أختار بينالي فينيسيا الدولي لدورته الرابعة والخمسين شعار( إضاءات الأوطان) ويشارك في هذه الدورة نحو90 دولة من مختلف أنحاء العالم. في أكبر تجمع للفنانين وقد انعكس شغف العالم برؤية الثورة المصرية علي الإقبال الكبير لمشاهدة الجناح المصري في البينالي الذي يعرض مشروع(30 يوم جري في المكان) لشهيد الثورة الفنان أحمد بسيوني,وقد حمل الجناح المصري عنوان( مصر التغيير). ولكن للأسف فإن المشاركة بهذا العمل والتي تقررت بالاجماع بعد أن أوكل وزير الثقافة د. عماد أبو غازي الأمر للجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة والتي نعتقد أنها اتخذت قرارها حتي لا تكون محل اتهام بأنها من فلول النظام السابق أو من الثورة المضادة أو أنها لا تقدر قيمة الشهيد الفنان. المهم أن ما حدث بعد الافتتاح الكارثة كشف عن أبعاد خطيرة لقضية أكبر وهي المتاجرة بأسم مصر وبدم شهيد وإعطاء شكل ومضمون ثوري لعمل فني لا علاقة له بالثورة أو بالدعوة إليها سوي انتسابه للفنان الراحل الذي سبق أن شارك به في مهرجان( ليه لأ؟)WhyNot الذي أقيم قبل عامين في قصر الفنون.. لقد وصل الأمر إلي تهديد قوميسير الجناح المصري باللجوء إلي القضاء متهما إدارة البينالي بالتسبب في الأخطاء التي حدثت, بينما قرر رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. أشرف رضا عقد مؤتمر صحفي بنقابة التشكيليين للرد علي الاتهامات, وتردد أن الفنان الشهيد نفسه لم يكن ضمن الثوار وإنما كان يسجل أحداث الثورة لصالح إحدي وكالات الصور العالمية, وهذا كله جدل عقيم في نظرنا وكان ينبغي ألا نصل إلي هذه المرحلة, وكان هذا ممكنا لو أننا اتبعنا أبسط القواعد وتطبيق معايير موضوعية عند اختيار الاعمال والفنانين المشاركين والممثلين لمصر في هذا البينالي العالمي, وكان يمكن تكريم الفنان احمد بسيوني في المعرض. ولخطورة الاتهامات المتبادلة بشأن ما حدث في الجناح المصري في بينالي فينيسيا الدولي فقد بادرت نقابة التشكيليين بعد انتخابات مجلس النقابة والنقيب الجديد الدكتور الفنان حمدي أبو المعاطي بعقد أول ندوة لها لكشف الحقائق وإنهاء الأزمة التي افسحت لها بعض الصحف والفضائيات مساحة واستطاع الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية إثبات بطلان الاتهامات التي طالته وتم الاعتذار له علنا لإنهاء المشكلة. نترك المشاركة المصرية في البينالي لنتحدث عن هذا الحدث الفني الذي يتكرر كل عامين, فقد وصفه مدير المعرض باولو بارانا بأنه شبيه بالرياح الموسمية التي تهب كل عامين فتكشف خفايا الغابات وتبين حقائقها المدفونة وتتيح المجال أمام تألق الأغصان وتثبيت أصالة الجذوع والجذور. فبينالي فينيسيا الذي يقام منذ أكثر من قرن من الزمان في مدينة البندقية الإيطالية يعتبر أقدم البيناليات العالمية وأشهرها, وتعتبر فينيسيا المدينة العائمة ذاتها عملا فنيا أصيلا تتجه إليه الأنظار مما أعطي للبينالي طابعا خاصا مميزا جعله وجهة يقصدها الفنانون وهواة المقتنيات ومتذوقو الفن المعاصر والجمهور الذي يعشق الفنون الراقية. من بين البلاد التي تشارك للمرة الأولي هذا العام السعودية وبنجلاديش وهاييتي واندورا, وقد بلغ عدد الدول المشاركة في هذه الدورة عددا قياسيا غير مسبوق. ولأن زيارة إيطاليا والتجول في أجنحة الدول المشاركة يطلعنا فقط علي أحدث الفنون في تلك الدول, وهذا لايكفي لري عطش زوار البينالي فقد رأت المنسقة السويسرية بييس كوريجي تخصيص جناح لفن الماضي بدأ مساره بثلاث لوحات من الحجم الكبير إحداها لوحة( العشاء الأخير) للفنان جاكربو روبوستي الملقب ب تينتوريتو أي الرسام الذي يعتبر واحدا من أعظم المبدعين في تاريخ عصر النهضة الفنية لمدينة فينيسيا في القرن السادس عشر, وهو الفنان الذي صورت أعماله الحالات الاستثنائية لضوء النهار. ولوحة( العشاء الأخير) هي التي استعارتها كاتدرائية جزيرة سان جورجيو. واللوحة الثانية في جناح فن الماضي هي سرقة جثة القديس مرقس والثالثة هي خلق الحيوانات وهما من مقتنيات أكاديمية الفنون بالبندقية( فينيسيا) Nelashry.Ahram.org.eg