برغم أن بينالى فينيسيا يوصف بأنه أوسكار الفنون البصرية، ويعد الأقدم والأشهر فى العالم، فقد تساءل الناقد إيريك بانكس عما إذا كان هذا البينالى قد فقد فاعليته وأهميته، معتبرا أن لهذا السؤال ما يبرره على الأقل من ناحية المؤشرات الظاهرة، المتمثلة فى هجمة الساسة ومحدثى النعمة على مدينة البندقية الساحرة، فيما عانى البينالى- هذا العام- من سوء التنظيم والمشاكل اللوجيستية. وتحت عنوان "الطيب والسىء والأمريكى"، قال إيريك بانكس - في مقاله بجريدة "نيويورك ريفيو" إن دور الانعقاد الرابع والخمسين لبينالى فينيسيا- الذي افتتح في يونيو الماضي - قد تحول إلى سوق للساسة الراغبين فى عرض مهاراتهم، مثل الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، جنبا إلى جنب الأثرياء الجدد والقدامى وأصحاب اليخوت ومحدثى النعمة، الذين يبحثون عن ترياق للتغلب على عقد النقص، ولو بحضور البينالى العريق. وأضاف: حتى لو كان بينالى فينيسيا لا يزال أهم وأبرز وأعرق ملتقى فنى فى العالم المعاصر، فإنه- فيما يبدو- قد تحول إلى ضحية لمجده ونجاحه الخاص، فيما انتقد بشدة المشاكل اللوجيستية والتنظيمية التى تجلت فى دور الانعقاد الأخير، وتبعثر الأجنحة عبر مدينة البندقية، واضطرار البعض للعرض فى بقع بعيدة فى ظل أزمة الأماكن. وقد شاركت - فى بينالى فينيسيا الحالي الذى يستمر حتى السابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل - 91 دولة، من بينها دول تشارك للمرة الأولى كالمملكة العربية السعودية وبنجلاديش وهاييتى، فيما لاحظ الناقد إيريك بانكس أن أعمال الفنانين الأمريكيين لا تحظى بقبول كبير فى البينالى، مشيرا إلى أن الجناح الأمريكى مشحون بأعمال ذات حمولة إيديولوجية وسياسية. وتعد مصر أول دولة عربية وإفريقية تشارك فى بينالى فينيسيا، الذى توقف عدة سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية، حيث يرجع تاريخ مشاركتها الأولى إلى عام 1938، وحصلت على جائزة "الأسد الذهبى" لأفضل جناح فى عام 1995. وتضمن جناح مصر- فى بينالى فينيسيا الحالي- عملا فنيا للشهيد أحمد بسيونى، وأثارت المشاركة المصرية جدلا في أوساط التشكيليين وكانت الحركة التشكيلية المصرية قد قدمت اثنين من الشهداء فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، هما أحمد بسيونى وزياد بكير.