تعرضت حركة الطيران بألمانيا، للشلل التام؛ وذلك إثر إضراب عمالي نظمته نقابة الخدمات العامة الألمانية، فى معظم المطارات، الأمر الذي أحدث ارتباكًا كبيرًا فى حركة المواصلات العامة الألمانية. وقد تأثرت شركة الطيران الألمانية العملاقة، بشدة واضطرت إلى إلغاء 895 رحلة طيران، وذلك على الرغم من إعلان نقابة الخدمات العامة الألمانية أن الإضراب رمزى وتحذيرى، ولن يشمل كل خدمات الطيران. كما تسبب ذلك أيضًا في ارتباك كبير بين المسافرين فى المطارات الألمانية، حيث ألغيت رحلات 78 ألف مسافر، وأثار الإضراب حفيظة الحكومة الألمانية واتحاد أصحاب الأعمال. وعانت مدينة هانوفر الألمانية، أمس من توقف حركة المواصلات العامة نتيجة للإضراب الذى نظمته نقابة خدمات النقل العام، وتسبب في حالة من الفوضى بعاصمة ولاية سكسونيا، خاصة أن المدينة تنظم أكبر معرض صناعى دولي، افتتحه الرئيس الأمريكى أوباما مع المستشارة إنجيلا ميركل أمس الأول ويزوره أكثر من 500 الف زائر، كما تأثر بشدة جدول أعمال المؤتمرات الصحفية والندوات المتخصصة المصاحبة للمعرض إلى ارتباك شديد نتيجة عدم تمكن كثير من الإعلاميين والصحافيين من الوصول إلى أرض المعارض فى المواعيد المحددة. وتطالب نقابات عمال الخدمات العامة الألمانية منذ فترة بزيادة كبيرة فى الأجور، إلا أن مفاوضاتها مع الحكومة لم تتوصل إلى اتفاق مرض فى هذا الشأن، مما أدى إلى تنظيم هذا الاضراب التحذيرى الموسع – حسبما ذكر بيان نقابة الخدمات العامة الألمانية. وأدان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، توسيع نطاق الإضرابات في قطاع الخدمات العامة، ووصفه بأنه يخرج عن المعايير المتعارف عليها. وقال في بيان نشرته الوزارة اليوم الأربعاء، إنه ليس هناك سبب معقول لتعطيل العمل في مطارات مهمة ومستشفيات برلين، وأشار إلى أن هذه الاضرابات لا يتضرر منها إلا الأشخاص العاديون الذين لا يمثلون طرفًا في النزاعات حول الأجور، وانتقد بشدة عدم مراعاة النقابات لمصالح المواطنين. وقال موجهًا حديثه للقائمين على الإضراب:عليكم مراعاة مصالح المواطنات والمواطنين، والبحث عن حلول معنا على طاولة المفاوضات، محذرًا من أن هذه الإضرابات أصبحت مزعجة للغاية، مؤكدًا أن المفاوضات مع الحكومة حول زيادة الأجور يتم إجراؤها بموضوعية وشفافية، حيث تم تقديم عرض للنقابات بزيادة الأجور بنسبة 3 % ، فضلاً عن بعض المميزات الأخرى. وقال دي ميزيير: "لابد من مناقشة ذلك أولًا بدلًَا من الإضراب". وتمثل النقابات العمالية فى ألمانيا قوة ضغط كبرى للدفاع عن مصالح العمال، سواء فى القطاع الخاص والشركات أو فى الخدمات العامة الحكومية، وتعمل منظمات رجال الأعمال واتحاد أرباب الأعمال فى ألمانيا والذى تشارك فيه كبريات الشركات الألمانية، على تفادى أية خلافات مع هذه النقابات من خلال الدخول فى مفاوضات لتلبية مطالبهم، للحيلولة دون تنظيم الإضرابات الشاملة التى تؤدى إلى خسائر هائلة للشركات.