بعد أقل من أسبوع من إعلان مجلس الوزراء المصري توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والتي أكدت أحقية المملكة لجزيرتى "تيران" و"صنافير".. انطلقت دعوات للتظاهر غدًا الجمعة احتجاجا على الاتفاقية وتباينت ردود فعل القوى السياسية تجاه تلك الدعوات، في الوقت الذي أصدرت فيه جماعة الإخوان بيانًا، دعت فيه أنصارها للمشاركة فيها. عدد من الأحزاب رفضت المظاهرات أصلا باعتبار أن الوقت غير ملائم، وأن دعوات التظاهر تقف خلفها مخابرات أجنبية ومؤمرات من تخطيط جماعة الإخوان، فيما أكدت أحزاب أخرى أن التظاهر هو حرية تعبير مكفولة بحكم الدستور. من جانبه، أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة، السكرتير العام لحزب الوفد ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن تلك التظاهرات هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتأتي ضمن "المؤامرة" التي تحاك ضد مصر الآن، مطالبا بعدم الانسياق وراءها، والوقوف خلف القيادة السياسية للحفاظ علي أمن واستقرار البلد. ولم يكن مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وعضو المجلس الرئاسي للتيار الديمقراطى، على وفاق لرأي ممثل حزب الوفد، مؤكدًا أن أحزاب التيار اجتمعت أمس لبلورة موقف موحد للقوى الوطنية لرفض الاتفاقية. وأشار الزاهد إلى أن التيار الديمقراطى قرر تأييد كل أشكال الاحتجاج الجماهيرى الرافض لتلك الاتفاقية؛ لأن من حق الشعب التعبير عن "غضبه"، مضيفًا أن حزب التحالف الشعبي سيفتح مقراته غدًا وسيستدعى لجنته القانونية للوجود طوال اليوم من أجل تقديم أى دعم قانونى للمحتجين السلميين إذا ما تطلب الأمر ذلك. من ناحيته، أكد محمد أنور السادات رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" أن هذه المرحلة الحرجة لا تحتمل أي تظاهرات أو أي انشقاقات بين صفوف بالمجتمع، مشيرًا إلي أن كل ذلك سيؤثر بالسلب علي الاقتصاد المصري، مطالبًا الجميع للاحتكام لصوت العقل حتى نعبر الأزمات التي نمر بها. وفي الوقت الذي قال فيه المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة إن الحزب ضد المشاركة فى تظاهرات الغد فى ظل إعلان الإخوان النزول للاحتجاج، أكد عبد العزيز الفضالي، عضو المكتب السياسي لحزب الكرامة وأمين شباب الحزب أن شباب وكوادر الحزب سيشاركون غدًا في تظاهرات جمعة "الأرض هى العرض" بمختلف ميادين مصر، للمطالبة بتجميد الاتفاقية لحين عرضها في استفتاء شعبي. من جهته، أكد أحمد أبوسنة رئيس اتحاد شباب حزب المؤتمر رفضه القاطع دعوات التظاهر التي أطلقها البعض للنزول غدًا الجمعة، مشيرًا إلي أن هناك مخططات ومؤامرات دولية لنشر الفوضي والإيحاء بعدم وجود استقرار بالبلاد لمنع الاستثمارات الأجنبية. وقال أبوسنة ل "بوابةالأهرام" إن هناك منظمات وأجهزة مخابراتية كل هدفها إسقاط مصر، وتستغل هذه الأزمة لتنفيذ مخططها، وعلي الجميع أن يعي ذلك جيدًا. وأشار المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى تحت التأسيس إلى أنهم يؤيدون حق التعبير السلمى مع الرأى، محذرًا من استغلال هذه المشاعر لإحداث صدام مع أجهزة الأمن والدولة. وحول تفضيل معظم الأحزاب الاكتفاء بإعلان دعمها دون المشاركة، أوضح شعبان أن الأحزاب عليها مسئولية تجاه أعضائها والشباب، خاصة فى ظل عدم تعديل قانون التظاهر حتى الآن. ومن جهته، وصف المستشار أحمد البحيرى عضو الهيئة العليا لحزب الحرية، دعوات التظاهر غدًا الجمعة من قبل بعض السياسيين بأنها "مزايدة رخيصة" منهم على أمن واستقرار وطنهم لصالح مصالحهم الشخصية، مناشدًا الشعب المصرى بعدم الانجرار خلفهم. بينما أكد محمد عرفات، عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لم يأخذ قرارًا في المشاركة، ولكنه يؤيدها، معلنًا موقفه الرافض للاتفاقية، وأنه سيفتح كافة مقراته لتقديم الدعم القانوني واستقبال توكيلات المواطنين للمحامين من أجل الطعن على الاتفاقية. على جانب آخر يرى الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن دعوات التظاهر غدًا غير مجدية، لأن مؤسسات الدولة المصرية مكتملة بعد انتهاء خارطة الطريق بوجود برلمان منتخب معبر عن رأي الشعب، مشيرًا إلى أن التظاهر كان مقبولاً للتعبير عن الرأي حال غياب مجلس نواب منتخب، معبرًا عن إرادة المواطنين، موضحًا أن أمر الجزيرتين سيخضع للدراسة والفحص والمناقشات داخل مجلس النواب ليعبروا عن رأي الشعب".