الشريعة الإسلامية، إلا أن الاندثار قادم للاثنين معا، لذا تكون المعاناة الحقيقية، فى لذة اقتناص النص واحتفاظه، ونشره بين الناس، وهذه هى ضريبة المبدع المثقف.