عن سبعين عامًا، رحل الرجل العسكري، صاحب الوجه نادر الابتسامة، الذي ظلت ملامح العسكرية المصرية قابعة على شخصيته حتى اللحظات الأخيرة في حياته، ما ساعده على التحكم بسهولة في إدارة ائتلاف دعم مصر الحاصل على الأكثرية البرلمانية. سامح سيف اليزل، الذي عرفه المصريون عبر شاشات الفضائيات، وصفحات الجرائد، خبيرًا أمنيا ومحللا استراتيجيا وعسكريا، كان الرجل مكنته خبراته في العمل العسكري أن يجمع بين يديه آلية إدارة دفة الأغلبية، بفضل حنكته كسياسي هادئ عند الهدوء، وصارم وقليل الحديث عندما كانت المواقف تستدعي أن يكون صارمًا. وصفه المقربون منه بالرجل الدبلوماسي رغم طبيعته العسكرية، التي نشأ في محيطها، حيث كان والده ضابطا بالقوات المسلحة ثم سفيرا لمصر في دولة السودان، لكن سيف اليزل حينما اقتحم عالم السياسة سريعًا، فرض عليه أن يكون دبلوماسيا محنكًا بالوراثة. عمل في سلاح الحرس الجمهوري للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وشارك في حروب 1967 والاستنزاف و1973، وتقلد العديد من المناصب كان منها عمله في السفارة المصرية لدى كوريا الشمالية، ورئاسة مركز الجمهورية للدرسات الأمنية. ورغم دفاعه المستميت عن الائتلاف، لتبرئته من توصيف كوريث للحزب الوطني، الذي كان يسيطر على برلمانات حسني مبارك، عاش داخل البرلمان شخصية مثيرة للجدل والتساؤلات المبهمة، حول دوره في مساندة النظام ضد معارضيه، وانتصاره للحكومة على حساب من يقفون في وجهها تحت قبة البرلمان. ولد سامح سيف اليزل في القاهرة عام 1946 وتخرج من الكلية الحربية عام 1965 واشترك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف كما اشترك في حرب أكتوبر 1973 كان ضابطًا بالحرس الجمهوري المصري ثم بالمخابرات الحربية المصرية حتى رتبة مقدم ثم خدم بعد ذلك في المخابرات العامة. حصل على العديد من الدورات الأمنية والتحليل السياسي والعلوم الإستراتيجية والتفاوض، بكالوريوس العلوم العسكرية "الكلية الحربية المصرية" كما حصل على دورات عسكرية في المدرعات من المعاهد العسكرية المصرية ودورة علوم الدبابات البرمائية من الأكاديمية العسكرية العليا في فيرنو في تشيكوسلوفاكيا "حاليا عاصمة سولفاكيا" وحصل على المركز الأول على جميع الجنسيات المشتركة في الدورة. إلى ما سبق، فقد حصل على دورة إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب من مريكا ودبلوم الدراسات العليا في العلوم الإستراتيجية والسياسية من المعهد القومي الإستراتيجي في واشنطن ورخصة الطيران الشراعي من معهد الطيران ورخصة طيران من معهد كامبل في بريطانيا بالطيران بالطائرت الخفيفة ذات المحرك الواحد بجانب زمالة معهد القادة والمديرين في بريطانيا. "سيف اليزل" الذى عمل ضابطاً بالحرس الجمهورى ثم انتقل إلى المخابرات الحربية، حتى انتقل إلى المخابرات العامة ووصل إلى رتبة لواء، دخل اليزل عالم السياسية في أعقاب ثورة 25 يناير كمحلل سياسي بارز، ودائم الحضور على الشاشات، وورث الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق في تشكيل قائمة تضم كافة القوى السياسية تخوض من خلالها انتخابات مجلس النواب، وتجتمع على هدف واحد تحت قبة البرلمان، مرادها مساندة النظام، واعتبار نفسه ظهيرًا سياسيًا للرئيس الذي خلف المستشار المحنك عدلي منصور في سدة الحكم، غير أن رحيله عن البرلمان، لن يكون سهلًا، وسيبقى الجدل مستمرًا حول من يمكنه خليفة رجل بهذه العقلية التي جمعت بين العسكرية والدبلوماسية.