احتشد ما يقرب من 600 ألف ولي أمر اليوم الخميس، بمقر وزارة التربية والتعليم، وذلك تلبية لدعوة الدكتور الهلالي الشربيني، للحديث معهم حول مشاكل المناهج الدراسية، ومناقشة مطالبهم التي أثاروها عبر صفحات السوشيال ميديا. ولكن قبل أن ندخلكم في تفاصيل اللقاء الدي استغرق قرابة ثلاث ساعات، لابد أن تكون لديكم خلفية لقصة ثورة أولياء الأمور على مناهج وزارة التربية والتعليم القابعة منذ عقود طويلة من الزمن، ولا يتم تطويرها رغم الوعود الكثيرة الزائفة. قبل أسبوعين اشتعلت ثورة أولياء الأمور في المراحل الدراسية المختلفة اعتراضًا ونقمًا على المناهج الدراسية والتي وصفوها تارة بالعقيمة وتارة أخرى بالباطلة، وفي الحقيقة لم يجد المسئولون بوزارة التربية والتعليم مبررًا واحدًا يجعلهم ينفون ما يؤكده أولياء الأمور، فلم يكن أمامهم سوى التأكيد. وخلال مدة قصيرة، استطاع أولياء الأمور تدشين عدد من الصفحات والجروبات على وسائل التواصل الاجتماعي، حملت جميعها أسماء في مضمونها الغضب، مثل "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية المصرية"،"حملة مناهجكم باطلة"، و"حملة تمرد على المناهج التعليمية"، وغيرها. انضم إلي تلك الصفحات الآلاف في غضون أيام قليلة ليقترب عددهم من النصف مليون ولي أمر معترض على المناهج المتخمة بحشو لا يفيد بل يضر. مطالب أولياء الأمور كانت شاملة ومحددة، واتفقت على غالبيتها معظم الجروبات ومنها حذف الوحدة الأخيرة من كل مادة لهذا العام، وعدم امتحان ما تم امتحانه في "الميد تيرم"، وكدلك أهمية مراعاة أن تخاطب المناهج عقول وسن الأطفال، وتدريب وتأهيل المدرسين، وإلغاء أعمال السنة، وعدم إضافة درجات الأنشطة والكمبيوتر إلى المجموع الكلي. لم يكن الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم أمامه سوى حل واحد لا ثانى له، وهو التفاوض مع الثائرين وإخماد غضبهم وبمجرد ظهوره في برنامج "على مسئوليتي" مع أحمد موسى، وبعد مناقشات ومداخلات هاتفية مع أولياء الأمور أعلن دعوته لعقد اجتماع مع أولياء الأمور في مقر الوزارة بقاعة تسع 700 شخص، وحدد يوم الخميس وذلك قبل عدة أيام. سبق عقد المؤتمر عدة تخوفات وتكهنات من قبل أولياء الأمور على صفحات التواصل الاجتماعي، من التجمهر في هذا اليوم وربما إحداث فوضى من بعض العناصر التي يمكن أن تكون مندسة داخل صفوف أولياء الأمور الراغبين فى تطوير العملية بالفعل، ولكن مع تصريحات بشير حسن المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم الإعلامية والتي كانت مطمئنة بعض الشىء بأن اليوم سيمر بسلام، استطاع أدمن الصفحات أن يحمسوا أولياء الأمور للحضور ولقاء الوزير، لتكون لهم فرصة للتحدث معه حول مشاكلهم. في اليوم المحدد للقاء مع الوزير وهو الموافق اليوم الخميس، احتشد ما يقرب من 600 ولي أمر، جاء بعضهم من المحافظات، وكلهم أمل أن تبتل عروقهم بقرار من الوزير، يخفف من أحمالهم ومعاناتهم. بدأ اللقاء بشكل منظم، يلتف حول القاعة أفراد من الشرطة تحسبًا لأي شغب، وجلس الوزير على المنصة ومعه الدكتور حازم راشد رئيس مركز تطوير المناهج، وفي الصف الأول كان هناك عدد من مستشاري الوزارة في كافة المواد الدراسية، بينما كان يدير الحوار بشير حسن المتحدث الرسمي باسم الوزارة. بعض من أولياء الأمور كانوا في انتظار القرارات المطورة للمناهج التي كانت تلمح بها الوزارة من وقت لآخر دون الخوض أو الاقتراب من تفاصيلها كنوع من الأداء التشويقي لجذب أولياء الأمور للمؤتمر، والبعض الآخر جاء لانتهاز الفرصة لعرض مشاكل مدارسهم بعيدًا عن المناهج، وقد تناقشوا كثيرًا مع الوزير الدي وعدهم بحل مشاكلهم. طرح أولياء الأمور عدة تساؤلات على الوزير، كان منها أن مادة الكمبيوتر ليس لها كتاب من قبل الوزارة، ومع ذلك فهي مادة للمجموع، فكان رده أن تلك المادة ليس لها كتاب ولكن معها أسطوانة مدمجة ولها نسخة على موقع الوزارة، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن هذه المادة عملية وليست نظرية حتى يتم تدريسها من كتاب، وجاء رد الوزير غير مرضٍ لأولياء الأمور بالقاعة الذين لم يقتنعوا بفلسفة الوزارة في ذلك. وقف ولي أمر وكاد أن يبكي ليعرض على الوزير حالة ابنه الصغير، وهو تلميذ بالمرحلة الابتدائية ويعاني مشاكل صحية تجعله يصاب بتشنجات أثناء وجوده بالمدرسة ويرغب بالمساعدة، ووقوف الوزارة بجانبه، ورد عليه الوزير بأنه سيخاطب وزارة الصحة، كما أنه سيتكفل بعلاج الطفل على نفقته الشخصية. تطرق ولي أمر آخر إلى وجود حالات تحرش جنسي وأن الحمامات بدون أبواب بمدرسة فضل الخاصة بمنطقة فيصل، والتي كان يملكها قيادي إخواني وأصبحت ضمن لجنة مدارس 30 يونيو، وجاء رد الوزير على تلك الشكوى بإحالتها للتحقيق. القاعة كانت من وقت لآخر تعج بالفوضى الكلامية والضجيج والاعتراض أحيانًا على قرارات الوزير، والتصفيق في أحيان أخرى. القرارات الهامة التي خرج بها أولياء الأمور اليوم من اجتماعهم مع الوزير هي: أولًا: حذف أجزاء من المنهج لكافة المراحل الدراسية لهدا العام، وستعلن السبت القادم على موقع الوزارة، وسيتم تكليف الإدارات والمديريات التعليمية بالأمر. ثانيًا: عدم احتساب ما تم امتحانه في الميدترم لامتحانه مرة أخرى فى الترم، مراعاة لضيق الوقت. ثالثًا: قرار يخص أبناءنا في الخارج بامتحان ترمين وليس ترمًا واحدًا، تحقيقًا لمطلبهم في ذلك الأمر. ولكن وبسؤال الوزير عن الشهادات العامة كالابتدائية والإعدادية والثانوية، هنا الوزير اعترض على تقديم أي جديد لهذا العام، وأنه لن يستطيع الاقتراب منها، خصوصًا أن الامتحانات باتت قريبة. ذلك الأمر أثار حفيظة أولياء الأمور وملأهم الخوف على أبنائهم في الشهادات العامة، وأعلنوا غضبهم بالمؤتمر، ولكن الوزير سارع بالخروج لتعلله بأن لديه موعدًا آخر. وعلى الفور عاد أولياء أمور الشهادات العامة مرة أخرى للتواصل الاجتماعي ليعلنوا غضبهم لتهميش الوزير لمطالبهم على حد قولهم، ودشنوا مجموعة من الصفحات والهاشتاجات، التي تُعلن أن الحرب قادمة من طرفهم، ومنها "يا وزير التعليم الشهادات العامة فين". بالفيديو.. مشادات وقرارات وغضب من "الشهادات".. تفاصيل لقاء ال 3 ساعات بين "الشربيني" وأولياء الأمور