فجر حادث اغتصاب أحد الأطفال بمدرسة "فيوتشر بريدج"، بمدينة نصر من قبل عامل أمن، ملف الاغتصاب والتحرش الجنسي بالأطفال من جديد، وأثيرت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أولياء الأمور خوفًا من تعرض أطفالهم لحالات مشابهة. وتكشف الدراسات أن الأمر ليس خاص بمصر وحدها، ففي الأردن وصل عدد الحالات التي تمت معاينتها عقب الاغتصاب إلى 437 حالة عام 1998، وكان المعتدي معروفًا للطفل الضحية (جار – قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبًا عنه. وأجريت العديد من الدراسات الخاصة بالتحرش الجنسي فى عدة دول، وكان أهمها دراسة أمريكية أثبتت أن 83 % من الأطفال قد تعرضوا للتحرش الجنسي، وأعلنت بعض الدول العربية عن إحصائيات أخرى خاصة بالتحرش الجنسي بالطفل ولا يتم الإبلاغ عنها للسلطات المختصة. وفي لبنان أظهرت دراسة صادرة عن جريدة "لوريان لوجور"، أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 - 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، و10 أولاد تراوح أعمارهم 17 سنة. وفي السعودية كشفت دراسة عن التحرش الجنسي بالأطفال أن نسبة التحرش الجنسي بهم مرتفعة إذ يتعرض طفل واحد من بين كل أربعة لهذا الاعتداء بشكل يومي. وفي دراسة أخرى أجريت حول إيذاء الأطفال جنسيًا، وبينت أن 49.23 % ممن هم في سن 14 من إجمالي عدد السكان السعوديين حسب آخر تعداد تعرضوا للتحرش الجنسي وبالرغم من ذلك ما زالت نسبة الاعتداءات الجنسية على الطفل غير معروفة (سرية) خوفًا من المعتدي القريب أو حتى الفضيحة. وفى محاوله لمعرفة آراء أولياء الأمور كانت تعليقاتهم على غياب دور الإدارة المدرسية والدور الرقابى لوزارة التربية والتعليم مشيرين إلى أن تلك القضايا المتعلقة بالتحرش الجنسى واغتصاب الأطفال بالمدارس قد حطمت الثقة المتبادلة بين أولياء الأمور والمدارس. وتقول الدكتورة فؤادة هدية، أستاذ علم نفس الطفل بجامعة عين شمس، أن ما سمعته عن اغتصاب الأطفال بمدرسة فيوتشر بريدج بمدينة نصر صدمة كبيرة، متسائلة كيف وصلنا إلى هذا الحد من التدني الأخلاقي. وأشارت فؤادة إلى أن الضحايا من الأطفال قبل أى شىء يحتاجون إلى علاج نفسى مكثف لإخراجهم من تلك الأزمة، وأن من فعل بهم ذلك لا يحتاج سوى الإعدام بميدان عام حتى يكون عبرة لكل شخص مريض تدفعه شهواته إلى فعل هذا الجرم بأطفال أبرياء. وأوضحت هدية أن هذا الشخص الذى عجز عن السيطرة على شهواته من المؤكد أنه تعرض للاغتصاب في مثل عمرهم وهو ما جعل بنفسه شهوة الانتقام من براءتهم فالأمر أشبه بالانتقام. وتساءلت خبيرة علم النفس في حيرة قائلة: "في الوقت الذي اغتصب فيه العامل الطفل والذى ليس بقليل أين كانت إدارة المدرسة وأين المدرس المسئول عن الفصل الذى يوجد به الطفل، ألم يلاحظ عدم وجوده؟ وطالبت هدية في تصريحاتها ل"بوابة الأهرام" بضرورة تحديد برامج لوقاية الطفل من الانتهاكات وفرضها على كافة المدارس ودور الرعاية والحضانات، بالإضافة إلى برامج حماية الذات. الأرقام التي تظهر حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال مخيفة ومفزعة تتزايد يومًا بعد يوم مع غياب للدور المجتمعي برغم وجود عدد كبير من المنظمات المجتمعية التي تعلن أنها تحافظ على حقوق الطفل في أكثر من مناسبة إعلامية. أحمد عبدالعليم عضو ائتلاف حقوق الطفل يشير إلى ضرورة تطبيق سياسات الحماية فى جميع الأماكن التى لها علاقة بوجود الأطفال مثل المدارس والحضانات ومراكز الشباب، بالإضافة إلى فرض قوانين تدعم حقوق الطفل، وسياسات وإجراءات حماية داخل كل مؤسسة يلتزم بها جميع العاملين. ويشير إلى أهمية التحقق من شخصية كل فرد يعمل بالمدرسة أو الحضانة أو غيرها،وعمل تحريات وافية عنه وعن أخلاقه، ومؤهله الدراسىي، خاصة اذا كانت هذه المدارس تتقاضى مصروفات تتعدى ال 40 ألف جنيه فبذلك هى لديها من الأموال مايسمح لها بالإنفاق للتحرى عن كل عامل، والكشف عليه جسديًا ونفسيًا قبل قبوله للعمل بالمدرسة. كما اقترح عبد العليم عمل صندوق شكاوى بكل مدرسة حتى تتابع من خلاله المشكلات التى يتعرض لها الطلاب لمواجهتها بشكل صحيح وسريع قبل أن يتعرض أكثر من طفل لنفس المشكلة. وكأول تصريح من الوزارة فيما يخص القضية قال بشير حسن، مسئول التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، إن والدة الطفل الذي تعرض لحادثة الاغتصاب على يد فرد الأمن يعمل بالمدرسة، كانت قد أبلغت الوزارة بتعرضها لتهديد من قبل إدارة المدرسة للتنازل عن البلاغ الذي قدمته ضدهم. جاء ذلك فى مداخلة هاتفية لبرنامج "أنا مصر" مع الإعلامية ريهام السهلي على القناة الأولى، موضحًا أن الوزارة تواصلت مع والدة الطفل، وطمأنتها بأن حق طفلها لن يذهب هباءً كما تمت إحالة المتهم إلى النيابة وحرر محضر بالواقعة حمل رقم 18351 وأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.