استمر الحب الجارف بين الفيلسوف الفرنسي سارتر وسيمون دي بو فوار خمسين عامًا ملتهبًا حارًا حتي وفاة سارتر 1980 برغم علاقتهما المتعددة، هو مع عشيقات كثر، وهي مع عشاق آخرين. منذ لقائهما الأول عام 1929 في جامعة السربون عقد الاثنان ميثاقًا غراميًا غريبًا، فقد اتفقا على أن يسمح كل واحد منهما للآخر بإقامة علاقات عاطفية كاملة مع آخرين بشرط الشفافية المطلقة، أي أن يخبر الآخر ويحكي له عن هذه العلاقة بالتفصيل، فعاش كل منهما عددًا لا يحصى من العلاقات. وبرغم أن الكاتبة سيمون دي بوفوار كانت تحب سارتر بدرجة غير مسبوقة، إلا أنها رفضت أن تتزوجه حين طلب منها ذلك خوفًا من انطفاء جذوة الحب، وحين ارتبطت بعلاقة عاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون -وكانت تناديه زوجي العزيز برغم عدم زواجهما- وسألها عن سارتر، قالت: إنني صديقته الوحيدة التي تمنحه السلام، ولا أستطيع أن اتخلى عنه بتاتًا، ولا أن أكرس حياتي كاملة لرجل آخر. وكتبت عن سارتر فيسلوف الوجودية الكبير: عندما تعرفت عليه قال لي من الآن فصاعدا سآخذك من يدك، فلا شك أنه كان سعيدًا بالحصول علي، أما أنا فأحس أن أي برهة لم أقضها معه إنما هي وقت لا يحسب من حياتي. وعندما سئل سارتر عن سيمون كامرأة قال: أجدها جميلة كما كنت أجدها من قبل، وقد وددت أن أتعرف عليها؛ لأنها كانت جميلة، وكان لها هذا الوجه الذي يفتنني، كما قال أنا مدين لها بكل شيء فهي أعطتني الثقة الكاملة وأشعرتني بالأمان. وبرغم الميثاق أو الاتفاق بين الاثنين على الصراحة في حال الخيانة، فإن سارتر لم يكن صادقًا في هذا الميثاق الذي وضعه بنفسه، وكان يكذب كثيرًا في تفاصيل علاقاته الغرامية، حتي خشيت سيمون أن تفقده. تقول سيمون بعد سنوات طويلة اكتشفت أنني لم أكن المرأة الوحيدة في حياته، ولم أكن الأولى كذلك، وإنما واحدة بين الأخريات، لكنها لم تتركه أبدًا، وكانت تقول إنه صنوي أجد فيه كل ما أتمني، وأستطيع أن أقاسمه كل شيء، وأعلم أنه لن يخرج من حياتي أبدًا. فما رأيكم دام فضلكم في هذا النوع الغريب من الحب بين العباقرة؟!